مقالات متنوعة

لماذا فككت منظمة الدعوة وما دور حزب البعث السوداني في ذلك؟

الطبيب عبد الرحمن حمود السميط (15 أكتوبر 1947- شوال 15 أغسطس 2013) هو عضو مؤسس في جمعية النجاة الخيرية الكويتية وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان و عضو لجنة الإغاثة الكويتية التي ساهمت بانقاذ أكثر من 320 ألف مسلم من الجوع والموت في السودان وموزمبيق وكينيا والصومال وجيبوتي خلال مجاعة عام 1984 وتولى أيضاً منصب أمين عام لجنة مسلمي أفريقيا منذ تأسيسها التي أصبحت أكبر منظمة عربية إسلامية عاملة في أفريقيا. أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام فيها.
نال عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والتي تبرع بقيمتها كلها(750 ألف ريال سعودي) لجامعات ومدارس فى دول أفريقيا.
قضى ربع قرن في أفريقيا وكان يأتي للكويت فقط للزيارة أو العلاج. ذهب السميط إلى بغداد لدراسة الطب وفي بغداد وقعت لهُ حادثة لا ينساها أبداً حيث كان من عادته أن يصلي في بغداد في مسجد أبو حنيفة النعمان فتعرض بسبب حفاظه على صلاة الجماعة للتعذيب على أيدي حزب البعث ولم تقف الحكاية مع رجال البعث هناك حيث سجن مرتين كانت الأولى في بغداد عام 1970 بسبب نشاطه في المسجد وكاد أن يعدم، والثانية وقعت عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية أثناء غزو العراق للكويت ولم يعرف مصيره وقتها فعذب هناك في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهه ويديه وقدميه.
ولم يتناسى السميط بغداد في أزمتها فبعد أن وضعت الحرب الأنجلو أمريكية أوزارها ضد العراق عام 2003 قام بمهمة خيرية لإعانة الشعب العراقي وكانت جمعية العون المباشر قد خصصت مليوني دولار لدعم الطلاب العراقيين الفقراء وإغاثة الأسر المتعففة. انتهى النقل من ويكيبيديا بتصرف.
الآن بعد مرور عدة اشهر على تفكيك منظمة الدعوة الاسلامية وملحقاتها التعليمية، هل يستطيع أي قانوني سوداني أن يبرر ما جرى ضد منظمة الدعوة؟ لقد اعترفوا علانية بسعيهم لتفكيك صواميل ماكينة انتاج وتطوير وتعليم الشعب السودانى التي ركبتها أيادي الاسلاميين في الثلاثين سنة الماضية فانتجت البترول والسدود والطرق والجسور والموانئ والمطارات ومصانع السيارات والسلاح والدواء والجامعات والمستشفيات وغيره بشراكات مع شركات صينية وتركية حيث ان الشركات الامريكية والاوربية كانت قد منعت من العمل فى السودان لان السودان حوصر لانه رفض التطبيع مع اسرائيل وكان يدعم حماس وغيرها من حركات الجهاد الفلسطيني.
انا كمهندس اعتقد انه تم صرف مليارات الدولارات على المشاريع التي ذكرناها اعلاه واذا كان كما يدعي بعض البعثيين والاتحاديين ان هناك مليارات مئات مليارات الدولارات قد هربها الاسلاميين للخارج كماليزيا وغيرها فهذا يعني ان حكومة الاسلاميين كانت قد صدرت منتجات سودانية فاقت الاربعمائة مليار دولار مما مكنها من انشاء كل المنشآت المذكورة آنفا وبالاضافة الى ذلك فانها هربت ما يقارب المائتي مليار دولار للخارج وفقا لادعاء الاستاذ محمد عصمت والسيد تاور. وهذا بالطبع لا يقبل عقلا ولكن الصحيح ان حكومة الاسلاميين كانت قد استطاعت بالرغم من الحصار الامريكى ان تستخرج البترول وتصدره وتصدر كميات مقدروة من محاصيل السودان مما اتاح لها انجاز المشاريع المذكورة واعلاه.
ان ما يقال عن ان حكومة الاسلاميين تركت ديونا مستحقة للبنك الدولى تقدر بمبلغ ستين مليار دولار غير صحيح لان حكومة الاسلاميين كانت مقاطعة من البنك الدولي ولم تتلق أية قروض منه والصحيح ان هذه الديون هى ديون قديمة منذ عهد نميري واصلها يقال انه عشرون مليار فقط والذى جعلها تتحول الى ستين مليار هو تراكم الفوائد التي استحقت على اصل الدين (أي العشرين مليار التي تركتها حكومة نميري) وذلك لان حكومة البشير رفضت ان تسدد من تلك الديون وذلك موقف صحيح لان البنك الدولي كان مقاطعا للبشير ولم يعطه قرضا واحدا فكيف يقوم البشير بسداد ديونا مستحقة للبنك الدولي كانت قد استدانتها حكومات سابقة لحكومة البشير منذ سبعينات القرن الماضي؟ وانا اعتقد ان هذا الموضوع قد تم فيه فبركات كثيرة يجب ان تصصح للشعب بتجرد.
انا اعتقد كمهندس ان من يقول انني اريد ان افكك ماكنة قديمة فاما انها كانت ماكنة معطلة فهو يريد ان يفكهها صامولة صامولة ولكن قبل ان يفككها فلابد ان يكون قد انشأ ماكنة افضل منها وشغلها حتي لا ينقطع الانتاج او الاصح ان يقوم بصيانة تلك المكنة وتحديثها اثناء شغلها واضافة مكنات احدث.
ان ماجرى حتى الان للاسف هو صراع على السلطة لاعلاقة له لا بالقضاء ولا العدل ولا الهندسة ولا حتى العقل السليم فلقد تم تعطيل مؤسسات وشركات وجامعات ومدارس كانت منتجة وتفيد الشعب والادهى من ذلك هو ان مالحق بتلك الموسسات وممتلكاتها من اضرار بليغة فلقد علمت مثلا ان هناك ماكينة انشاءات تمت مصادرتها من شركة دان فوديو تم تخريبها، فلماذا يتم تخريب ممتلكات القطاع الخاص وشبه الحكومي والحكومي باسم محاربة الفساد.
ان الرجوع الى الحق فضيلة ويجب عدم التمادي في الخطأ بدعاوى لا تسندها اي ادلة قانونية ولاغراض سياسية بحتة وهذا خلط بين السلطات لا يجوز ان يحدث بعد ثورة اراد منها الشعب ان تحقق العدالة ثم السلام ثم الحرية المضبوطة بضوابط الشرع على ان لا تقود الحرية الى فوضى وتخريب وتبادل اتهامات على وسائط التواصل التى تحولت الى مقاطع صوتية تصرف الناس عن الانتاج وتشككهم فى نزاهة الحكومة وقضاتها ونياباتها.

نصر رضوان – صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات