مقالات متنوعة

منعم سليمان يكتب عودة الزواحف عبر بوابة الجيش!

عودة الزواحف عبر بوابة الجيش!
✍🏽 منعم سليمان
ليس هنالك ما هو أسوأ من عدم الوطنية غير الإسراف حد الابتذال في إظهارها، وهذا ما تجلى في تلك الجموع النافرة شرقاً؛ كأنها حُمرٌ (جافلة)، جموع إثر أخرى؛ تصبح في الفشقة وتمسي في الخرطوم، من أجل أخذ اللقطة و”السيلفي” المصحوبة بابتسامات بلهاء وخبيثة يتبادلونها مع ضباطنا وجنودنا البواسل على الجبهة، في مشهد انتهازي (فلولي) يثير الغضب والسخرية في آن!\
ما يفاقم الغضب أن جُل هؤلاء المتدافعين/ات، من أنصار وسدنة النظام البائد الذي فرط في سيادة البلاد شمالها وجنوبها وشرقها، فصارت في عهده فريسة تتناوشها السباع والضباع، تقضم منها دولة بنانها، فيما تنهش أخرى معصمها وثالثة تنتاشها في خصرها الرخو، وهكذا دواليك، حتى تحول الوطن بسبب ممارسات نظامهم البائد إلى (مبغى)، ومع ذلك يتدافعون الآن كذباً باسم الوطنية، ورحم الله من قال إنّ الوطنية هي المخرج الأخير للأوغاد!\
إنّ موقفنا من عملية استعادة الفشقة معروف ومنشور، وقد كتبنا وطالبنا – ولا نزال- بالوقوف خلف جيش البلاد في معركته من أجل استعادة أرضنا السليبة وبسط سيادتنا عليها، كما طالبنا بدعم الجيش معنوياً، وهو موقف يفرضه الواجب الوطني والأخلاقي والمهني ليس فيه منّ ولا أذى ولا يقبل المزايدة، ولكن أن تتحول معارك استعادة الأرض وسيادتها إلى سوق لبيع صكوك الغفران، وتتحول إلى (بروة) لغسل أدران الماضي القذر، والعودة بالبلاد كلها إلى ذلك السلوك المقيت بتمجيد الأشخاص، واطلاق العبارات التفخيمية الجوفاء من شاكلة: القائد الملهم وبطل الحرب والسلام، إلى آخر قائمة الخزعبلات والأوهام، فإن ذلك لعمري ردة وخسران مبينين يجب التنديد والتصدي لهما، ثم اننا كسبنا معركة، ولم تنته الحرب حتى يتوج أبطالها!

الحقيقة تقول أن هناك أرض سودانية مُحتلة لمدة 25 عاماً ، وإنّها لم تُحرر طوال (ربع قرن)؛ لأن السلطة الغاشمة الحاكمة آنذاك ظلت تستخدم الجيش لصالح أجندة “الوطني” – الحزب- لا الوطن، وان إثيوبيا لم تكن لتتجرأ على بلادنا إلا لمعرفتها هذه الحقيقة؛ وان احتلال الفشقة بهذا الشكل السافر قد حدث عندما قرر “الحزب” اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بأديس أبابا، تلك المحاولة الخاسئة الخاسرة التي كلفت البلاد سمعتها بتصنيفها دولة إرهابية وخسارة أرضها ومواردها شمالاً وشرقاً، ما يجعلها أفدح محاولة إجرامية دفعت ثمنها (عصابة) في العصر الحديث!

ولا شك أن وظيفة أي جيش في هذا الكون؛ هي الدفاع عن سيادة الوطن وأرضه، وعندما حررت الثورة السودانية الباسلة البلاد من الأشرار، بدأ الجيش في التحرر والتعافي والتخلص من الأدران التي لطخت ثوبه، وعاد إلى وظيفته الطبيعة في الزود عن حمى الوطن؛ ولا شك أننا سعداء بعودة الجيش جيشاً، ولكن الذي يُقلقنا حقيقة ظهور الزواحف على المشهد؛ ومحاولتهم تجيير الانتصار العظيم لصالح قادة الجيش، وليس لصالح جيش الوطن كله، ويا لها من محاولات خبيثة من أزلام النظام السابق لاستغلال استعادة الفشقة لعرقلة الإنتقال الديمقراطي ودق أسفين بين الجيش والشعب وتحريض الجيش للعب دور سياسي، وللأسف يفوت هذا الأمر على كثير من قادة الجيش.

