أحمد يوسف التاي يكتب: ماحدث يستوجب الإقالة والمحاسبة
(1)
نقلت الزميلة المثابرة هاجر سليمان رئيس قسم الحوادث بالصحيفة سرداً ورصداً دقيقاً لبعض الأحداث المؤلمة المؤسفة التي جرت منتصف ليلة رأس السنة الجديدة بشارع النيل وبعض المناطق الأخرى، والتي تنبيء بغياب الدولة والقانون ، وذهاب هيبة الحكم بين (البلطجية) وقُطاع الطرق، وسيجد القاريء الكريم توثيقاً دقيقاً لهذه الأحداث منشوراً بالصفحة الثالثة…
ماحدث من حالات إغتصاب جماعي في الشارع العام لبعض الفتيات ، وحوادث نهب وسطو وتحطيم لممتلكات مواطنين، وتحرش بالفتيات، يشير ببساطة شديدة إلى تقصير مفضوح من جانب الجهات المسؤولة عن أمن ولاية الخرطوم بدءاً من الوالي ولجنته الأمنية ومدير شرطة الخرطوم وإنتهاءاً بأصغر رتبة في المنظومة الأمنية بالولاية، مما يعكس مؤشراً واحداً أنهم لم يخططوا للحفاظ على سلامة المواطنين ولم يتدبروا الأمر في تلك الليلة…
(2)
بإلقاء نظرة فاحصة للأحداث التي جرت في تلك الليلة مع الوضع في الإعتبار فظاعة تلك الجرائم ،يدرك المرء الغياب التام للدولة والأمن والقوانين وضياع هيبتها…أية حكومة أنتم ؟…!!!! إنفلت السوق من عقاله وأناخ بكلكله على صدر المواطن وأفترسه بأنيابٍ حادة فظللتم تتفرجون عاجزون عن فعل أي شيء…وأنفرط الأمن حتى داخل العاصمة التي كانت آمنةً مطمئنة ، فحدثتكم مخافر الشرطة والبلاغات المدونة عن الإغتصاب الجماعي للفتيات في الشارع العام، وحوادث النهب والسطو وتحطيم ممتلكات المواطنين، فظللتم تتفرجون كأنما الذي حدث جرت أحداثه في بكين أو موسكو أو في أي مدينة من مدن ما وراء البحار ولم يكن بالخرطوم…أية حكومةٍ أنتم، وأي هوان هذا الذي يتلبسكم…أنتم لستم جديرون بالحكم وإدارة شؤون الدولة…إدارة شؤون الدول تحتاج إلى هيبة وردع وحسم وحزم، وإلا فإن الفوضى ستأخذ بالنواصي والأقدام وينفرط عقد الأمن.
(3)
ماحدث يمكن تفسيره في عدة إتجاهات : منها أن يكون التثاقل عن أداء الواجب المقدس ، أو تعويقه عمل ربما مقصود لذاته مثلما جرى في مصر بعد سقوط مبارك لحقن النفوس بـ «نوستالجيا» الحنين إلى العهد المُباد…وهو تفسير يتسق تماماً مع العبارة البلهاء : (مادي المدنية القلتو عايزنها)…
ماحدث في ليلة رأس السنة يستوجب المحاسبة والإقالة لكل من أخفق في أداء واجبة ، فهذه أمور لايمكن أن نسحبها على الإهمال والتقصير العاديين بل لابد أن يوضع المتهم في قفص الإتهام بسوء النية والتدبير لتعويق مسيرة الثورة وهذه واحدة من صور مناهضة التغيير.
(4)
أرأيت لو أن هذه الجهات المسؤولة عن الأمن توهمت بأن مجموعة من الشباب الأعزل ينوي القيام بمسيرة سلمية هل كانت ستضع الحبل على الغارب كما حدث ليلة أمس الأول أم أنها ستضع المتاريس والحواجز على كل الشوارع المؤدية إلى (بيت القصيد) و(مربط الفرس)، لأن القضية عند هؤلاء أمن الكراسي والسلطة وليس أمن المواطن وسلامته..اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
العبارة البلهاء : (مادي المدنية القلتو عايزنها)…
دي ما بلهاء و لا حاجة.. اذا كان مقصود بالمدنية تفكيك القوات الامنية و معاداتها و سن القوانين لتحجيمها و محاسبة من يؤدون واجبهم من افرادها و تبرئة حتى من يقتلون افرادها فماذا تنتظر. النتيجة امامك لا تحتاج لاثبات.. الابيض امام عيونكم و تسمونه اسودا.