هل لم تعد أثيوبيا مقرا صالحا للاتحاد الأفريقي ؟
☆ باعلان السفير الأثيوبي في الخرطوم أنهم لا يعترفون بحدود المستعمر فإن أثيوبيا لم تعد مقرا صالحا للاتحاد الأفريقي AU.
☆ ذلك أن من أهم قررات منظمة الوحدة الأفريقية هو عدم المساس بالحدود الموروثة من قبل القوى الأوروبية التي استعمرت أفريقيا وصنعت دولها ورسمت خرائطها.
☆ ففي اجتماع منظمة الوحدة الأفريقية الذي إنعقد في القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة في الفترة من 17 إلى 21 يوليو 1964م تم اتخاذ قرارين هما : (1) الموافقة على أن تكون العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مقرا لمنظمة الوحدة الأفريقية ( الإتحاد الأفريقي لاحقا ) و (2) الالتزام بقبول الحدود الدولية التي نالت بناءا عليها الدول الأفريقية إستقلالها.
☆ كان ذلك القرار ضروريا لتجنيب القارة ويلات حروب يمكن أن لا تنتهي بين دول القارة خاصة وأن عموم حدود دول القارة تعاني من العديد من الظواهر والمشاكل المتشابهة الموروثة.
☆ منها مشكلة القوميات والقبائل المشتركة عبر الحدود ومشكلة السلطنات الأفريقية القديمة التي قد يتوق بعضها للانبعاث مجددا بينما حدودها التاريخية قد توزعت ربما بين عدة دول جديدة.
☆ كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التي رفضت التوقيع على ذلك القرار هي الصومال لأنها كانت تتوق إلى تحقيق مشروع الصومال الكبير بلملمة أجزائه التي وزعتها القوى الأوربية الاستعمارية بين كينيا وأثيوبيا فمنحت أثيوبيا إقليم الأوجادين وهو أكبر الأقاليم الأثيوبية مساحة.
☆ وعندما اقتحمت القوات الصومالية أرض الأوجادين دافعت أثيوبيا عن حقوقها في الإقليم لا بالقوة العسكرية فقط ولكن بالاستناد لقرار منظمة الوحدة الأفريقية المذكور آنفا.
☆ في الحقيقة أن الصومال نجحت عسكريا في السيطرة على إقليم الأوجادين ولكن إنحياز الدول الشيوعية وقتها وهي الاتحاد السوفيتي وكوبا واليمن الجنوبي لاثيوبيا في 1977م وارسالهم جسورا جوية لدعم أثيوبيا هو ما عكس مجرى الحرب.
☆ ربما لا يكون لتصريحات السفير الأثيوبي أثر قانوني طالما لم يتم تقديمها مكتوبة بشكل رسمي فهي ليست أكثر من حرب نفسية واستقواء على السودان باهتبال فرصة ترى فيها جميع القوى المتربصة فرصتها لاغتنام التنازلات.
كمال حامد
دايرين العين الحمرا.