مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب : إنجاز بأمر الثورة

تتوالى المكاسب السياسية وفتحت الولايات المتحدة الامريكية عدداً من الطرق المؤدية الى التحول الديمقراطي ، والتي تصب في مصلحة المدنية وتدفع بعجلة مسيرتها الى الأمام، فقبل ان يتناول المحللون قانون الشفافية والمساءلة المالية بعمق، تحقق فعلياً رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فالرحمة والمغفرة لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة والتحية والتجلة لشباب الثورة التي صنعت التغيير وحققت ماعجز عنه نظام المخلوع أكثر من عشرين عاماً ، لتجبر العالم كله ينحني لها طوعاً واختياراً.
ثورة بسلميتها استطاعت ان تطوي مشوار طويل مشى فيه الاطفال وهم يدندنون بأمريكا روسيا قد دنا عذابها، ليدفع شعب عظيم أخطاء نظام كان يعاني من أزمة التصريحات في خطاباته السياسية ، نظام جعلنا في عزلة ظلماء ورئيسه يتحدى ( امريكا تحت جزمتي)، لتنطلق الزغاريد ويعلى التهليل على خشبة السخرية من أنفسنا ، الى ان وصلنا أقصى المحطات الخلفية ، كيف لا والمعلم والمثقف كان يهتف في نشوة (سير سير يابشير) ، وسار البشير وترك شعبه خلفه يعيش حقبة ضللتها سحب التخلف والرجعية ، التي حجبت شمس التقدم والازدهار عنوة ، الى ان جاءت الثورة ووقفت شامخة لتزيح غبار عالق لسنوات على صورة الوطن الحبيب في عام ونصف ، إنجاز لا ينكره الا من تجرد من مشاعر الوطنية.
فجميل ان يخاطب رئيس الوزراء شعبه بعبارات ملؤها الصمود والتفاؤل وهو يقول : (اليوم وبعد أكثر من عقدين، أُعلن لشعبنا خروج إسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع. اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية)، عبارات سيسجلها التاريخ لهذا الرجل، وهو الذي بذل قصارى جهده بصمت جميل وصبر عظيم، الى ان حقق ماوعد به.
ونعلم أن رفع اسم السودان من القائمة لن يكون بمثابة الوصفة السحرية العاجلة لمشكلات الاقتصاد السوداني لكن له العديد من الفوائد التي سيأتي بها، وقد يعتقد البعض أن تدفق القروض والمساعدات، لا يمثل حلا لمشكلات الاقتصاد المتراكمة، لذلك يجب ان تبقى أهم أولويات الحكومة السودانية، في ظل هذا التطور، هي إصلاح الهياكل الاقتصادية المتداعية للبلاد والاستفادة من هذه الفرصة لتقديم خطط دقيقة للنهوض الاقتصادي ومحاربة الفساد المتجذر عبر سنوات، ومراجعة المؤسسات الاقتصادية والعمل على الاصلاح المؤسسي لأن باستمرار هذه المعوقات لن نجني الثمار التي ننتظرها من هذه الخطوة المهمة
وتجدني لا أتفق مع الشكر الذي قدمه البرهان للإدارة الأمريكية ( أشكر امريكا على إتخاذ القرار التاريخي القاضي بشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، هذا القرار سيسهم في دعم الإنتقال الديمقراطي ويعزز فرص نجاح الفترة الإنتقالية ورفاه الشعب السوداني).
نعم سيسهم إسهاماً كبيراً لكن أمريكا هي التي كان لها ان تعتذر للشعب السودان وتشكره على صبره الذي دفعه ثمناً لأخطاء حكومة ونظام جعله يعيش سنين عجاف لا ذنب له فيها لذلك نحن نشكر الثورة العظيمة والحكومة الانتقالية التي انتزعت لنا حقاً نحن أهله ونستحقه.
طيف أخير:
عقبال الخير يترادم والدنيا تمش دغرية

صباح محمد الحسن – صحيفة الجريدة

تعليق واحد