أحمد يوسف التاي يكتب: بـ «قزازة ميتة»
(1)
يُقال من حسُنَتْ بداياته حسُنَتْ نهاياته… والجواب يكفي عنوانه، والبداية الخاطئة تنبيك عن نتائج خاطئة، هكذا يقولون من وحي التجارب والانكباب على قراءة التاريخ الذي كثيراً ما يعيد نفسه… والآن إذا اسقطنا ذلك القول المأثور من أعماق التجارب نستطيع القول إن حكومة حمدوك الثانية أفضل حالاً من سابقتها فقد رأينا فيها مؤشرات بداية تصلح للتنبؤ بنتائج إيجابية تبعث الأمل في عبور آمن ومواجهة التحديات العظام وإصلاح حال العدالة المفقودة…
قرار توحيد سعر الصرف وتحفيز المغتربين أعطى حتى الآن نتائج إيجابية رغم العثرات التي تواجه تدفق العملات الأجنبية على البنوك السودانية … صحيح أن الجهاز المصرفي لم يكن على ما يبدو مستعداً لاستقبال تلك التدفقات المالية مما أعاق الفكرة وتنفيذ القرار على النحو المطلوب ، ولكن لا يعني هذا أن القرار كان خاطئاً بل العكس تماماً فقد ثبت جلياً أن القرار تأخر كثيراً …
(2)
الاهتمام الكبير بحصاد القمح واستجلاب الحاصدات والخيش وإعلان السعر التركيزي على نحو يحفز المزارعين ، والاهتمام كذلك بمشروع الجزيرة الذي كان بمثابة الحبل السري الذي يتغذى به كل السودان… كل ذلك يدخل في حسن البدايات والاستهلال الجيد للحكومة الجديدة وهذه أمور تبعث الأمل وتثلج الصدور، هذا إلى جانب التشديد على المراقبة والحراسة الشديدة للمعابر التي تنشط عبرها مافيا التهريب، بالإضافة إلى الجهود التي تصوبها وزارة الطاقة والتعدين الآن بدقة لحل أزمة الوقود وتتبعها (حلقة حلقة) كما قالت.. وكل هذه التحركات أعطت مؤشرات ونتائج جيدة حتى الآن..
(3)
ولإكمال هذه الحلقات ننصح حكومة الثورة ألا تناقض شعارات الثورة وأهدافها في تحقيق العدالة، فأما السلام قد أراه مبذولاً لمن أراد السلام، فحملة السلاح الآن هم من يحكمون وينتشرون في الوزارات ومؤسسات الدولة ولم يبق إلا من أبى ولم تكن نيته السلام بل فرض أجندته ورغباته وأيدلوجيته على الأغلبية بقوة السلاح لا السلام فهل هذا يريد سلاماً وأي سلام يتحقق بفرض أجندة وأيدلوجية الأقليات على الأغلبية… وأما الحرية فقد تحققت وزيادة..
ونقولها بكل وضوح إن الحلقة المفقودة الآن من شعارات الثورة هي تحقيق العدالة فمهما قالت لجنة التفكيك ومهما تحدثنا عن ملفات الفساد والتآمر على الثورة ومهما نبشنا الماضي والملفات السوداء لنظام الثلاثين من يونيو يصبح مجرد كلام وونسة فقط ما لم يُقدم المتهمون إلى محاكمة عادلة ليقول فيهم القضاء كلمته فلجنة التفكيك ليست هي القضاء بل هي لجنة سياسية ولها خصومة مع غرمائها ويمكن أن تفعل بهم ما تشاء وفقاً للهوى والميل وزخائم النفس.. قدموهم للمحاكم وإلا فأفرغوا السجون والمعتقلات من السجناء والمحبوسين…
(4)
الناظر اليوم بتجرد وموضوعية إلى شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) يدرك بوضوح تام أن العدالة اليوم هي الحلقة الأضعف، وهل كُنا ننقم من نظام المؤتمر الوطني إلا أنه يفعل هذا ؟ فما البأس في استصدار أحكام قضائية تصادر وتحجز وتفعل ما لا يخالف قيم العدل ومبادئ العدالة فهل كان القاضي سيهدد المتهمين بعبارة :(ستفتح بيوت للبكاء في الايام القادمة)، هذه عبارة تذهب بهيبة الدولة والقضاء، ووقار رجل الدولة وتذبح العدالة بـ «قزازة ميتة».…. اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
الأخ / التاى .. السلام عليكم و رحمة الله ..
بالنسبة للتدفقات النقدية من الخارج و خاصة تحويلات المغتربين .. فعلا البنوك السودانية طال امدها التعامل مع المراسلين بالخارج ..
و علمت أن البنوك السعودية متخوفة فى الإنخراط فى التحويلات لانها لم تستلم رسميا رفع الحظر غن التحويلات المصرفية للسودان و إنها تتخوف من العقوبات الأمريكية . فأتمنى أن تسهم زيارة رئيس الوزراء و برفقته محافظ بنك السودان لتحريك ملف المعاملات المصرفية.
خاصة وأن محافظ بنك السودان كان معارا من بنك السودان إلى الصندوق السعودى للتنمية و معه مجموعة كبيرة من بنك السودان بالرقم من أن معظمهم بالمعاش . فانصح رئيس الوزراء بتبنى مجلس استشارى مصرفى للإستفادة منهم فى هذا الملف المهم بعيدا من المحاصصة السياسية..