اتفاقية جوبا ( قديتونا بيها قد )
كنت ومازلت في موقفي السابق ان اتفاقية جوبا لن تنجح في نزع فتيل الازمة السودانية وهي اتفاقية مليئة بالثقوب والتشوهات وبها ظلم كبير لباقي ولايات السودان وكأن السودان كله شرقا وجنوبه وشماله عليهم الانصياع الكامل لتطلعات ورغبات قادة الحركات الدارفورية المسلحة ولن اقول حركات الكفاح المسلح كما يسمونهم .
لان الثورة قامت ونجحت بالكفاح السلمي وليس بالكفاح المسلح مهما ادعى اهل البطولات الكاذبة بانهم هم من أزاحوا كابوس الانقاذ من صدر السودان .
مثلا لا يستطيع عقلي ان يستوعب ان يتم منح طلاب دارفور ٦٥ % من مقاعد الجامعات السودانية ( ٥٠% في جامعات دارفور + ١٥ % في جامعات السودان الاخرى ) بدون اي منطق يسند هذا العطاء الغير مستحق . تخيلوا معي ان مائة طلاب مثلا لو تم قبولهم في الجامعات السودانية يجب ان يكون ٦٥ طالب منهم من دارفور !!! وعلى طلاب بقية الولايات بما فيها ولايات الهامش كما يسمونهم ان ( يشربوا من البحر ) حتى اصبحنا في زمن يتم فيه الحصول على الشهادة الجامعية اما عن طريق المال او السلاح .
اما الذين يمتلكون العقول والكفاءة العلمية المستحقة من ابناء العمال والمزارعين والغلابا عليهم البحث عن وطن آخر غير هذا الوطن وقطعا سيجدون من يتلقفهم لانهم المستقبل الواعد لاي دولة تفكر في التخطيط للمستقبل .
وكلما تنتقد او تتحدث يصفونك بالعنصري واصبحت العنصرية هي التجارة الرائجة عندهم الآن . وعليك ان تصمت وتقبل بكلما يأتيك من إتفاقية جوبا وإلا فانت عنصري وانت من النخب النيلية المتحكمة في السودان وانت ثورة مضادة وانت ضد السلام.
مثلا دعونا نسأل عن سر تدفق قوات الحركات المسلحة الى داخل الخرطوم بهذا الكثافة وحجتهم في ذلك ، ان ذلك من ضمن الترتيبات الامنية المتفق عليها في إتفاقية جوبا .
هل إتفاقية جوبا سمحت لهذه القوات الدخول للخرطوم بكامل سلاحها وعتادها وممارسة الغطرسة في بعض المواقع مثل إحتلالهم لمباني اللجنة الاولمبية الدولية ( زندية وحمار عين ) ساحة الحرية والحديقة الدولية …. الخ هل هذه هي إتفاقية جوبا ؟؟
عليكم جميعا مراجعة بنود الاتفاقية الامنية وقراءة بنودها بكل دقة . هذه القوات من المفترض ان تدمج مع القوات المسلحة وعلى مراحل ومدة زمنية طويلة تمتد لما بعد انتهاء الفترة الانتقالية . الدمج الكامل سيأخذ وقتا طويلا يمتد لسنوات ( نهاية الدمج الكامل بعد اربع اشهر من انتهاء الفترة الانتقالية ) وفي رأيي الشخصي ان استمرار عملية الدمج الكامل حتى بعد انتهاء الفترة الانتقالية تم وضع هذا البند بخبث شديد من قادة الحركات المسلحة .ولا احتاج ان اشرح لكم لماذا هذا الاصرار ان تستمر عمليات الدمج لما بعد انتهاء الفترة الانتقالية . المعنى واضح ولا يحتاج الى اي عصف ذهني للفهم والاستيعاب !!!
وطالما ان الدمج سيأخذ كل هذا الوقت فما هو المبرر لدخول هذه القوات الى داخل الخرطوم وبكامل الاسلحة والعتاد من الآن ؟.. وللاسف الشديد اتفاقية جوبا اغفلت نقطة غاية في الخطورة وهي انها لم تحدد مراكز محددة خارج المدن الرئيسية لتجميع هذه القوات ومن ثم البدأ في عمليات الدمج والتسريح ولكن ان يترك الامر هكذا ( سداح مداح ) وان يحدد كل قائد ( بمزاجه) الموقع الذي ستتمركز فيه قواته سواء في الحديقة الدولية او اللجنة الاولمبية او ساحة الحرية اذا كان الوضع كذلك فليس من المستبعد ان يتم اخراجنا من منازلنا عنوة وتسليمها لهذه القوات لتسكن فيها ، ما اقوله ليست مبالغة ولكن ان يترك أمر هذه القوات بهذه العشوائية لهو خطر كبير وقنبلة موقوته قد تنفجر في اي لحظة في وجه الجميع .
وانا اكتب هذا المقال وردتني معلومة ان رئيس مجلس السيادة تدخل شخصيا واصدر أمرا بإخراج قوات حركة مناوي من اللجنة الاولمبية وتسكينهم في معسكر يتبع للقوات المسلحة في منطقة السليت شمال الخرطوم . اذا صحت هذه المعلومة فلا استبعد ان تأتي قوات اخرى وتحتل اي منطقة حساسة داخل الخرطوم حتى يتم الضغط على الحكومة لايجاد مأوى لقواتهم . هل يعقل هذا ؟؟!!!
رسالتي للكل .. نحن مازلنا في المنطقة الآمنة ولكن المنطقة التي نقف فيها هي منطقة شديدة الهشاشة وقد تنهار في اي لحظة . فقط اذا تهور اي فرد من هذه القوات واستخدم سلاحه لاي سبب تافه فقد يقلب الموازين كلها ويقلب الطاولة على الجميع . اقل تقدير ان يتم تجريد هذه القوات من اسلحتها ولو مؤقتا ريثما يتم تأمين مواقع تجميع محددة لهم .
الأمر جد خطير وهذه ( السبهللية ) التي تتعامل بها الحكومة مع هذا الامر يدعونا للقلق الشديد ليس على اتفاقية جوبا ولكن على السودان كله
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد
وكان الله في عوننا
صحيفة التحرير
اتفاقية جوبا اتفاقية مخلة ومجحفة وفيها ظلم لكل السودان، وقد تم تسميم جمال عمر الذي رفض أن تتم الاتفاقية بهذه الصورة الظالمة ولم يقبل بشروط حركات التمرد فتم تسميمه ومن ثم قتله ، أتحدى الدولة أن تنشر التحقيق في مقتله ، ثم هل المواطن في الجزيرة أو الخرطوم أو في الشرق أو في الشمال أو في الجنوب الحالي للسودان هو من سعر الحرب في دارفور وكان وقودها، الحرب قام بها الترابي بتحريش الزغاوة ومناهم بحكم السودان وقيام دولة الزغاوة الكبرى بالتعاون مع تشاد وذلك انتقاماً من البشير وتلاميذه على عثمان وأصحابه الذين طردوه من السلطة والحكم فاصبح من رجل يتحكم في كل قرارات البلد إلى مسجون في كوبر ، فحقد على كل البلد وود لو يولع فيها حريقة كبيرة فأشعل الحرب في دارفور وأصدر الكتاب الأسود
أما هؤلاء ليس حركات تحرر بل حركات عنصرية تمت تم تجنيدها من قبل جهات معروفة لتخريب السودان، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فالحرب الأهلية اللبنانية على الأبواب والخرطوم ستكون راوندا أفريقيا الجديدة،