سليمان الماحي يكتب: السكاكين المغروسة في الأجسام
سليمان الماحي
يوما بعد يوم يتأكد لنا أن المجتمع ينجرف بسرعة ليكون القتل فيه بغرس السكين في الأجسام أسلوبا يمكنهم من الوصول لأهدافهم الاجرامية وفقا للجرائم التي تنبيء بها مواقع التواصل الاجتماعي حيث عصابات تستخدم السلاح الأبيض لزهق أرواح الناس في عقر ديارهم ومقار أعمالهم وحتى أثناء سيرهم على الطرقات واللافت أن تلك الجرائم لا تقتصر على العاصمة المثلثة وإنما أيضا خارجها وترسم تلك الجرائم حالة من الخوف والرعب واشاعة عدم الاطمئنان .
ومن واقع حيثيات الجرائم بالسكاكين يتضح ان عملية تنفيذها طابعها الاحترافية والانتقام الذي يتجاوز كثيرا مفهوم الرغبة في السرقة خصوصا عندما يتعرض المجني عليهم لأسوأ أساليب التعذيب بدءا من التقييد والتكميم والخنق ثم القتل طعنا بالسواطير والسكاكين وضربا بالسيخ وذلك هو العنوان الأبرز لجميع الجرائم التي وقعت مؤخرا . والسؤال الذي نبحث عن الاجابة ما إذا كانت تلك الجرائم تقف وراءها شبكة اجرامية متمرسة تتولى عملية التخطيط والإشراف وتزويد العناصر الإجرامية المنفذة بأدوات القتل وتقديم المعلومات التي تقود لاصطياد الضحايا ؟.
وبالنسبة للكثيرين فلم يكن مفاجئا تحول تلك الجرائم إلى قضايا ساخنة تشغل الرأي العام السوداني وأيضا غير السوداني بل شكلت مصدر هلع ورعب وغضب شديد عبر عنه الناس بالمظاهرات والتجمعات وما صاحب ذلك من إغلاق الطرق والكباري وحرق الاطارات ونتذكر هنا جريمة مقتل طالب المختبرات في جامعة أم درمان الإسلامية التي حدثت أثناء مغادرته مبنى الداخلية حيث يقيم متجها إلى قاعة الدراسة ليواجه في وضح النهار اعتداء مباغتا شرسا من قبل مجموعة اجرامية من راكبي الدراجات النارية فاستبسل في مقاومتهم بشراسة ونجح في منعهم من الاستيلاء على هاتفه قبل أن يسددوا له طعنات بالأسلحة البيضاء التي كانت بحوزتهم ليلقى حتفه حالا.
وقبل أن يكفكف الناس أحزانهم على الطالب الجامعي شهدت ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة جريمة قتل بشعة هزت المجتمع بأسره وكان الضحية دكتور صلاح الأمين ( 70 عاما ) العائد للتو من الاغتراب في اليونان وتفصيلا كان المجني عليه واقفا على قارعة الطريق انتظارا لمركبة تقله إلى مدينة حنتوب بغية السلام على أقرباء له لكن بدلا من ذلك توقفت عربة ترجل عنها أشخاص بالقرب منه وأمطروه بوابل من الأسئلة وعندما لم يجدوا الإجابة التي تحقق رغباتهم سعوا لأخذ هاتفه الموبايل منه ولكنه رفض الأذعان لطلبهم فدخلوا معه في معركة دافع خلالها باستماتة عن نفسه مما اضطرهم لضربه بالة حادة على رأسه أثرت على قلبه و تسببت لاحقا في وفاته .
ولا يتوقف مسلسل جرائم الطعن بالسكاكين ففي طلمبة لتوزيع وقود السيارات في أم درمان هاجم نفر من الرجال مسؤول الطلمبة أثناء وجوده في مكتبه ووفقا لتفاصيل الجريمة البشعة فقد دخلوا عليه نهارا وهم يتأبطون السالكين والسواطير والحبال وقيدوه من رجليه ويديه وحشوا فمه بما يمنعه من الاستغاثة ثم أخذوا يسددون له الطنعات وقبل المغادرة فتحوا الخزانة واستولوا على الإيراد اليومي من النقود والمثير حقا فان هذه الجريمة النكراء وقعت نهارا جهارا بينما كان الناس يتحركون في الطلمبة وفي كل اتجاه وأيضا يفترض تواجد الحراسة الأمنية .
ومن نيالا تأتي الأخبار بما يرعب النفوس فقد لقيت فتاة حتفها بثلاث طعنات سددها لها حارس الحمامات من سكين يحتفظ بها عقابا على عدم تمكنها من دفع 30 جنيه رسوم دخول الحمامات لقضاء الحاجة ويروى عنها قبل قتلها اعتذارها له عن عدم توفر المبلغ لديها .
و في الجنينة يكون السلاح الأبيض حاضرا فجرا وتحديدا في داخلية ( حي النسيم ) عندما داهم ثلاثة أشخاص الطالبات المقيمات في الداخلية مع ساعات الفجر الأولى وهددوهن بالسكاكين لتسليم هواتفهن غير ان مجموعة من الطلاب تمكنوا من التصدي للأشخاص بقوة ووقفوا في وجههم بشجاعة وحالوا دون وصولهم إلى زميلاتهم الطالبات وبذلك منعوا وقوع كارثة لا تحمد عقباها وموقف بطولي رائع يسجل للطلاب في ( سي في ) مسيرة حياتهم .
وفي حي من أحياء مدينة أم درمان تعرضت أم كانت تسير مشيا على الأقدام بصحبة طفلتها نهارا صوب صيدلية لموقف لا تحسد عليه حيث توقفت دراجة نارية على متنها شخصان بالقرب من الطفلة التي كانت تسير خلف أمها ثم ترجل أحدهما عن الدراجة ولدى محاولته الامساك بها صرخت الطفلة مما أثار انتباه الأم فجرت نحوها وانقذتها من راكب الدراجة بعد عراك أسفر عن أصابة الأم في رأسها بالسلاح الأبيض ولكن الأسوأ بالنسبة للأم هو وقوف الناس وبخاصة الرجال في المحال التجارية يتفرجون على ما يجري أمام عيونهم من عراك مع الرجل من غير أن يبادروا لنجدتها قائلة أن السلاح الأبيض لم يقتل الناس فحسب بل قتل المروءة التي كانت يوما من صميم المجتمع السوداني .
وقبل ذلك عثرت الشرطة على جثة رجل في غابة السنط تبين أنه تعرض للطعن بالسكين .
والمطلوب في ضوء جرائم القتل بالسلاح الأبيض تكثيف الجهود الأمنية في العاصمة وخارجها والبحث جيدا عن أسبابها ثم اتخاذ الإجراءات الكفيلة للكشف عن مرتكبيها ومراقبتهم وضبطهم ويكون ضروريا قبل ذلك اتخاذ الإجراءات الوقائية الصارمة التي تضمن عدم وقوعها لأن استمرارها يتهدد أمن المجتمع ويشيع الرعب في الناس .
صحيفة الانتباهة
عندما يصرح مسئولي آخر زمن أن الخرطوم مامسجلة بإسم زول..ومدير الشرطة يطالب بحصانة مطلفة مقابل بترها.طبيعي ينشط المجرمين لأن هذا قد يفهم في سياق أنا مابفسر وإنت ماتقصر..!