مقالات متنوعة

العيكورة يكتب: أدوها دفره يا جماعة

بقلم/ صبري محمد على (العيكورة)
المتتبع للحالة السياسية طيلة الشهور التى سبقت الاعلان عن تشكيل الحكومة الاخيرة يلاحظ لهاث الحزب الشيوعي العجوز وإدعائه زهده في السلطة ومحاولة تحريض الشارع في غير ما مرة ضد الحكومة فهل يا تري هذه الازدواجية جاءت بمحض الصدفة ام أنها خطوات مدروسة القصد منها للاستحواذ على اكبر قدر من المقاعد الخلفية للسلطة في أيا من مستوياتها فكلما ابعدته تصاريف الزمن عن كرسي لهث للكراسي الخلفية . و (لو لاحظتو) ان الحزب الشيوعي لم يكن معنياً بالحكومة كثيراً وطيلة الفترة التى اعقبت توقيع اتفاق سلام (جوبا) فعندما فشل في تعكير صفو الاتفاق التاريخى إختفى عن الساحة السياسية الرسمية وتدثر برداء الغلابه يحرضهم ويختلق من المليونيات والتواريخ ما لم يجنى منه الا بضع عشرات من (المخمومين) و همست اجتماعاتهم غضبا عقب كل مليونية يتقاذفون كرة الاحباط والتهم المتبادلة فيما بينهم .
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التى (برأيي) يجب ان تحظي بدعم جميع اطياف المجتمع حتى تعبر الفترة الانتقاليه نحو نهاياتها بسلام . السؤال هل تحتاج هذه الحكومة لتفكيك التمكين الاخير؟ أقول وبكل قوه نعم اذا ارادت هذه الحكومة جمع الصف الوطنى و ازالة المرارات والغبن والدعوة لمصالحة وطنية حقّة فنعم يجب ان تكون هناك مراجعة كل قرارات حكومة (حمدوك الاولي) ولجنة ازالة التمكين وفروعها بالولايات والوزارات و المؤسسات الحكومية .
الشيوعيون وطيلة الخمسة اشهر الماضية ابدوا زهدهم في المناصب ولكنهم مكنوا لجميع كوادرهم في مفاصل الدولة حتى البعثة الاممية القادمة مؤخراً تم توزيع الوظائف (بالدولار طبعا) فيما بينهم خلال ترشيحات تبدو و كأنها منطقية كونها تاتي من رئيس الوزراء كبيرهم (حمدوك) وشلة المزرعة و لكنهم تقاسموها قبل ان تبدأ وإن تم الاعلان عنها عبر قنوات التوظيف الرسمية فسيكون ذلك اعلان صوري . اظن من اهم مهام مجلس الشركاء السعي لحل لجنة ازالة التمكين بأسرع ما يمكن وتكوين هيئة أو مفوضية سمها ما شئت تتولى محاسبة المفسدين باحكام قضائية وتحت مظلة قضاء عادل ليس بينهم صيدلى او إعلامى أو قانوني (قِشرة) .
(برأي) أن أي تراخٍ لا يضع معاش الناس في صدر الاولويات سيعيدنا لما قبل الثامن من فبراير وأى تراخٍ لا يزيل الظلم والاقصاء عن الابرياء فسيقودنا للاستقواء بالقبيلة وهذا ما يحدث الان وللاسف لذا (كرب القاش) واجب .
شخصياً غير معول كثيراً على السيد حمدوك بقدر ما أعول على بعض وزرائه و مجلس الشركاء إن وجد الدعم والمساندة من الوزراء الجدد فستسير القافله ولا أستبعد أن يستقيل السيد حمدوك أو يقال اذا استمر بذات التعثر وعدم الدراية والتخبي خلف الاحلام والرهان على الخارج واذا فشلت البعثة الاممية فى تحقيق اهدافها فحتما سيذهب حمدوك لا محالة .
السيد حمدوك لو أستوعب جيدا ان هذه المرة ستكون فرصته الاخيرة و (فتح عينو) فسيجد الدعم من داخل مجلس الوزراء ومن الشارع أما اذا ظل (مسلم راسو) للشفيع خضر وشلة المزرعة فلن يبقى طويلاً طالما ان بمجلس الوزراء الجديد أصوات فحتماً لن يكن الامر سهلاً امامه
حقيقة لا اخفى تفاؤلي الحذر بنجاح هذه الحكومة إن ارادوا النجاح فالامر لم يكن شح امكانيات بقدر ما هو قصور فهم وضعف ادارة وحداثة عهد بالحكم من سابقيهم . واتوقع ستختفى لغة التعالى والاقصاء الممنهج رغم ما قد يعتري الايام الاولى من محاولات الشيوعيين وصراخهم الذى سيرتفع هنا وهناك ولكنهم في النهاية سيسكتون بمسير قافلة الوطن اذا لم تأبه للاصوات النشاز . فجميع من يحكم اليوم لم يأتوا عبر صناديق اقتراع وليس بينهم من يملك السودان حصريا (بشهادة بحث) وعليهم أن يعوا ذلك جيداً ويكونوا خداماً لهذا الشعب لا سادة عليه و (الكرسي دوار) .
قبل ما انسي: ــــ
ونعيد قصة عمنا صاحب اللوري العتيق الذى كان يوقفه على ارض مرتفعة حتى اذا ما جاءه الصباح (تدردق) اللوري وأدار الماكينة . وذات يوم لم تنفع هذه الحيلة لبرودة الجو فطلب من جمع من الرجال والشباب ان (يدوه دفره) فتجمعوا حول اللوري و سألوه (أها يا حاج ندفر ليك وراء واللا قدام ؟) فصمت قليلا ثم قال لهم (والله يا جماعة العربية دي لمن تدور انا زااتي ما بعرفها بتمشي على وين دحين أقيفوا ليها بصفحاتها) .
اظن جميعا مطالبين ان (ندفر) الحكومة الجديدة بس نقيف ليها بى صفحاتها لمن نعرفها ماشه على وين .يللا دفره يا جماعة (أوووب أحّ حّ) .

صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. .يللا دفره يا جماعة

    يا عكرة البلدوزر بتعرفوا !!
    يلا امشي ادفروا