وزارة النفط، لا تنتقموا من اطفال المدارس
دارت سجالات واسعة في قروب السائحون أيام الإنقاذ بعد ظهور ابنة مالك عقار بلباس ضابط شرطة … كان شباب الكيزان يتباهون بتسامحهم تجاه أبناء قادة حركات التمرد الذين يحاربون الدولة و أبناءهم و بناتهم ينتشرون في وظائف حكومية مختلفة أو في الجامعات و المؤسسات التعليمية دون التعرض لهم ، بينما كان ردنا عليهم بأن هذا التسامح هو ديدن الشعب السوداني وليس الكيزان ، و لو تمكنت المعارضة من السلطة فلن تعامل أبناء الكيزان إلا بالحسنى بعيدا عن أفعال آبائهم و إختلافهم السياسي و الفكري كعادة السودانيين …
لكن للأسف لم تسترنا لجنة التمكين في عدم ايذاء أبناء المبلولين ، ففي وزارة النفط في المصفاة . و بعد المجزرة بإقالة عشرات الموظفين و المهندسين باسم إزالة التمكين ، تم إرسال خطابات بإيقاف ابنائهم ، التلاميذ الذين يدرسون في مدارس الوزارة القريبة من سكنهم . بل طلبت منهم إخلاء السكن فورا ، في انتهاك صارخ للقوانين و اللوائح المنظمة للإقامة في السكن و المدارس .
تنص اللوائح بأن يسقط حق السكن ودراسة الأبناء فورا في حالة الاستقالة . ذلك لأن من يقدم استقالته يكون على دراية باتجاهه و تخطيطه لمستقبله و مستقبل أطفاله …
لكن في حالة الإقالة فالامر مختلف تماما فقد تم تقديم مصلحة الأطفال ، بحيث تنص اللائحة على إستمرار إقامة من تتم إقالته من الوظيفة لفترة 6 أشهر أو انتهاء العام الدراسي للتلاميذ ، و يتم أخذ الخيار الأبعد ، ففي حالة انتهاء العام الدراسي بعد أكثر من 6 أشهر ، يستمر الموظف المقال و أسرته في السكن حتى موعد إغلاق المدارس ، وفي حالة انتهاء العام الدراسي في أقل من شهر يستمر الموظف في السكن في المجمع حتى نهاية ال6 أشهر من استلامه قرار الإقالة ، ليتدبر أمره و يوفق أوضاع أسرته و أطفاله …
لكن للأسف فإن وكيل وزارة النفط الذي يسرح و يمرح في الوزارة بلا مساءلة يطالبهم بإخلاء المساكن فورا بواسطة المستشار القانوني ، بل وأرسل خطابات من إدارة المدرسة لأولياء أمور التلاميذ لتوفيق أوضاع أطفالهم .
كيف للوزارة أن تطالب أولياء الأمور بتوفيق أوضاع الأطفال في منتصف العام الدراسي ، ولماذا لا تطبق الوزارة اللائحة و تنتظر حتى نهاية العام الدراسي …!!!!
إذا افترضنا جدلا أحقية الوزارة في إقالة هولاء الموظفين ، فما هو ذنب أطفالهم في مراحل التعليم العام ؟؟؟ …
لن يستقيم عود الفترة الانتقالية مالم يتم تكوين المجلس التشريعي ، لأن المسئولين الجدد يتعاملون مع مؤسسات الدولة ك ضيعة لاحزابهم …
كنا نعتقد بأن التسامح مع أبناء الخصم السياسي سمة سودانية خالصة لا ترتبط بهذا التنظيم أو ذاك الحزب ، لكن التشفي حتى من التلاميذ بايقافهم من الدراسة فهذا أمر غير مقبول ابدا في مجتمعنا السوداني .
قبل فترة و في أزمة التلاميذ التايلنديين العالقين في كهف، أطلقت الحكومة التايلندية الطوارئ في كل انحاء البلاد ، و سخرت وزارة الدفاع كل إمكانياتها الفنية و اللوجستية لإنقاذ الأطفال ، فحركت السفن و ارسلت 90 غواصا لإنقاذ 12 تلميذا . و كنا نصفق لأهمية الإنسان و خاصة الأطفال في تلك البلاد .
و اليوم أيضا سيصفق البعض ثم يبحثون عن المبررات بصحة ما يقوم به وكيل وزارة النفط الذي يدمر مستقبل هؤلاء الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أن اولياءهم مختلفين فكريا عن المسئولين …
على الحكومة إيقاف العبث بمستقبل هؤلاء الصغار ، بإجبار الوزارة بسحب قرار طردهم من المدرسة و الانتظار حتى نهاية العام الدراسي الذي لم يتبقى له إلا شهور قليلة .
معظم من في الحكومة الآن تذوقوا بصورة أو بأخرى طعم ظلم الإقالة من الوظيفة العامة بدون سبب ، فلماذا يكررون نفس أخطاء و ممارسات الكيزان التي خرجنا رفضا لها ، و قدمنا لذلك عدد من الشهداء والمفقودين ، كيف نبني و نحن نمارس نفس ما فعلوه ؟. فاذا كانت الكوزنة سلوك فهل الرجال الذين قدمناهم لقيادتنا كيزان !!!!.
أوقفوا هذا العبث ، الذي لا يفعله إلا صغار النفوس . من يتعامل بهذه الرعونة لا يبني وطنا .
سالم الأمين بشير
3مارس 2021
هؤلاء الذين سرقوا الثورة ومارسوا الفصل التعسفي والتمكين في ابشع صورة تجب محاكمتهم حتي لو هربوا للخارج لابد من حماية الثزرة من ارزقية اليسار وسفهاء العلمانية حتي لو بعد حين… اتضح لنا الان ان الكيزان ملاك مقارنة مع انتهازية جماعة حمدوك