عواطف عبداللطيف يكتب تعويم الجنيه ..هل ينظف مواعين الاقتصاد
وكأني بها نسخة أخرى من ثورة ديسمبر حيث وجد مشروع ما يعرف ” تعويم سعر الجنيه السوداني ” كضرورة لمحاربة السوق السوداء وكر التجارة بالدولار الامريكي والعملات الاجنبية تفاعلا كبيرا من المغتربين وحضوا بعضهم بعضا بتفاعل وطني بطريقة فردية او عبر كياناتهم الاجتماعية والمهنية وضجت وسائل التواصل الاجتماعي ترحيبا بالزيارة الميدانية التي قام بها وزير المالية الثالث منذ تشكيل الحكومة الانتقالية الثوري جبريل ابراهيم برفقته مجموعة من الوزراء والمسوؤلين بالمؤسسات الاقتصادية لاحد أفرع البنوك بالخرطوم فقط لان المواطنة الشابه رميساء وطفلها الرضيع علي كتفها كتبت شكوى أن موظف البنك رفض يفك لها الدولار قال لي ” املي الفورم المرفق وتعالي بكرة ” .
الشارع التجاري النابض بالحيوية والذي يكتوي المواطن الاغبش بنيرانه والغلاء الفاحش بمنتجاته بادر هو الاخر بقيادة حملة بتخفيضات بالمطاعم والمقاهي والخضر واللحوم ومحلات بيع الموبايلات والملبوسات الجاهزة وعيادات الاطباء ومراكز العلاج الخ بطرح كبونات تخفيض لمنتجاتهم لكل من يبرز ايصال بتحويل عملات اجنبية عبر القنوات الرسمية بالبنوك .. وبادرت شاعرة الثورة د. مروة بابكر بقصيدة ناطقة ومحرضة .
هذه الحملة او فالنقل القبول والتجاوب للسياسة الاقتصادية التي طرحتها النسخة الثانية من الحكومة الانتقالية والتي اندمج بها شركاء السلام وتزامن معها مؤشرات ايجابية من مؤسسات التمويل الاقليمية والعالمية لابد من تذليل كل العقبات أمامها لكمال النجاح واولها تحسين بيئة العمل والانظمة والاليات بالبنوك وتقوية شبكاتها الداخلية والخارجية لتسهيل انسياب الاستحقاقات للعملاء والمراجعين وتأمين المقار نفسها لمحاربة الطفيليين وكل من تسول له نفسه نخر وتعطيل هذه الاجراءات ..
لابد من حراسة هذه السياسات مثلها مثل كثير من الاستحقاقات الثورية بالأنظمة الصارمة واللوائح والقوانين المنقحة وان يرافق ذلك انضباطية واضحة وبشفافية تسد ثغرات الاحتيال والتهريب … لن يستقيم الاقتصاد ويتعافي ببند واحد ” تعويم الجنيه ” وبتوفير العملات ودون نهضة زراعية وإنتاجية صناعية ولكن لابد ان يرافق ذلك محاربة التهريب للمواد الغذائية وللسلع المختلفة وبالذات الذهب والذي تسربت الأقاويل والروايات التي تتحدث عن خروقات هنا وهناك تقود تباعا لتهريب المعادن النفيسة والذهب من مواقع الانتاج ببقاع الانتاج البعيدة وبطائرات مباشرة لدول اخرى او تلك التي تهرب الذهب والعملات وعبر اكبر بوابة للخروج مطار الخرطوم الدولي فان كانت حكومة سعادة الرئيس حمدوك ووزير ماليته جادون في تعافي الاقتصاد ورفع الرهق والضيق عن كاهل المواطن الاغبش المكتوي بهجير المعيشة فان تكاملية الحلقات الاقتصادية لتتحرك في استدارة ضرورة ملحة لتعافي الوطن ولينغرس شعار ” القومة ليك يا وطن ” في عظمه كسوار الجرتق والفأل الحسن ويتنطلق بعنفوان وتراتيبية كاملة وليت الزيارات الميدانية للبنوك والاسواق والشوارع والميادين تستمر … أنزلوا لقاع المدن لتترطب قلوبكم بآهات الغلابة .
اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com
صحيفة الصيحة
خطأ شائع بين السودانيين.. الصحيح فلنقل و ليس فالنقل لأن الاخيرة تعني النقل.. كالنقل المكانيكي مثلا.