لانريد ( هرجلة) قرارات
كنت ومازلت من اكثر المؤيدين لفرض سيطرة الدولة على قطاع الصادر السوداني وعودة الشركات الحكومية التي كانت تقوم بتصدير الانتاج السوداني مثل شركة الاقطان وشركة الصمغ العربي وشركة الزيوت الى اخر الشركات التي كان لها القدح المعلى في شأن تصدير منتجاتنا وايداع حصيلة الصادر في البنك المركزي .
حتى امتدت ايادي العهد البائد الآثمة الى تلك الشركات العملاقة وعبثت بها وحولتها الى ركام حتى تمكن النافذون من سدنة النظام البائد من السيطرة على قطاع الصادر حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم حيث يعتمد الصادر على عمل ( الوراقة) الذين يجلسون تحت اشجار وزارة التجارة يحتسون الجبنة عند ( ستات الشاي) وهم يحملون في جيوبهم اختامهم واوراقهم ليقوموا بتصدير الماشية والذهب والكركدي وما خفي كان اعظم .
سعدت كثيرا عندما سمعت بقرار وزير المالية ان الدولة ستعيد سيطرتها الكاملة على تصدير الذهب واتمنى ان يجد هذا القرار حظه من التنفيذ وذلك بعيدا من ( الهرجلة) والقرارات غير المدروسة بشكل جيد . ما اسهل ان تتخذ قرارا وما اصعب ان تنفذه خاصة اذا لم يصاحب القرار دراسة كاملة لكل ما يحيط بهذا النشاط .
وغير بعيد من هذا القرار هناك ايضا قرار أخر اتخذه وزير التجارة والتموين الجديد وأعتقد انه قرار فيه الكثير من الاستعجال وهو قرار ايقاف صادر المواشي الحية على ان يتم تصدير اللحوم الجاهزة فقط . قرار في شكله العام ممتاز وهو المطلوب فعلا حتى تستفيد الدولة من مخلفات الذبيح ورفع القيمة المضافة للمنتج ولكن هل نحن مستعدون فعلا لذلك ؟ وهل نمتلك ما يكفي من السلخانات لتجهيز اللحوم وتبريدها وتغليفها بالطريقة الصحيحة ؟ كلها اسئلة ملحة تحتاج الى اجابات دقيقة . المواشي ليست كالذهب او الصمغ او الكركدي . هذه حيوانات حية لا تقبل التخزين وتحتاج الى معاملة خاصة .
وهناك تسريبات شخصيا غير متأكد من صحتها ان شركة الاتجاهات المتعددة وهي احدى شركات القوات المسلحة اعترضت على القرار بإعتبار ان لديها إلتزام وإتفاقية مسبقة لتصدير المواشي الحية لمصر . هل يعقل ان يتخذ وزير التجارة هذا القرار حتى دون الرجوع للاتفاقيات الموقعة ؟ ومهما كانت الاتفاقية مجحفة وجائرة وحتى غير اخلاقية لكن هذا لا يعني ان تتخذ الوزارة قرارا مستعجلا بهذا الشكل .
وقد لاحظت ان الاسافير كلها تتحدث عن المواشي الحية التي تصدر لمصر ويتم تصوير الشاحنات وهي متجهه شمالا وهي محملة بالابقار والخرفان ويصاحب ذلك الكثير من الكلام المسيء للعلاقات بين الدولتين ويصورون الامر وكأن هناك سرقات تتم من جانب مصر لثروات السودان !!
وبالأمس القريب اعادت السعودية باخرة سودانية محملة بالضأن ( ٩٠٠٠ رأس ) لعدم مطابقتها للمعايير المطلوبة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة هناك العشرات من البواخر تتم اعادتها شهريا من جدة لذات السبب ولم اجد الاسافير تتحدث عن ذلك . عيونهم مفتوحة فقط تجاه معبر ارقين وما يحدث في ميناء جدة او سواكن فلا بواكي عليه !!
حديثي هذا لا يعني انني اوافق على ما تم ويتم بين شركة الاتجاهات المتعددة وبين وزارة التموين المصرية ولكن فقط اشارة الى ان المشاكل لا تأتيك فقط من البوابة الشمالية ايضا نفس المشكلة وبصورة أكبر ايضا من البوابة الشرقية .
اذن على الحكومة وعلى وزارة التجارة تحديدا ان تدرس كل مشاكل الصادر السوداني وبعين حيادية بعيدا من العنتريات التي ما قتلت ذبابة وان لا تتخذ قرارات لا تستطيع تطبيقها على ارض الواقع ..نحن نريد افعال لا اقوال
كان الله في عوننا
رمزي المصري – صحيفة التحرير
كلام سليم ..يا ريت يجد آذانا صاغية