محجوب مدني محجوب يكتب: هل من شبه بين الكوز والشيوعي؟
كلاهما خرج من مؤسسات تعليمية أنشأها الاستعمار لم يخرجا من مؤسسات دينية أو مجتمعية.
الكوز يجعل الدين رواجا لبضاعته، والشيوعي يبعد الدين رواجا لبضاعته.
كلاهما يتعاركان على الحكم لا يظهران حبهما، وعشقهما له حتى الموت، وإنما يظهران الإصلاح، ويخفيان عشق السلطة.
كلاهما يعملان على تجنيد الشعب لهما، ويعملان على غسيل مخ الشباب، فلا الشيوعي تركيبة يوم أو يومين أو سنة، ولا الكوز كذلك؛ لذلك من الصعب أن يتخلى الشيوعي عن شيوعيته، والكوز عن كوزنته.
كلاهما يتوهم بعمل جليل قام به، فالشيوعي يسميه (النضال)، والكوز يسميه (الجهاد).
كلاهما له شعارات، وشعراء، وفنانين، وله أدبيات ليس لها وجود في الواقع يدور شعار الكوز حول:
لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء.
ويدور شعار الشيوعي حول:
يا عمال العالم اتحدوا.
كلاهما له مؤسسات مجتمعية لم تفرخ سوى الحرامية، فمؤسسة الشيوعي اسمها (الاتحاد الاشتراكي)، ومؤسسة الإنقاذ اسمها (اللجان الشعبية).
كلاهما له طامة كبرى داست على انقلاب حكم دستوري شرعي الطامة الكبرى تبع الشيوعي اسمها ثورة (مايو)، والثانية تبع الكوز اسمها ثورة (الإنقاذ).
يعاني الشعب السوداني أشد المعاناة من ممارسة الحكم في السودان التي كان لهما النصيب الأكبر منها بعد الاستقلال فالشيوعي حكم (١٦) سنة والكوز حكم (٣٠) سنة.
كلاهما انقلب عليه الشعب، وخرج عليه.
انقلب على الشيوعي بانتفاضة (أبريل)، وانقلب على الكوز في انتفاضة (ديسمبر).
كلاهما يدعي أنه قام بالانتفاضات الشعبية، فهم أصحاب الانقلابات، وأصحاب الثورات.
وكلاهما يتنافس على انتماء الشهداء له، فلم يعرف الشعب إلى الآن هل القرشي شهيد اكتوبر شيوعي أم كوز، فكل واحد منهما يدعي تبعيته له.
عرف الشعب بهما أكبر مجزرتين في تاريخ السودان أحدهما (مجزرة الجزيرة أبا) وراءها أصابع شيوعية، والثانية مجزرة (القيادة العامة) والتي يشتبه في أن راءها أصابع “كيزانية”.
كلاهما دخل السجن وأجريا لهما محاكمات صورية لم يستفد منها الشعب شيئا إحداها تسمى محاكمات (سدنة مايو)، والثانية تسمى (إزالة تمكين الإنقاذ.)
كلاهما له رمز مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه أحدهما يسمى (حسن عبد الله الترابي)، والآخر يسمى (محمد إبراهيم نقد).
كلاهما يجيد ممارسة الديكتاتورية في حزبه، وفي الحكم، فلم يعرف ممارسة ديمقراطية في حزبهما. وكلاهما يلعن الجيش بالنهار ويتحالف معه بالليل.
كلاهما لا يتعظ من تجربته، فقط يعمل على تغيير جلده، فالشيوعي هو الاشتراكي هو الجبهة الديمقراطية هو المستقل هو المحايد.
والكوز هو الجبهجي هو المؤتمر الوطني هو المؤتمر الشعبي هو الإصلاح الآن.
كلاهما نعامة يعملان على دفن رأسهما في الرمال يدعيان بأنهما أصلح من يمشي على الأرض وهو أفسد من يمشي عليها.
وكلاهما يدعي الصدق وهو أكذب من يمشي على الأرض.
وكلاهما يدعي حبه لوطنه وهما أكبر عملاء يمران على الوطن.
لا أحد يدرك خبث الثاني سواهما، ولا أحد يعمل على استغلال الثورات والعمل على إجهاضها سواهما، فالشعب، والوطن ضائع بينهما، فكل واحد منهما يعتبر وجود الآخر خطرا عليه، فلا هما سوف يتفقان، كما لن يجني الشعب والوطن من خلافهما سوى الدمار.
يدافع الكوز عن فترة (الإنقاذ) وعن رموزها وينفي كوزنته.
يدافع الشيوعي عن الشيوعيين وعن أعمالهم وينفي شيوعيته.
الكوز والشيوعي وجهان لعملة واحدة في ساحة السياسة السودانية لن ينال منهما الشعب لا دين، ولا اشتراكية.
فبدل الدين سيحل الكذب والنفاق، وبدل الاشتراكية ستحل الانتهازية، والرأسمالية.
صحيفة الانتباهة
الشيوعيون الان عادوا يحكمون بمسميات مختلفة و بتكتيك ماكر بادعاء المعارضة و هم يمسكون بتلابيب الحكومة و ينتقمون بعنف من الاسلاميين و من دينهم ايضا.
من يلوم الكيزان المودعين في السجون على مجزرة القيادة جبان لا يريد ان يقول الحق خوفا او طمعا.