منوعات

الطاهر ساتي: العبور بالخارج..!

إليكم
الطاهر ساتي
العبور بالخارج..!!
:: الحمد لله، إنجاز آخر لحكومة الثورة.. بعد أن تم إخراج البلاد من النفق المظلم (قائمة الإرهاب)، ها هي تعيد إليها كامل الحصانة السيادية، بحيث لا يطاردونها بالقضايا في الحاضر والمستقبل.. نعم، فالقانون الذي تبناه الكونغرس الأمريكي، والذي بموجبه استعادت بلادنا حصانتها السيادية من الملاحقات القانونية ذات الصلة بالهجمات الإرهابية، فإن هذا القانون ما هو إلا ثمار جهد حكومي تم بذله – بحنكة وشجاعة – في الحوار مع الإدارة الأمريكية..!!
:: فالقانون يشطب كل القضايا المرفوعة ضد بلادنا، وآخرها خمس قضايا تتهم النظام المخلوع بدعم حركة حماس في أعمال إرهابية استهدفت بعض الأمريكان بإسرائيل، ثم قضية تم رفعها منتصف هذا العام من قبل بحّارة كانوا على متن المدمرة كول.. وهكذا.. والله يعلم عدد القضايا التي كانت في قيد التحري أو مرحلة البحث عن المحامي، فالشاهد أن هوس النظام المخلوع وحماقته حوّلا بلادنا إلى (صاحب سوابق)، بحيث يتهمه الجميع – بالحق والباطل – عند كل جريمة..!!
:: والله يعلم إن كانت هناك قوائم أخرى – سوداء طبعاً – تم زج بلادنا فيها غير قائمة الإرهاب التي عبرتها البلاد والشعب بحنكة وشجاعة قيادة حكومة الثورة.. نعم، ربما هناك قوائم أخرى – سوداء طبعاً – غير التي نعرفها، وقد نتفاجأ بهذه القوائم، ونتفاجأ بأن بلادنا تتصدرها أيضاً.. للشعب حق التوجس، فالنظام المخلوع – بفضل سياساته الحمقاء – حين عجز عن وضع بلادنا في قوائم الدول الناهضة، لم يدع في كل قوائم الكون السوداء قائمة لم تزج فيها بلادنا وشعبنا..!!
:: المهم، الخروج من قائمة الإرهاب واستعادة الحصانة من الأحداث العظيمة التي تستحق الاحتفاء.. وبالمناسبة، لو كانت الحاضنة السياسية للحكومة – قوى الحرية والتغيير – واعية سياسياً وناضجة إعلامياً ومتماسكة تنظيمياً، لاستغلت هذا الإنجاز سياسياً وإعلامياً، لصالح الاستثمار ولتوحيد الجبهة الداخلية ضد مخاطر الثورة المضادة.. ولكن المؤسف أن قوى الحاضنة السياسية لا تُبالي بمثل هذه (الإشراقات)، ولا تتحدث عنها، كأنها تحضن حكومة أخرى غير التي أنجزت..!!
:: كان على سادة قوى التغيير أن يحتفوا بما أنجزته حكومتهم، بحيث يكون الاحتفاء رسالة لمن سخروا من زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لأمريكا – ديسمبر 2019 – في أولى رحلات مشواري رفع البلاد من قائمة الإرهاب واسترداد الحصانة.. لقد سخروا من تلك الزيارة، وكان فيهم من يعمل مستشاراً للرئيس المخلوع.. وليس في سخريتهم ما يُدهش، إذ هم بادعاء الذكاء ساقوا من كان يستشيرهم إلى كوبر (داخلياً) ولاهاي (عالمياً)، وبخطل أفكارهم، أدخلوا بلادنا كل القوائم السوداء وجردوها من حصانتها السيادية..!!
:: وعلى كل، مع الفرح بالخروج من قائمة الإرهاب وعودة الحصانة السيادية، علينا ألا ننسى – أو نتناسى – بأن الإرادة الوطنية هي التي تصنع (النجاح أو الفشل)، حسب الخطة والكفاءة والعمل.. وإن كان ترتيب أوضاع البلاد بالخارج (تحدياً)، ونجحت الحكومة في عبوره، فإن التحدي الأكبر هو ترتيب أوضاع البلاد بالداخل.. كما عبرت خارجياً بفك العزلة الدولية والعودة إلى المجتمع من غير (تهمة أو اشتباه)، نأمل أن تعبر الحكومة داخلياً أيضاً بتأسيس دولة القانون والمؤسسات ثم بالإنتاج..!!

باج نيوز

تعليق واحد