بالفيديو.. قصة شلة مدرسة المشاغبين الحقيقية: 6 فنانين
في بداية سبعينيات القرن الماضي، نجحت مجموعة من الفنانين الشبان، بمساندة نجوم لامعين، في جذب اهتمام محبي الفن في مصر، بعدما قدموا وجبة كوميدية دسمة تعلقت بها مختلف الأجيال حتى يومنا هذا، فمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين» ما تزال محببة لكثيرين.
ومن واقع النجاح اللافت، ارتبط اسم «شلة المشاغبين» بكل من سعيد صالح، وعادل إمام، ويونس شلبي، وأحمد زكي، وأخيرًا هادي الجيار، الذي رحل عن عالمنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم، عن عُمر يناهز 71 عامًا، ومنه لنا وقفة.
تخرج الفنان الراحل هادي الجيار في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970 بتقدير امتياز، وجاء هذا التفوق نتيجة ارتباطه بزملاء مجتهدين مثله، فكان صديقًا للأول على الدفعة الفنان نبيل الحلفاوي، إلى جانب آخرين عُرف عنهم ثقافتهم الواسعة، أمثال محمد صبحي، ولطفي لبيب، إضافةً إلى شعبان حسين ويسري مصطفى.
تفوق «الجيار» لا يعود إلى صداقاته داخل المعهد فحسب، بل يعود كذلك إلى طاقم التدريس الذي تتلمذ على يديه، فهو أثقل موهبته بالتعلم من المخرجين جلال الشرقاوي، الذي أخرج له «مدرسة المشاغبين» فيما بعد، وكذلك المخرج المسرحي والفنان الراحل سعد أردش، إضافةً إلى علاقته بنور الشريف، الذي كان أكبر منه بـ 3 دفعات وعُين كمعيد بالمعهد.
هذه «الصحبة» رسمت حياة كل طالب، فهدف جميعهم إلى تقديم فن هادف يُعرض على مسارح الدولة، حتى أنه مع تخرجهم، وقبل تعيينهم رسميًا، كانوا يكتبون في رغباتهم أنهم يودون العمل إما في المسرح القومي، أو المسرح الحديث.
وهنا وجد «الجيار» مشكلته مع أصدقائه، فبعدما لم يكمل عمله في تصوير أحد الاعمال الدرامية، عرض عليه الفنان عادل إمام المشاركة في مسرحية «مدرسة المساغبين»، على أن يوقع عقدًا مع فرقة الفنانين المتحدين، وهو ما أثار غضب زملائه.
فروى «الجيار» عن هذه اللحظات، خلال ضيافته في برنامج «صاحبة السعادة»: «زمايلي المثقفين في السبعينات لما عرفوا عملولي محاكمات، قالولي: (إنت اتجننت! كنت بتتعلم ليه وجايب امتياز؟ تروح تشتغل مع المضحكاتية؟ إنت اتجننت في نفوخك ولا إيه؟»، حتى كان رده عليهم بأنه يرغب في خوض تجربة جديدة، أفضل من جلوسه في المنزل دون عمل.
بمرور السنوات، شق كل فنان طريقه منفردًا، فلكل واحد منهم منهج ساروا عليه، ورغم اختلاف وجاهت نظرهم إلا أن الحب ما يزال سائدًا بينهم، وهو ما عكسه تصريح للفنان لطفي لبيب، الذي أكد أن جميعهم يحرصون على السؤال عنه، حتى وقت تعرضه لوعكة صحية.
وقال «لطفي» عن جيله، في حواره لبرنامج «رأي عام»: «كلهم حبايبي على فكرة، نبيل الحلفاوي ما أنبله.. صبحي عمل منهج لحياته في المسرح، شعبان حسين سايب بصمات في كل الحاجات، وهادي الجيار بردو، كانت كوكبة مليانين حب وأدب ورغبة، وبيضربوا المثل».
قبل 5 أعوام، نجح «المصري لايت» في الحصول على صور نادرة لهذه «الشلة»، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ومنها رغب الجمهور في معرفة كواليس هذه اللقطات، حتى روى الفنان نبيل الحلفاوي بعضًا من أسرارها.
فكشف «الحلفاوي»، خلال حديثه عن صورة ظهر فيها رفقة نور الشريف ويسري مصطفى وهادي الجيار وشعبان حسين، أنها اُلتقطت خلال مشاركتهم في عرض مسرحي بعنوان «دائرة الطباشير القوقازية»، وحرص مخرجها، الفنان الراحل سعد أردش، أن يشرك فيها طلبة المعهد.
وأوضح «الحلفاوي» في تغريدة سابقة: «نور كان دفعة 67.. الباقون دفعتي عام 70، كنا طلبة مشاركين في عرض بالمسرح القومي من إخراج أستاذنا سعد أردش.. ونور كان يمر على في المسرح لنخرج بعد العرض.. كنت ونور لا نكاد نفترق.. بدأت صداقتنا قبيل دخولي المعهد».
أما الفنان محمد صبحي، فبدأت علاقته بـ «شلة المشاغبين» مباشرةً بعد فروغه من اختبار التحاقه بالمعهد.
وأول من أبلغ «صبحي» بنتيجته كان الفنان نبيل الحلفاوي، والذي بشره بنجاحه عكس ما كان يتوقع حسب روايته لبرنامج «معكم»: «أنا ما نمتش، جيت رايح في الشارع بتاع الأكاديمية تاني يوم، لقيت نبيل الحلفاوي جاي، قال لي: (إنت اسمك صبح أو محمد محمود.. إنت ناجح)».
المصري اليوم