يوسف السندي يكتب ٦ أبريل مواكب الكيزان والشيوعيين ..
ينتظر تيار المعارضة للحكومة الانتقالية بقيادة الكيزان والشيوعيين ذكري انتفاضة أبريل المجيدة من أجل حشد الشارع ضد الحكومة الانتقالية، حيث يستثمر الكيزان في الظروف الاقتصادية الخانقة بينما يلعب الشيوعيون على وتر الشهداء والقصاص والعدالة، ورغم أن المعسكرين المعارضين لا يتمتعان بالقبول الجماهيري الا ان الظروف الراهنة ليست مثالية للحكومة الانتقالية فهناك جوانب متعددة فشلت فيها الحكومة الانتقالية وفقدت من خلالها تعاطف الشارع وتماسكه ووحدته خلفها، وعلى رأس ذلك الأزمات الحياتية الخانقة في الخبز والوقود والكهرباء والغلاء.
لذلك ليس مستبعدا ان تخرج الشوارع ضد حكومة حمدوك والبرهان، خاصة بعد خطوة البرهان الأخيرة بالتوقيع على فصل الدين عن الدولة مع الحركة الشعبية، مما هز من مكانة الجيش في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن، حيث كان هناك احترام للمؤسسة العسكرية كمؤسسة قومية تحفظ التوازن وتحمي هوية الامة في ظل الانتقال نحو الديمقراطية، ولكن مجري الأحداث يثبت يوما بعد يوم ان الجيش غاص عميقا في السياسة وأصبح لاعبا سياسيا فعليا، وهذه أزمة سوف تلقى بظلالها على مستقبل الجيش وعلى مستقبل البلاد السياسي برمته.
قد تحاول الحكومة الانتقالية استباق مواكب ٦ أبريل بإغلاق الخرطوم نتيجة لتفشي وباء كرونا، أو قد تستبقه بإعلان خطوات متقدمة في تكوين المجلس التشريعي او في تحقيقات فض الاعتصام او في محاسبة البشير وترحيله للجنائية، وقد تفلح بذلك في تنفيس الحشود ولكنها تظل مجرد مسكنات مؤقتة وسرعان ما سيعود الوضع إلى ما كان عليه، لذلك مهم ان تعالج الحكومة الأزمات الاقتصادية بالسرعة المطلوبة، ويكون جيدا لو استثمرت الحكومة اموال المنحة المتوقعة من البنك الدولي في تنشيط مشاريع الإنتاج وتطوير البنية التحتية مثل مشاريع الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن والصناعات التحويلية والكهرباء والطرق والصحة والتعليم، فالإنتاج والانتعاش الاقتصادي هو وحده من سيعبر بالحكومة الانتقالية.
في غياب الحلول الاقتصادية فان اكبر عامل قد يقود إلى فشل مواكب ٦ أبريل ضد حكومة حمدوك هو وجود الكيزان والشيوعيين معا في قيادتها، ومن عجب أن الاثنين يتهمان الحكومة الانتقالية بالتفريط في السيادة الوطنية! وهو اتهام غريب، فالحزب الشيوعي مثلا يرفض التدخل الدولي بينما يعلن بنفسه مرارا وتكرارا عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك عن برامج واحتفالات الأحزاب الشيوعية من حول العالم!! هل هناك خلل منهجي أكبر من هذا؟ يرفضون للحكومة الانتقالية العلاقات الدولية مع البنك الدولي ويقيمون علاقات حزبية عابرة للحدود مع أحزاب شيوعية حول العالم!! وهذا قد يعرض أسرار البلاد العليا للخطر وقد يقود إلى تسربها إلى الاحزاب الشيوعية العالمية!! اما الكيزان فقد كانوا يعقدون اجتماعاتهم ليل نهار مع الحركات الإسلامية من حول العالم ولا احد يدري كم من الأسرار العليا للدولة تم تمريرها عبر كيزان السودان إلى التنظيم العالمي للاخوان المسلمين. الأحزاب التي تحمل فكرة لا تنتمي لهذا الوطن فكرة عابرة للحدود، الأحزاب الغريبة عن تراث وثقافة وطبيعية هذا الوطن واهله، الأحزاب ذات الثقافة الوافدة والأفكار المعلبة المستوردة، لا يجب ان تتهم غيرها بالتفريط في السيادة الوطنية.
صحيفة السوداني
اوعى تكون قاصد بالاحزاب التي تشبه السودان تلك الاحزاب التي أهدت سيف الامام المهدي لملكة بريطانيا فكتوريا
في فرق بين الثورة المهدية و حزب الامة و اذا كان انصار الاحزاب الطائفية يضعون شماعة الكيزان و الشيوعيين في فشل الديمقراطية الثانية و الثالثة رغم انهم هم كانوا الاغلبية
فما هو شماعة فشل الديمقراطية الاولى؟
الوقت داك لا في كيزان و لا شيوعيين في الخارطة السياسية