الخرطوم من اختصاص الوالي .. أم أنا غلطانة
عواطف عبداللطيف
لن نقول ان التاريخ حدثنا أن العاصمة الخرطوم كانت تغسل وتعقم بالديتول … ولن نقول ان أشجار اللبخ الظليلة التي زينت شارع النيل استزراعها المستعمر الانجليزي قد وصلت لأرزل العمر دون إنبات شتول منها وبرغم ذلك هي شاهدة لما كانت عليه هذه الجميلة ومستحيلة …
و لن نطرح السؤال الأكثر حضورا إن كانت حكومة مقطوع الطاريء هي السبب في هذه ” القازورات ” والأوساخ التي تكحل جيدها الان وثورة التغيير حال عليها الحولان ويزيد … و الاوساخ كادت ان تدخل الخرطوم و بامتياز للموسوعة العالمية وباستحقاق عن اكثر بلاد الله تراكما للقازورات بأحياؤها الراقية وبشوارعها وازقتها وحواريها وبأسواقها وميادينها أكوام الاوساخ والخردة والمخلفات تتزايد وتتكدس .. وتتطاير في فضاءاتها اكياس البلاستيك … وبين حناياها الهوامل والكلاب الضالة ترتع دون حسيب او رقيب …
وجيوش الذباب و الباعوض تتوالد وتنتشر وتنقل الامراض والملاريات والتي يحتاج علاجها ودحرها للملايين من الدولارات التي ترهق الخزانة العامة في حين ان ” النظافة من الأيمان ” قبل ان تكون مظهرا حضاريا أنسانيا .. لا يقل ضرورة عن الاكل والشرب والأمن والأمان ..
إن كانت شعارات ثورة ديسمبر اللامعة ” حرية .. سلام .. عدالة ” والتي حدثت العالم عن شعب مقهور مظلوم نفض عن كاهله الضيم والوجع فهل يصعب عليه إن وجد من يحركه ويستفيد من طاقاته الكامنة وامكانياته ليس فقط للنظافة وردم الحفر وازالة المظاهر السالبة بالشوارع والميادين والاسواق …ولكن لاعادة العاصمة لرونقها وألقها وأنفاسها العطرة .
هل يصعب علي والي الخرطوم سعادة أيمن نمر والذي جاء علي أكتاف الشباب الفتي والذي هتف للثورة …وللتجديد وللعمار والنهضة .. فقد جاء والي الخرطوم وكل وزراء الحكومة الانتقالية بتمحيص وإنتقاء بأنهم الأصلح لادارة دفة الحكم باحترافية وبمهنية وبأفكار خلاقة وبغير ما كانت تدار به خلال أعوام الظلام … جاؤو لأجل التغيير ولتحقيق طموحات المواطنين ولاستجلاب الابتكارات الحديثة فهل يصعب علي الوالي تطبيق ما يعرف بتدوير النفايات والتخلص من البقايا الضارة بطريقة آمنة إصحاحا للبيئة ..
قد يقول قائل ان مصانع تدوير النفايات مكلف فهل يصعب طرح ذلك في عطاءات او في شراكات او تعاونيات او أي صيغة تناسب روؤس الاموال وتدخلها لدورة الأستثمار ..
هل يصعب طرح مشروع نظافة العاصمة المثلثة في شكل مشروعات تنافسية وسط طلبة الجامعات لتقديم افكار مبتكرة وقابلة للتنفيذ … هل يصعب تبني ولاية الخرطوم لمشروع تنافسي وسط الفنيين المهرة والحدادين لجمع أكوام الخردة والحديد المتراكم وسط الاحياء واعادة صهره وإنتاج كمائن لتجميع النفايات وفرزها وحرق او دفن بقاياها ..
هل يصعب علي والي الخرطوم أطلاق نفير وسط القوات النظامية والدعم السريع والجيش والشرطة للمساهمة بجرارات وحاويات وعشرة نفر من كل كتيبة للخروج من جبة الديوانية وللتلاقي مع شباب المقاومة بالأحياء بدلا من التسكع والخمول لتبني حملة تنافسية بينهم وبين بعض لرفع اسم أنظف حي وأجمله في لأئحة تشريفية وعن مدي قدرة المتنافسون علي تثقيف سكان الحي امهاتنا واخواتنا لضرورة وإلزامية النظافة وكيفية التخلص من الفضلات والبقايا .. هل يصعب علي والي الخرطوم قيادة حملة لتشجير الميادين وتزيين الواجهات بلوحات تشكيلية وازالة المظاهر السالبة .
فهل يا ترى نظافة العاصمة واستزراعها واعادة رونقها كعاصمة حضارية هي ضمن اختصاصات والي الخرطوم الشاب المخضرم .. أعني أيمن حضرة … ام أنا غلطانة
عواطف بعل اللطيف – صحيفة التحرير
اعلامية كاتبة
اكثر ما يولم النفس العيش وسط هدا الكم من الاوساخ
قبل أن اطلع على المقال كنت أحدث إبني عن ضرورة تربية الاغنام فى المنازل كما كان فى الماضى فاصحابها كانوا يطلقونها صباح كل يوم فى الشوارع وكانت تتكفل بإزراد اطنان النفايات ثم تعود فى المغارب لتمد سكان البيوت بالبانها وهذه الفكره أهديها للبيه والى الخرطوم وتنفيذها ليس صعباً وعلى كل حال هى تجريب للمُجرب!!.
ما وصل له هذا الحال من الفساد لا تقولوا الدولة العميقة عدم وجود والى همام ومتابع ويضع الرجل المناسب فى المكان المناسب مش أقاربو ومعارفو شنو كان يهتف هل تشفع له كثيرين كانوا مع المؤتمر الوطنى الآن مع الحكومة بمعنى ادق شعب كل حكومة .
هولاء لا هم لهم سوي صرف استحقاتهم بالعملة الصعبة
ايضا لاننسي ان النظافة مساءلة سلوك فردي يتحمل مسؤليتها كل فرد منا ولانضع كاهل المسؤلية علي الحكومة ..يبدا الاهتمام بالنظافة من امام منازلنا ولانضع الغازورات مطلوقة العنان ……ونعلم اطفالنا ان لانرمي بورق واكياس السندوتشات في الشوارع بل في المكان المخصص لها.
فقط لو يمنع اكياس البلاستيك الصغيره ويسمح بصناعة الاكياس السوداء الكبيره .ان ذلك يحدث فرقا كبيرا