مقالات متنوعة

اسماء جمعة تكتب حكومة طوارىء أم انقلاب

حقيقة البلد دخلت في ورطة كبيرة جدا بسبب تأخر تشكيل الحكومة، وتحتاج الى قرار شجاع من السيد رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة ينقذها من كارثة وشيكة، إذ ليس من المعقول أن تظل الدولة متوقفة في انتظار السادة في تجمع قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية أن (يتفاصلوا) براحتهم على المناصب الى أن يتفقوا، فالزمن يمضي والفوضى والفساد والانفلات الأمني يتزايد بشكل متسارع، هل يعقل أربعة أشهر من أجل تشكيل حكومة لا تستغرق أسبوعاً عند من يشعرون بالمسؤولية، هذا عبث وليس تشاوراً، ويجب حسمه بأية طريقة وفوراً، وحقيقة الشعب فقد الأمل في قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية (اللي جابوها فزع وبقت وجع).

بالأمس تداولت وسائل الإعلام بشكل واسع خبراً يقول إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، انتقد تأخير قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية في تقديم ترشيحاتها للحكومة الجديدة، وهدد بالخروج للشعب وإطلاعه على الفشل في التوافق على تشكيل الحكومة، كما هدد بتشكيل حكومة طوارئ برئاسة حمدوك، ولكن بعض قادة قوى الحرية والتغيير طلبوا منه عدم الإقدام على هذه الخطوة، ووعدوه بالإسراع في إنجاز المهمة، وفق المصفوفة الزمنية التي اعتمدها مجلس الشركاء، والتي نصت على تكوين الحكومة في أو قبل الرابع من شهر فبراير، وتعيين الولاة في الحادي عشر منه، وتكوين المجلس التشريعي بحدود الخامس والعشرين من الشهر نفسه.

في الحقيقة لا يحتاج السيد برهان الى الخروج وإخبار الشعب عما يدور داخل تجمع قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، فهو يعرف كل شيء يدور بينهما الاثنين أو داخل كل كيان سياسي لوحده حزبا كان أم حركة، بل يعرف ما يدور في نفس كل فرد منهم، ويعرف أنهم جميعا غير مؤهلين لتحمل المسؤولية فهي في الأصل كيانات ولدت وهي تحمل جينات الفشل في دمها ولا يمكن أن تصلح نفسها أبدا، ولذلك هي تعرف كيف تصنع مناخ الفشل الذي يبقيها على قيد الحياة وليس أدل على ذلك أكثر من الفشل في تشكيل الحكومة، ولكن الشعب صابر عليها لأنه سيصلحها بالقوة مع استمرار الثورة التي يأمل أن تعالج كل شيء حتى العسكر فهم أيضا ليسوا بأفضل من قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، والشعب اليوم يقف وحيدا متجاذبا بينهم وكل منكفىء على نفسه لا يريد أن يرى الحقيقة، وهذا ما أدى الى الثورة وما سيجعلها مستمرة حتى يحسم أمرهم جميعا.

نقول للسيد البرهان إن الشعب أرهقه انتظار الجيش قبل قوى الحرية والتغير، وهو السبب فيما يحدث الآن، وتشكيل حكومة طوارىء لن يكون الحل في هذا الوضع لأن الجيش سيتدخل فيها ليصبح هو الحاكم الفعلي، أي أنها ستكون انقلابا بشكل ما، وبلا شك إن حدث تتحمل مسؤوليته القوى المدنية التي سبق وأن سلمت السطلة للعسكر مرتين، والمفارقة أنها هي نفسها ستعود تتغنى للديمقراطية وتبدأ تمارس العمل الثوري الذي تجيده.

عموما وبغض النظر عن أي شيء لابد من الاستعجال في تشكيل الحكومة وحسم التأخير، ويجب اختيار كفاءات يحترمها الشعب ويعترف بنزاهتها وقوتها وليس تلك التي عليها كلام، ونتمنى أن تتوقف الأحزاب والحركات عن هذا السلوك الفوضوي وتنصرف لعلاج نفسها وتأهيلها، وإن كان لديها ما تقدمه فلتنتظر الانتخابات بعد الفترة الانتقالية التي يتسرب زمنها وهم في ضلالهم يعمهون.

صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. والله كلامك مليان ولكن كنا ننتظر من الحكومه العاجزة عن حفظ كرامتنا فقط اما الاقتصاد وحوجة المواطن من رغيف ودخل وضروريات الحياه يخلوها زي ما ورثوها ما هي ورثه نتقاسم الورثه بعد الانتحابات .
    كنا ننتظر منهم الاعتراف بالفشل والعجز وانهم تاجروا بثورة جياع وتسليم الحكومة طوعا للجيش واعلان انتخابات مبكرة حتي لا يتازم الوضع في الفاصل الانقلابي زي كل انقلاب نرجع خمسين سنه للوراء نتيجة اي انقلاب يحصل .
    حكومة ما قدرت تالف بين قلوب مكوناتها كيف تصل بالبلاد الي حكم ديمقراطي