يوسف السندي يكتب المؤتمر الجامع هو الحل
هل انت في حيرة عزيزي الثائر؟ هل المشهد السياسي أمام عينيك غير واضح وغير مفهوم؟ هل داخلك الشك في فشل الثورة في تحقيق اهدافها؟ اذا كانت الاجابة نعم فتأكد انك لست وحدك، هناك الآلاف ان لم يكن الملايين من الثوار يشعرون بنفس المشاعر وأكثر، بعضهم وصل مرحلة من الإحباط لم يعد مستعدا لمواصلة المسير نحو الأهداف العليا للثورة، وبعضهم مازال يقاوم الروح السلبية ويسعى لمواصلة المشوار وفاءا لدماء الشهداء وردا لاعتبار الجرحى.
ولكي نستعيد الأسباب التي قادت إلى ظهور الإحباط عند البعض فإننا نجملها في التشاكس الحزبي على السلطة والتمكين الفاضح، فجميع الثوار كان بينهم شبه اتفاق عام غير مكتوب ان تدار الفترة الانتقالية بواسطة حكام تكنوقراط، ولكن الأحزاب لم تستجب وظهرت محاصصات مقززة في السلطة، افرغت حكومة الثورة من أهم ملامحها التي كان هناك شبه اتفاق عليها. ثم جاءت الطامة الكبرى من ضعف الأداء الاقتصادي لحكومة حمدوك، وتمدد الصفوف في كل مكان وأصبح حتى الخبز حلما بعيد المنال، هذا غير الانتظار المتطاول لمحاسبة رموز النظام البائد، وانتظار تحقيقات لجنة فض الاعتصام، وكلها أسباب جعلت بعض الثوار في شك وفي احباط.
لو رجعنا إلى عهد المخلوع فإن كلمة السر الوحيدة التي قادت الثورة إلى النجاح كانت الوحدة، الوحدة في الهدف(تسقط بس) والوحدة في المواكب والسجون، اذا لم نسترد هذه الروح التي قهرنا بها الكيزان، لن نستطيع أن نتجاوز هذا الشك، ولن نغادر محطة الفشل إلى النجاح، وسنلف وندور في حلقة مفرغة من العجز والتشاكس واختيار الشماعات المتتالية لنعلق عليها فشلنا، هذه الوحدة المنشودة لن تتحقق سوى حول برنامج وطني للحكم مجمع عليه بين الثوار ومتفق حوله وقابل للقياس والتقييم والتقويم. كيف نعد هذا البرنامج؟ عبر مؤتمر جامع للثوار لا يستثني احد ولا يقصي احد.
الواقع الاقتصادي المتردي يدق للجميع جرس إنذار مبكر، الفتن المتوالية في الولايات، التأخر في إكمال هياكل السلطة وعلى رأس ذلك تكوين المجلس التشريعي وتسمية وزراء الحكومة وإكمال حكومات الولايات والحكم المحلي وتكوين المفوضيات وإقامة المؤتمر الدستوري كلها استحقاقات لا يبدو أن الواقع السياسي الراهن الذي تسيطر فيه كيانات بعينها على قوى الحرية والتغيير سيعين على انجازها ويضمن نجاحها ويعبر بالبلاد من عنق الزجاجة الراهن إلى براحات التطور والاستقرار، مما يستدعي إقامة هذا المؤتمر الجامع، فالواقع تخطى تماما فكرة المؤتمر التداولي لقحت، فما عاد مؤتمرا بهذا المسمى قادرا على لملمة شتات البلد، وإنما أصبح الحل هو المؤتمر الجامع.
يوسف السندي – صحيفة السوداني
ضعف السلطة القائمة اورد البلاد المهالك و الان لا يعرف الصليح من العدو ….ليس الحل مؤتمر جامع فاليوم المواطن جائع فنفس الحكومة القائنة اليوم ان تتحسس مواطن ضعفها وتلجأ لتفعيل قوانين الطواري وتصحو من غفوتها وتفرض هيبتها بالمحاسبات الرادعة وامساك زمام الامور بخطط اسعافية عاجلة يسندها التنفيد الحقيقي للمحاسبة وتوسيع علاقاتها الخارجية لما ينفع مصلحة البلاد والارتقاء الممرحل للتنمية المستدامة