اسماء جمعة تكتب جبريل إبراهيم اختار المنصب
حسابات الترضية أوقعت وزارة المالية للسيد جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الذي اختار أن يدخل التحدي ويقبل المنصب رغم التحذيرات التي تلقاها حسب كلامه، وهو أصلاً عليه تحفظات أهمها أنه خريج مدرسة الحركة الإسلامية رغم أنه تمرد عليها ولكن بلا شك أثرت على تكوينه خاصة وأنه انتمى إليها مبكراً، كذلك هو رئيس لحركة حملت السلاح وعليها ما عليها، ونحن هنا لسنا بصدد فحص السيد جبريل أو لومه، ولكن لنذكره أن المنصب الجديد بمثابة امتحان له لكي يثبت هل أصبح قادراً على مواكبة الواقع الجديد الذي فرضته الثورة أم لا، هذا غير امتحان كيف سيحقق الشعارات التي رفعها العدل والمساواة والتهميش وغيره.
من المهم جداً أن يفهم السيد جبريل إبراهيم أنه لا مجال للغلط أو الفشل ولو من باب الصدفة، وعليه أن يحذر من أن يتعامل مع الوزارة كما يتعامل مع حركته فهو من النوع الذي يخاف من غير ذوي القربى وهو أمر طبيعي بسبب تجربته في الحركتين، وهذا بلا شك أثر على سلوكه وقد يوقعه في الأخطاء، ولذلك ننصحه بأن يحاول معالجة مشكلة الخوف وأسبابها الجذرية التي يهرب منها بالحراسة المشددة لأنه كوزير يجب أن يكون متحرراً من الخوف بجميع أشكاله إلا من الله طبعاً ويقترب من الشعب.
لأهمية وزارة المالية سيكون سيادته تحت الرقابة المشددة من قبل الشعب الذي يعلم جيداً أن بلده ليست فقيرة وإنما أُفقرت مع سبق الإصرار والترصد بسبب النظام المخلوع الذي استباح مؤسساتها ومواردها، وجبريل أعلم منا بما حدث فهو(شاهد شاف كل حاجة) وربما شارك أيضاً، وهو يعلم أيضاً أن الاقتصاد السوداني ظل يدار بواسطة مافيات الحركة الإسلامية التي لم يتحرر منها حتى الآن وهذه مسئوليته وبعض هذه المافيات لها نفوذ وعليه أن يحذر من أن تؤثر عليه وتجره نحوها.
الشعب السوداني كله يعلم أن حل مشكلة الاقتصاد تكمن في الإنتاج الذي عطله النظام المخلوع تماماً، فأغلبه أصبح الآن عاطلاً عن العمل وغير منتج بل وغير مفكر ويعمل في مهن لا تحتاج إلى كثير عناء أو تفكير مثل المضاربة في العملة والسمسرة في كل شيء والتهريب والاحتكار والاحتيال وغيرها، ولذلك مهمة جبريل الأولى الاهتمام بتحريك عجلة الإنتاج وإعادة المواطنين الى هذه الدائرة وتشجيعهم على دخولها بالتسهيلات المختلفة.
وأخيراً على السيد وزير المالية أن يعلم أن السودان الآن في مرحلة ميلاد جديدة بالكامل ليتوافق مع طموح الشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر، وعليه أن يخرج من عقلية جيله المدمرة التي قادته الى الكفاح المسلح رغم تكلفته المادية والبشرية والاجتماعية والنفسية العالية ورغم أن نتيجته غير مضمونة مع أنه كان أمامه فرصة الكفاح المدني الأقل خسارة وأكثر ضماناً لتحقيق الهدف، وليس بأدل على ذلك أكثر من ثورة ديسمبر التي قادها شباب صغار وحققت ما لم تستطع الأحزاب والحركات تحقيقه على مدى 30 سنة، والآن التحدي الحقيقي هو أن يرى الشعب جبريل بعقلية رجل دولة قومي منفتح وقادر على أن يكون مختلفاً عمن سبقوه، أول مائة يوم ستثبت هذا وقد بدأ العد فهل ينجح ؟
صحيفة السوداني
ثقي تماما فالدكتور جبريل بقدر التحدي وثانيا هناك فرق بين من عارض النظام السابق بالسلاح والناشط عبر الوسائط ومن بعيد . وبين من حارب الاقتصاد حتي يجد الفرصة في الحكم والعميل الذي يتبني افكار الغير وينفذ ما يطلب منه . علي هذه القاعده ممكن تقدمي نصائح لكل الوزراء .