معتصم اقرع: بؤس الشرعية السلبية
عندما فشل النظام السابق في تبرير وجوده بأي انجاز إيجابي، لجأ إلى تكتيكات الشرعية السلبية التي أدعت أن النظام هو الخيار الأفضل المتاح لأنه في حال سقوطه سينحدر البلد إلى الفوضى ووصول الحرب الأهلية الِي المدن.
لقد نجحت بروباغاندا الشرعية السلبية لبعض الوقت، وربما أخرت الثورة قليلاً ، لكن في نهاية المطاف ، سئم الناس، وخرجوا إلى الشوارع، وغمروها بـالاحتجاج الغاضب وأطاحوا بالحكومة.
من المحزن للغاية أن نرى حكومة الثورة تلجأ إلى منطق الشرعية السلبية في غضون عام واحد فقط من تأسيسها.
كثيرا ما تذكرنا الحكومة والمدافعون عنها بضرورة الابتعاد عن انتقادها ووجوب دعمها ان اهتدت أو غوت لأن البديل عنها هو العودة إلى الديكتاتورية العسكرية أو الحرب الأهلية علي الطريقة الليبية أو السورية.
على الرغم من كل الادعاءات، فإن القاء نظرة سريعة على التاريخ الحديث تظهر أن للشرعية السلبية مدة صلاحية قصيرة ، وتنتهي بسرعة لأنه بمجرد أن يبلغ الفقر والمعاناة الاقتصادية مبلغا ما ، يتوقف الناس عن التفكير فيما سوف يحدث بعد سقوط النظام ، وتتقمصهم رغبة عارمة في تغيير نظام لا يجلب سوى البؤس وليحدس ما يحدس بعد ذلك وقد يصبح عقاب صانعي الفقر هدفا في حد ذاته مع أو بعيدا عن أي اجندة اخري.
لذلك فمن المهم ملاحظة أن المصداقية الأخلاقية والفكرية للشرعية السلبية هي نفسها وبالضبط سواء نادي بها النظام السابق أو الحالي أو القادم كما أن مدة صلاحيتها القصيرة لا تتبدل بتغير القائل.
معتصم اقرع