المواكب والكورونا…. أسوأ ما حدث !!
لم يكن غريباً أن تدعو أحزاب قوى الحرية والتغيير عضويتها للخروج في مواكب ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة أمس على الرغم من الأوضاع الصحية الكارثية التي تعيشها البلاد.
فالقوى السياسية التي حشدت الناس للخروج انتهازية لايهمها سوى تحقيق أجندتها على حساب المواطن المغلوب على أمره .
أغلقت الحكومة الجامعات والمدارس وصالات المناسبات ب(الضبة والمفتاح) وعطلت الحياة بسبب مخاطر جائحة كورونا التي تحصد في أرواح الناس بلارحمة، في موجته الثانية، لكنها ومن عجب سمحت للمواطنين بالخروج وظلت واجهاتها تدعو ابناء شعبي للخروج رغم ما يمكن ان يتعرضوا له من مخاطر صحية محتملة.
إنها الانتهازية السياسية في أبشع صورها، أن تغلق البلد لأسباب تتعلق بمخاوفك على الناس من كورونا.. ثم حينما تحتاج لهم في تثبيت حكمك وتصفية حساباتك مع الأخرين تسمح لهم بالخروج غير آبه بما يمكن أن يصيبهم جراء هذا القرار الكارثي.
على ضوء ما حدث الآن يبدو واضحاً أن الحكومة غير مبدئية في قراراتها الخاصة بمكافحة وباء كرونا، مثلما كتبنا مراراً في هذه المساحة، وأنها استغلت الجائحة وعطلت الدراسة والحياة لتحقيق مآرب سياسية تتعلق بمخاوفها من غضب الشارع إن هي أقدمت على فتح البلد وإعادة الحياة.
كتبنا كثيراً عن عدم جدية الدولة في التعامل مع جائحة كرونا آخرها حينما قرر والي الخرطوم أيمن نمر إغلاق صالات المناسبات واتخاذ إجراءات أغلق بموجبها المدارس والجامعات، حينها كتبنا ما يلي:
(المؤسف أن الوالي لم يكن مبدئياً في تعامله مع احترازات الكرونا ، وإلا لماذا ركز على المنع وفشل في ترتيب المعالجات الإسعافية والعلاجية المطلوبة في حالة حدوث إصابة لأي مواطن.
أين المشافي التي أنشأها وأين مراكز العزل، لماذا توصد المستشفيات أبوابها في مواجهة المرضى حتى يسلموا أرواحهم إلى بارئها في رحلة البحث عن مستشفيات..
أين مراكز الفحص، ألا تشكو هي الأخرى من مشكلات جعلتها بؤرة لانتشار المرض، لماذا لم يتدخل الوالي الحريص على مكافحة كورونا لخفض أسعار الفحص أو طرحه للراغبين مجانا؟)
للأسف وبدلاً من اتخاذ قرار بإغلاق الكباري توقعنا أن يوقف الوالي والدولة في أعلى قمتها مواكب الثوار، حتى تثبت جديتها في مكافحة كرونا، وتقف في منصة متسقة مع قراراتها الأخيرة حتى لا تتهم بتوظيف الجائحة لخدمة الأهداف السياسية.
ترى هل تحصلت الحكومة على تعهدات من الكورونا بأنها لن تصيب الناس ؟، لماذا أغلقت المدارس والجامعات والصالات وسمحت بالمواكب المليونية اليوم؟!..
كانت ستنال الحكومة احتراماً كاملاً إن أقدمت على اتخاذ قرار يوقف التحشيد للتجمعات ويحافظ على حياة الناس، ولكنها فتحت الباب أمام واجهاتها السياسية لجمع المواطنين وحضهم على المشاركة واستخدامهم في تصفية الحسابات والأجندة السياسية..
التهنئة للشعب السوداني بمناسبة العيد الثاني للثورة ونسأل الله أن يمر علينا العام القادم وقد انصلح الحال، وتجاوزت بلادنا الأزمات و العثرات والمطبات، وغادرت أنفاقها المظلمة.
محمد عبد القادر – صحيفة اليوم التالي
ليتك قلت ما قلت عن الحشود والكرونا .. عندما أقيم الاحتفال الحاشد بمناسبة اتفاقية السلام مع الحركات المسلحة .
ولكن الغرض يجعلك تنتقد شيئا في مقام بينما تغص الطرف عنه في مقام آخر .
إنك امرؤ فيك كوزنة
ههههه ديل رايح ليهم الدرب
الواحد قام من نومو وعطالتو لقي كومو