محمد عبدالقادر سبيل يكتب هل يطيح القراي بحمدوك؟
د. محمد عبدالقادر سبيل
إذا لم يتريث اليساريون المندفعون في استنكاف وادانة خطوة الدكتور عبدالله حمدوك التي حولت د. عمر القراي الى ( القراش) فإن الامر سيفضي حتماً الى ترجل حمدوك في القريب العاجل، خاصة اذا تمادى المتطرفون الذين يريدون ان تكون كل حصائل الثورة وحكومتها وبرنامجها ملكاً خالصاً لهم بوصفهم صناعها ونقيض نظام الاسلاميين واعدائهم التاريخيين وورثة ملكهم المقبور.
قرار رئيس الوزراء القاضي بتجميد جهود القراي التي استغرقت ما يناهز السنة ونصف السنة من اجل تغيير المناهج ذات الطابع الاسلامي.. كان بمثابة الصفعة في وجه جميع العلمانيين وفي مقدمتهم القراي الذي استهدف هذا الموقع تحديدا لكي يغير بصورة ثورية وفورية تربية الاجيال التالية بما يلبي شريعة حقوق الانسان اكثر مما يستجيب لشريعة الاسلام وذلك ( تفكيك المعتقدات والتصورات) هو الفكيك الحقيقي و الأهم بالنسبة لكثيرين مثله ممن بنبذون الدين برمته أو على الاقل الاسلام الأصولي.
حمدوك اصاب معظم انصاره بخيبة امل بالغة و مفاجئة خاصة اذا علمنا أنه اتخذ قرار سحب ملف اصلاح المناهج من القراي استجابة لقوى دينية على طرف نقيض بالنسبة لانصاره قاطبة.
انصار حمدوك الرومانسيون يريدون كل شيء فقط و لا يأخذون بالاعتبار ان الرجل يقود المرحلة في مهب العواصف وهو يمشي في حقول الغام.
المهم…سافر حمدوك على نحو مفاجئ ليستجم في ابوظبي أياماً و لا يفسر ذلك الا نوعاً من النأي من الضغوط التي سيتعرض لها من جانب انصاره الحانقين ومع ذلك لاحقوه حتى ادلى بتصريحات من معزله افاد خلالها بأنه لن يقبل استقالة القراي وانه لم يقم بإلغاء مناهجه وانما جمدها ريثما يتم التشاور حولها وتقييمها بمعايير قومية الفكر والتوجه.
في الحقيقة فإن الخطوة الاخيرة لا تعدو ان تكون تطييباً للخواطر وتخفيفاً لتوتر وصل حد وصف رئيس الوزراء بالمتواطئ مع فلول الكيزان وهذه لعمري اكبر اهانة وجهها القراي نفسه لحمدوك في ثنايا خطاب الاستقالة ورددها غيره بما يفيد اتهامه بخيانة الثورة والشهداء بينما حمدوك هو ايقونتها المقدسة في نظر الثوار الشباب بالذات.
ترى هل اخطا رئيس الوزراء او استعجل ام انه تعرض لضغوط ليست في حقيقتها من جانب جماعات الطرق الصوفية وانصار السنة وطائفة الانصار وانما ربما كانت ضغوطا اكثر جدية من عسكر مجلس السيادة الذين ظل يعمل دائماً بالتنسيق معهم ويستجيب لمطالبهم كما يستجيبون هم لطلباته بالمقابل ومنها التطبيع مع اسرائيل وذلك كله من وراء الاستار.
الآخرون لا يفهموم هذا ولا يقدرون دواعيه.
المهم.. فاليساريون لايودون منح اي يميني فرصة للتعبير عن رأيه او المطالبة ببغيته في هذه المرحلة التي يريدون لها ان تطول حيث ينعت فوراً بصفة ( كوووز واي كوز ندوسو دوس) قي ممارسة لمكارثية جديدة انتقاما لمرارات سنوات عجاف مررن متثاقلات كان الشيوعي والجمهوري في عقدها الاول يرى نجوم عز الظهر بوضوح.
