مقالات متنوعة

اعتقاد (كامل الدسم)!!


(1)
العروبة والعربية فى زماننا هذا ليست هي لسان عربي مبين فهي لون أبيض مبين علينا أن لا نغش أنفسنا أو نكذب عليها وعلى اللائي واللاتي المبدلين والمبدلات لخلق الله أن يعودوا /أو يعدن/إلى رشدهم!!
(2)
عرفنا المستحيلات القديمة الغول والعنقاء والخل الوفي ولكن وبضمير خال من الغرض والمرض والحسد الأسود، يمكن إضافة الجديد وهو أن أحد الموقعين على اتفاقية جوبا للسلام، عرض عليه منصب بمجلس السيادة أو مجلس الوزراء فرفض، بل رفع شعار لا للمنصب أو السلطة أو الثروة قد وقعنا على اتفاقية السلام !! ويدعي الزهد في المنصب وهو أول الذاهبين إليه بكل قوة!! ملحوظة سوداء: نخشى أن يؤدي تضارب المصالح، إلى تضارب أصحاب المصالح!!!
(3)

اعتقد اعتقادا (كامل الدسم) أن الحكومة المدنية الانتقالية لا تريد القضاء على صفوف الوقود والرغيف لأنها اذا فعلت ذلك (فرتقت الصفوف بالتي هي احسن) فإن المواطنين الصفوفيين سينصرفون للتفكير في المشاركة في السلطة والثروة والجاه، فالتفكير هو سلاح خطير تخشاه أي حكومة لذلك تشغل الحكومات مواطنيها بالأزمات والمشاكل !!
(4)
في كتب التاريخ الاسلامي والسير نقرأ عن الملك المظفر والذي لم نقرأ أنه خاض كثيرا من المعارك ولم ينتصر إلا في معركته ضد مسلمي بلاده، وقرأنا سيرة الملك الرشيد (ليس هارون الرشيد) ولم نجد شيئا يدل على رشده حتى بلوغه من العمر عتيا، وسمعنا عن الملك حامي حمى الاسلام والمسلمين ولو ظفر بمسلمي مملكته لأبادهم عن بكرة أبيهم، وسمعنا عن الملك الصالح ولم نر من آيات وعلامات صلاحه إلا إقامته الليالي الملاح والصرف البذخي على الجواري والغانيات والغلمان والمادحين له، من الشعراء ولا يبدو أن هناك فرقاً كبيراً بين ملوك وأمراء ذاك الزمان، وملوك وأمراء هذا الزمان سواء فروق بسيطة لا تتعدى الملبس والمسكن والمأكل والمشرب!!
(5)
عندما سمع السيد أبو الطيب المتنبئ بمقتل والده ليس على أيدي قوات مجهولة مثل التي قتلت المعتصمين بميدان القيادة العامة، ولكن على أيدي جهات معلومة له، لم يكلف المتنبئ نفسه ويرفع (القعدة الدكاكينية) ولم يضع الكأس جانبا ولكنه قال (اليوم خمر وغدا أمر) وانا شخصيا أشك في اثنين، أشك في أن شخصاً عاقلاً يبلغونه بمقتل والده، فلا يضع الكأس من يده، بل يقول اليوم خمر وغدا أمر، وثانيا أشك في أن من نقل للمتنبئ مقتل والده أراد أن يشوه صورة وسمعة أبو الطيب فيقول (مشيت أعزيه في وفاة أبوه لقيتو سكران طينة)، ومنذ العهد البائد كنا نسمع بعدد مقدر من حاويات المخدرات التي دخلت السودان وخاصة للعاصمة الخرطوم، ولم نسمع بمحاكمات جرت لأولئك المهربين، ولكنا سمعنا عن زيادة نسبة تعاطي المخدرات بين للشباب، الشباب الذين ضاقت عليهم سبل التوظيف والعمل وهدتهم العطالة، فرفع البعض منهم شعار (اليوم خمر وغدا حبوب وحشيش وبنقو)!! ولسان حالهم يقول (المخدرات هي الحل) أو (المخدرات مفتاح الفرج) ألحقوا شبابكم فأنهم على شفا جرف هار.

***********

طه مدثر – صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. تصحيح الذي قال بيت الشعر هو إمرؤ القيس وليس المتنبي …..السياسة هي فن الممكن ايا كان اخلاقيا ام غير ذلك….الهدف السلطة على انقاض الفضيلة