مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: إضراب النواب .. كارثة يا وزارة الصحة!


(شر البلية ما يضحك) وعجيب امر هذا البلد كل شيء فيهو ماشي (بالقلبا) مسئولون كالأصنام صامتون لا يفكرون ولا يتخذون قرارات سليمة بل ويرددون كالببغاوات ما يمليه عليهم أصحاب الاجندة والمقربون المحنكون، ولوائح عمل جائرة وظالمة تخدم أصحاب العمل اكثر من خدمتها للعامل الكادح البسيط، ضوابط صارمة تحكم العمل وعدم مراعاة للطبقة العاملة وكله يحدث في السودان لذلك ليس مستغرباً ان يظل السودان في الكرب والضيق فبما كسبت أيديكم و(خمو وصرو ).
تعجبت لوزارة الصحة ومجلس التخصصات الطبية ومجال الطب عموماً يضم الفطاحلة الأثرياء الذين لا هم لهم سوى امتصاص دماء المرضى والفقراء حتى يتمكنوا من كنز الأموال الطائلة، وتفاقم الامر لأكثر من ذلك حيث باتت وزارة الصحة وفطاحلتها يمارسون لي الذراع على زملاء المهنة ورفاق الدرب وهم نواب الاختصاصيين الذين تتجاوز اعدادهم (7) آلاف نائب اختصاصي بالبلاد والآن هنالك ما يربو عن الـ(4) آلاف بصدد الدخول في اضراب مفتوح لمدة عشرة ايام وان صدقوا ودخلوا في الاضراب فـ(الترابة كالت خشمكم يا ناس وزارة الصحة ).
نواب الاختصاصيين هؤلاء هم وقود العمل الآن بالمستشفيات ويقع على عاتقهم متابعة الحالات في المستشفيات الحكومية ويعملون بجد واجتهاد ليل نهار ويسهرون وينامون بمواقع العمل ومع ذلك يدفعون مبلغ (10)آلاف جنيه سنوياً لوزارة الصحة لأجل اكمال التخصصات والأدهى والأمر من ذلك انهم يعملون بمستشفيات البلاد مجاناً أي والله مجاناً لا قرش لا تعريفة والابتزاز الذي تمارسه وزارة الصحة على هؤلاء النواب هو ان يعملوا مجاناً ويدفعوا من جيبهم كمان نظير نيل التخصص وليس هنالك ابتزاز أقبح منه وطبعاً السادة الاختصاصيين يضغطون على النواب للعمل بنظرية اذا اردتم الحصول على التخصصات فاعملوا وإياكم وان تقولوا (بغم) واي محاولات (فرفرة) منكم بنطيح بيكم ولسوف لن ينالوا تخصصاتهم التي يعملون لأجلها .
من الإنصاف يا وزارة الصحة ان تعطوا الأجير حقه قبل ان يجف عرقه وان كان شرطاً العمل مجاناً فمن حقهم عليكم ان تمنحوهم رواتب تمكنهم من ركوب المواصلات وشراء الاحتياجات وحتى تعينهم على العمل وتكون دافعاً لهم من اجل العطاء ولكم في أطباء الدول العربية اسوة حسنة ولكن هذا هو السودان لا أخلاق ولا سياسة ولا صحة ولا تعليم ولا اى شيء وأحمد الله انني لم أدرس الطب لكنت الآن اضرب خدي و(المغسة شقتني) .
مهنة الطب بقدر ماهي مهنة انسانية إلا ان ساسة بلادنا حولوها الى مهنة حرب وشد وجذب ومهنة تكسب وجعلت الأطباء يتعاملون مع المرضى كجوالات القمامة يتم التعامل معها سريعاً لإنجازها بأسرع وقت ويتم التعامل مع مرضى العمليات الجراحية كـ(الفروش) التي يتم تنجيدها فرشا وراء فرش بغرض التكسب وليس لأجل شفاء المريض والاطمئنان عليه وفي كثير من الأحيان يكون العمل غير مجود والسبب الاساسي في ذلك وزارة الصحة وما تمارسه من ضغوط مالية ومعنوية وبدنية ازاء الأطباء فعنوان كل دولة حكوماتها واحسب انه حتى الآن لم تأت حكومة تنصف الإنسان وتمجده ومازال الكثيرون يعانون من ويلات العمل لذلك وازاء كل ما يلاقونه في مسيرتهم ابتداء من المراحل الدراسية وحتى التخرج وحتى نيل التخصص فان كل الويلات والعقبات التي وقفت أمامهم في تلك المسيرة سيعملون على التخلص منها جاهدين اما بمحاولات التكسب السريع دون الاكتراث لأمر المرضى او كل طبيب يضع ضوابط صارمة ليحقق لنفسه اكبر مكاسب متجاهلاً وضعه حينما كان طبيباً عمومياً او نائبا اختصاصيا وهكذا
يا وزارة الصحة سارعي لحل مشكلة النواب قبل ان تفقدهم المستشفيات فهم وقود العمل وان تركتموهم يطبقون الإضراب الذي ينوون تطبيقه فسيكون الأمر كارثياً.

هاجر سليمان – صحيفة الانتباهة


تعليق واحد