يجب استعادة السلطة المسروقة بواسطة العسكر وأحزاب قحت وردها الى الشعب
فلول ما كان يُعرف بالحرية والتغيير تنفي دخولها في محاصصات وتقسيم للوزارت فيما بينها، وتقول بأنها تعتمد معيار الكفاءة في اختيار الوزراء.
و يريدوننا أن نصدقهم بكل بساطة و غباء. هذه القوى التي لم تلتزم بتعهداتها للشارع و كذبت حينما كان هدير الشارع في قمته؛ ما الذي يجعلها تصدق بعد برود الشارع و بعد كل ما رأيناه من نهمها على السلطة و الوظائف في الفترة الماضية ؟
فلول الحرية و التغيير ليس لديها ما تقدمه. و هي بلا شرعية؛ لا شرعية ثورية و لا شرعية أخلاقية و لا شرعية سياسية؛ فقد خانت الثورة و فشلت سياسيا و أخلاقيا و تفككت هي ذاتها، حتى لم يعد أي وجود لما يسمى بقحت. إنها الآن مجرد قوى يستخدمها العسكر لاضفاء وجه مدني على سلطتهم. لا أكثر، و هي مدينة بوجودها في السلطة للسعكر بشكل كامل.
عندما تقول حكومة من الكفاءات و غير حزبية، فهذا يعني حكومة يتم اختيارها من كل المكونات السياسية و وفق معايير معروفة و واضحة. عندما تحصر تكوين الحكومة بيد مجموعة من الأحزاب عديمة الرؤية عديمة البرنامج و ضعيفة و مفككة، فأنت من البداية قد فارقت مبدأ الكفاءة.
ما لم يتم تجاوز وصاية فلول قحت على الثورة و الشعب، و فتح المجال واسعا لتشكيل حكومة وطنية من الكفاءات تتوافق عليها كل المكونات السياسية بلا استثناء، و وفق برنامج وطني متفق حوله من البداية، فإن النتيجة ستكون هي نفس الفشل الحالي، بل و أسوأ بعد تفكك قحت حتى لم يبق فيها سوى حزبين أو ربما ثلاثة أحزاب جميعا لا تساوى شيئا.
فلول قحت الآن لا يجمعها هيكل تنظيمي، و لا تجمعها رؤية سياسية و برنامج؛ يجمعها فقط التكالب على غنيمة السلطة. فهي حرفيا عجزت عن خلق أي توافق داخلي و تشظت، و لكنها ما تزال محتفظة بموقعها في الشراكة في السلطة مع العسكر؛ قوى مفككة متنافرة لا ينظمها اي ناظم، و لكنها تسمي نفسها حاضنة سياسية للسلطة، و تريد تشكيل الحكومة ! فكيف لا تكون محاصصات و تقاسم للغنائم ؟
اين هي رؤيتهم و برنامجهم ؟ و أين تحالف الحرية و التغيير نفسه ؟
يجب استعادة السلطة المسروقة بواسطة العسكر و أحزاب قحت و ردها الى الشعب، إما عبر توافق وطني و حكومة جديدة، أو عبر انتخابات عاجلة. و لكن هذا الوضع غير قابل للاستمرار.
حليم عباس