الآن فإن شعور اليسار المتطرف ببدء سحب البساط من تحت اقدامه قبل ان يشفي غليله من الكيزان هو ما اضعف الثقة بحمدوك كقائد لثورتهم وعلى الابواب نستقبل تشكيل حكومة انتقالية جديدة ستضم عناصر تصنف يميناً مثل دكتور جبريل ابراهيم والتوم هجو وغيرهما فماهو إذاً مصير حلم التغيير اليساري في مجالات التعليم والتمكين والدستور والعدالة الانتقالية وقطع الطريق امام عودة الاسلاميين عبر صناديق الاقتراع مستقبلا؟
الوضع مقلق والخيوط بدأت تفلت بسرعة وحمدوك لا يبدو صارماً في معاداة الاسلاميين بل هو منسجم من قادة العسكر المصنفين في خانة الاسلاميين … اذاً فسوف لن يكون امامهم الا التضحية بالايقونة المحببة من خلال التصعيد الثوري بحجة صعوبة الاحوال المعيشية او خرق الوثيقة الدستورية او القصاص لدم الشهداء او تشكيل المحكمة الدستورية او غير ذلك من ذرائع متاحة ومن شأنها تسويغ مليونيات واعتصامات عاصفة او الاتفاق مع حمدوك نفسه على سيناريو مناسب يضمن هروجا مشرفا له مع احلال بديل يقبله العسكر.
زبدة القول إن مسألة تغيير المناهج واستبعاد القراي ستكون نقطة تحول مهمة في مسيرة حكم حمدوك وسوف لن تمر بسلام ابدا.
والله خير حافظا.
صحيفة السوداني
لابد لمن أراد إزاحة القراي وهم بلا شك غالبية الشعب ان يدرك أن الخطوة لن تمر عبر حمدوك اذن لابد من إزالة حمدوك أولا لأنه هو من فرض علينا القراي وهو من دعمه وهو من رفض استقالته إذا لابد من اعداد الخطة والتجهيز لما بعد حمدوك.
حمدوك نفسه شعر بالخطر ونصحه مقربين بالهروب والصمت وتركوا خطة مستشاريه وكتاب الأعمدة أصحاب التوجهات اليسارية الراديكالية للمواجهة فما تنجح حتي الآن.
المظاهرات لا تحتاج الا لتحديد المواعيد فاجماع الناس على إزالة القراي دفاعا عن دين الله وحفظا لمستقبل أبناءهم لم يسبقه إجماع منذ قدوم الثورة وحتما ستجذب المظاهرات كل حانق وغاضب وطامع في إزالة حكومة اليسار المتطرف.
اظن ان ساعة الصفر لغروب حكومة حمدوك قد اقتربت ولا اظن ان احدا قد يتفاجا بها.
البديل بترتيب انتخابات مبكرة مطروح من قبل أكبر الأحزاب السودانية سابقا في العلن والخلاف حول ترتيب الفترة أظنه ليس موضوع خلاف كبير بين مكونات الشعب السوداني.
العقبة التي كان يخشاها الجميع من الانقلاب هي العقوبات والتفاهم مع السياسي لرد الجميل هو مفتاح الحل كما أن إزالة العقوبات الأمريكية كأكبر إنجازات حوكمة الثورة أصبح في اليد.
العمل على التغيير جاري علي قدم وساق و النائم سيستيقظ على الأصوات الموسيقية التي فرح بها يوم سقوط البشير.
وهل القراي الا صناعة حمدوك ؟ لا نرغب فيهم فهم أعداء حقيقون للديمقراطية ويرفضونها اليوم عكس ايام كانوا في المعارضة لم يتركوا منبرا الا وطالبوا بالديمقراطية والآن يرفضونها لأنهم يعملون إنهم لن يفوزوا. . التربة الآن جاهزة لأبعاد حمدوك فقط القرار مع أنهم شركاء يتبعون سياسة والنشيلك والشعب عابر بهم للتغيير