مقالات متنوعة

التاج بشير الجعفري يكتب: أزمة كتاب التاريخ!!

انشغل الإعلام الجديد كما الناس صغيرهم وكبيرهم بما أثير عن كتاب التاريخ للصف السادس من المنهج الجديد، ولم يبقى شخص إلا وأدلى بدلوه في الموضوع بداية من مدير إدارة المناهج في مؤتمره الصحفي وكذلك ائمة المساجد في خطبة الجمعة واخيرا وزير التربية والتعليم، ببساطة لان الموضوع يستحق كل هذه الضجة وأن يثار على أعلى المستويات في الدولة لإيضاح الحقيقة وتصحيح الخطأ إن ثبت، فما يدرس لابناءنا وبناتنا يجب أن لا يخضع للمكايدات السياسية أو المعتقدات والأهواء الشخصية للبعض مهما كان منصبه.
إن مسؤولية وضع المناهج الدراسية ينبغي أن تتم وفقا لأعلى المعايير من الناحية الأكاديمية والدينية والاخلاقية وبما يتوافق وينسجم مع القيم الإسلامية الراسخة وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وقد قرأت تلخيصا لحوار مع وزير التربية والتعليم أشار فيه إلى أن المقررات الدراسية قد تمت طباعتها ولا رجعة عنها بما فيها كتاب التاريخ للصف السادس والذي يتضمن صورة للوحة فنان من عصر النهضة الاوربي (مايكل انجلو) والتي هي مثار الجدل الحالي.
تصريح الوزير يعني عدم اكتراثه بما قيل ويقال عن الصورة (اللوحة) مثار اللغط التي اسهب الوزير في وصف تميزها وضرورة عدم تجاوزها، وكذلك اضاف ان هذه الهجمة الشرسة على المناهج الجديدة ليست بسبب هذه الصورة ولكنها تستهدف ثورة تغيير المناهج الدراسية.
واذا سلمنا جدلا بما ذكره الوزير عن أهمية عصر النهضة الاوربية والتطورات العلمية والفكرية والفنية التي حدثت فيه وأهمية ان يتعرف الطلاب عليها وان الغرض من عرض هذه اللوحات، في إشارة إلى لوحة الفنان مايكل انجلو، هو التعريف بأن عصر النهضة كانت فيه حركة فنية ممتازة وراقية كما ذكر الوزير.
الا ان التبرير الذي ساقه عن أهمية اللوحة كعمل فني يرمز لحقبة معينة يعتبرها السبب المباشر لخروج أوربا من القرون الوسطى وضرورة تدريسها للطلاب حتى وان خالفت معتقدنا لا أجده تبريرا في محله، لانه يمكن الاستعاضة عنها بلوحة أخرى لتادية نفس الغرض.
إضافة إلى ذلك، فإن الطريقة التي تمثلت في حرب التصريحات والتصريحات المضادة وما تبعها من تهديدات بدأنا نسمع عنها علنا، ليست هي الأسلوب السليم لمعالجة قضايا بمثل هذه الأهمية والتعقيد، كان الأولى بوزير التربية والتعليم ان يقوم بتكوين لجنة محايدة لمناقشة امر هذه “الصورة” التي تكاد ان تطيح بكل العملية التعليمية وقد تدخل البلاد في معركة من غير معترك وبذلك تصرف الجهاز التنفيذي في الدولة عن التركيز على ما يفيد ويخفف من وطاة الضغوط المعيشية على الناس.
من المهم ان نتفق ان ما يقدم في المناهج الدراسية يجب أن ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف وفطرتنا الإسلامية السليمة، وأن اي صورة أو لوحة مهما علا شانها او تميزها ولا تنسجم مع تعاليم ديننا ومعتقداتنا لا يحق لكائن من كان ان يقحمها في المنهج الجديد بغض النظر عن الحجة التي تساق لأجل تضمينها، فالمعيار الأهم هنا هو التمسك بمعتقدنا الإسلامي وعدم مخالفته.
يبدو من خلال ما اطلعت عليه من افادات من استاذة اجلاء وعلماء تربويون ان محتوى الكتاب المذكور كمادة علمية ممتاز ولا غبار عليه، مما يوحي ان المشكلة تكمن في وجود هذه “الصورة” التي يجب إعادة النظر حولها لتحديد أمرها حسب ما يراه مختصون محايدون ومشهود لهم بالكفاءة والاستقامة.
اخلص إلى القول ان على وزير التربية التعليم ان يقوم بما يمليه عليه الواجب المهني لحل هذه المشكلة التي ما كان لها أن تصل لهذه الدرجة من الاهتمام اذا تم النظر فيها في مهدها وقبل ان تتطور إلى هذا الحد.

التاج بشير – صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. وانته ليه تطلع من خلال الناس السميتهم خبراء واجلاء وماعارف شنو !!!
    ماتطلع مباشرة وتورينا رايك كمسلم عندو عقيده صحيحه وغيور على اسلامه ؟؟؟
    التطبيل والنفاق ( المبطن ) والعاطفة فى طرية ولهجة مقالك لاينطلى على ولا على الكثيرين ..
    لاتعتقدو انت وامثالك ان الناس سذج او جهلة .. ولاتصرفو الناس عن اساس الموضوع .. وهو ازالة الخراى ( لعقيدته الفاسدة )
    الموضوع ماصورة وما ادراك ماصورة .. اذا كان انته ماعندك مشكلة فى الاستشهاد باقوال الهالك جون قرنق لعيالك ده لو كان عندك عيال اساسا … فانا وغيرى ملايين عندنا مشكلة كببيرة جدا … واخرتها خرااااااااااااااااااااااااااب والخراب مابيعزل بيكون عااااااااااام