وقد قرأنا أن القائد العام للجيش الفريق أول البرهان اتصل بأحد الزواحف مهنئاً لأن هذا الزاحف نشر صورة له وهو يرتدي الميري مُعلناً استعداده -من على صفحته الفيسبوكية- للزود عن حياض الوطن وحماية بيضته، وكأن جيشنا في الفشقة يقاتل الآن من أجل دحر احتلال حدث بعد الثورة؛ فيما الحقيقة تقول إنّه ظل باقياً لثلاثة بسبب أن الزواحف ولت أدبارها عن العدو، ودخلت جحورها تاركة الحدود والمواطنين السودانيين العُزّل نهباً لمليشيات “الأمهرا” وعصابات “الشفتا”، فياله من موقف مُخزٍ وجبان، يريدون التغطية عليه الآن بلبس الميري والتقرب إلى قادة الجيش زلفى، لكن ما أن تطلق طلقة واحدة حتى يتولوا عند الزحف، كدأبهم دائماً، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل من يقف بجانبه في المعركة شعب ثورة كاملة مكتملة بحاجة إلى زواحف؟
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟

منعم سليمان – صحيفة السوداني

‫9 تعليقات

  1. انت يا منعم بيجو بدل جقلبتك و سكليبك دي امشي ادعم و سجل زيارة للقوات المسلحة في الحدود
    يا كافي البلاء لا بتدعم و لا بتخلي الغيرك يدعم و لا بتداوس و لا بتخلي الرجال يداوسو

  2. هو عليك الله السكران ده شبه دواس .. من وين اجيب الرجالة .. الناس مشت والبلد ما بلد زول عشان اسمح لمنو وامنع منو .. ديل كلاب تنبح بس .. وتحتاج حجر في قدومو القبيح ده

    1. ثم اننا كسبنا معركة، ولم تنته الحرب حتى يتوج أبطالها!

      عبارةخبيثة من زول خبيث يطمع في هزيمة جيش بلاده تبالك ولأمثال

  3. شوف يا منعم سليمان
    اتكلم عنهم قي أي مجال يعجبك ، جيب ليهم عيوب من حيث شئت ، بتلقى طبعا لأنهم بشر
    لكن احذر واحذر إنك تجيهم في مجال تخصصهم، الدواس ده حقهم من زمن صيف العبور والدبابين.
    لو عاوز تلفق فيهم في أي مجال ممكن نصدقك لكن الشفناه بعيوننا ما تغالطنا فيهو

  4. غايتو هضربة شديدة يا عبد المنعم انت و قحاتتك.. فعلا تصرخون لما تجي سيرة الجيش و تأييد الشعب له.. ياخي ختوا الرحمن في قلوبكم.. قحت نكبة السودان.

  5. يا استاذ الدبابين وصيف العبور لم يكونا من أجل الوطن وانما لترسيخ المشروع الحضاري المبهم والذي تبدد وارض الدبابين والعبور اليوم لا شئ فيها غير الخمور والفجور بجنوب السودان!! أما دواس الزواحف فقد خبرناه ١٩٧٦ عندما هرب غازي صلاح الدين بعجلة الخفير من دار الهاتف تاركا رفقاءه لرصاص النميري. خلوا الجيش يجود شغلوا و ارجعوا لجحوركم، والبلد كلها رهن إشارة الجيش اذا دعى لذلك. فبطلوا مزايدة وادونا خاتركم

  6. الشعب فاهم حركات الزواحف يا استاذ منعم وما في شئ فايت علينا… ثورتنا ثورة وعي وحركات الكيزان المنافقين لن تمر علي احد وما قام به الجيش هو واجبه بسبب جبن الكيزان وترك للبلد مستباحة من الاحباش والمصريين وغيرهم حفاظا علي نظامهم الساقط… ودولتنا مدنية ستكون باذن الله وجيشها لحمايتها من الاعداء والطامعين سيكون دوره..