مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب : الهرولة على خطى المخلوع !!


قبل حكومة البشير تجد ان حصيلة الزيارات بين القاهرة والخرطوم ، تتصدرها زيارة الرؤساء المصريين الى السودان ، ومعلوم ان اول تبادل للزيارات بعد استقلال السودان كان للرئيس المصري جمال عبدالناصر الذي جاء الى الخرطوم، وشارك في الذكرى الاولى لاستقلال السودان ، تبعته عدة زيارات أخرى ، ولكن وبعد مجيء الإنقاذ ارتفعت نسبة الزيارات من الخرطوم الى القاهرة بطريقة ملفتة ، فالبشير زار مصر أكثر من عشرين مرة تسعة عشر زيارة منذ العام 1989 وحتى ٢٠١٨ لتأتي آخر زيارة له في العام ٢٠١٩ بعد شهر واحد من اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة.
والغريب في الأمر ان البشير ورغم زياراته الكثيرة الى مصر لم يتجرأ ابدا، ان يفتح واحد من الملفات الساخنة او يناقش القضايا ذات الطابع الخلافي بين البلدين ، وكثيرا ماوصف المحللون الزيارات التي قام بها البشير للقاهرة بانها متشابهة، ولا تحمل اي فوائد في طياتها ، لأنها لم تحقق اي نتائج لصالح السودان بل على العكس كانت اغلب هذه الزيارات خصماً عليه ،أضف الى انها لم تكن يوماً زيارات رسمية بقدر ما كانت ( لقاءات للمجاملة) ، ذات طابع باهت تنقصها القيمة الحقيقية .
وبعد الثورة المجيدة وزوال حكم المخلوع كنا نريد ونتطلع ان يكون السودان بوابة تستقبل كل الرؤساء من كل القارات بلا استثناء ، ويعود السودان الى عهده الأول قبل الانقاذ ويستعيد عافيته ومكانته بين الدول ودوره الطبيعي الذي سلب منه لثلاثين عاما من الخضوع ، وان توقف الثورة تلك العادة للقادة السودانيين عادة (الهرولة) نحو الدول العربية ، ولكن يتعمد بعض اعضاء المجلس السيادي ان ( يجرونا ) الى الوراء عمدا ، ليجعلونا نعيش عهد المخلوع في زمانه وغير زمانه ،فكلما نرتقي بهذه الثورة العظيمة ، ننحني بمثل هذه الأشياء التي دائما لا ضرورة لها والوفد الذي زار مصر بقيادة عضو المجلس السيادي الفريق شمس الدين الكباشي ووزير الثقافة والاعلام الاستاذ فيصل محمد صالح الذي قال في تصريح له (إن الوفد السوداني الذى قام بزيارة مصر قدم تنويرا للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن تطورات الأوضاع على الحدود (السودانية – الإثيوبية).
هذا التنوير الذي كان من الممكن ان يقدمه وزير الخارجية السوداني لوزراء خارجيات او سفراء الدول الشقيقة ، ولا يستحق زيارة عضو مجلس ووزير الاعلام ، ومتى كانت الحكومة المصرية تأتي الي السودان لتطلعه على خلافاتها مع الدول او حروباتها في الحدود ولماذا يظل السيسي ورؤساء بعض الدول يتعاملون مع السودان بطريقة ( الأستاذية ) يذهب لهم القادة كلما طلبوا الحضور ليجلسوا أمامهم كتلميذ نجيب لماذا لم يأت السيسي ( عفواً ) لماذا لم يرسل السيسي الى السودان وفداً او وزيرا لكي يطمئن على مايحدث في شرق السودان ، او حتى يهاتف رئيس مجلس السيادة لمعرفة مايحدث ، أليس هذا هو الواجب للدول الشقيقة ان تقف بجانب إخوتها عندالمحن والشدائد ، ام ان السيسي يريد أكثر من تنوير ؟!
مؤسف ان تتكرر سيناريوهات الهرولة و( الإنبطاح ) التي لاتليق بثورة عظيمة شامخة تريد ان تستعيد للسودان حقه الريادي المسلوب فالتغيير الحقيقي ان يحافظ السودان على علاقاته مع جميع الدول على مبدأ الاحترام والتقدير ، والحفاظ على كرامته وهيبته ، وليس ليأتي حكامه الجدد ليتفوقوا على المخلوع في مثل هذه الاشياء فكل الذي حصدناه سابقا من ذل وهوان وجعل (السوداني ) يدفع دائماً الثمن بلا ذنب في حله وترحاله وفي الغربة والوطن ، بدأ بمثل هذه الزيارات الجوفاء الي ان وصل مرحلة التسول !!
طيف أخير :
اعرف قدرك دائماً فإن جهلته لن يذكرك به أحد

صباح محمد الحسن – صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. هنا يقوم (الكباشي) بدور شخصية البواب المعتادة في الافلام المصرية .. ذلك الرجل الاسود الذي هو في استعداد دائم لتلبية طلبات سيده الباشا

  2. يا استاذة صباح،،
    لماذا لا تفصحين؟؟؟؟!!!؛
    القاصى والدانى يعرفون أن عسكرنا مأمورون باشعال حرب بغرض عرقلة سد النهضة……
    ومدنيونا فى الانتقالية ما زالوا شبه صامتون،،، أو سلبيون،،،