حوارات ولقاءات

القيادي بتجمّع المهنيين ناجي الأصم : 6 أبريل كان يوماً تاريخياً وأُحيط بكثير من المخاوف

حديقة الشهداء كانت مقترحاً للاعتصام والقيادة العامة لم تكن مقترحاً في البداية


نحن جزء من هذه الحكومة ولا يمكن أن ننادي بإسقاطها

لسنا ضد العسكريين بل نحترم المؤسسة العسكرية السودانية

وجود الثوار في شهر رمضان كان أكبر تحديات الثورة

تجمع المهنيين كان واثقاً من قدرة الشعب السوداني لإسقاط النظام

 

وجاء العام الثالث للثورة السودانية، ويعد شهر أبريل الشهر التاريخي لعمر الثورة، وهو من أميز الشهور التي أصبح لها مكان خاص لكل الشعب السوداني، خلال العامين الماضين، ظل الشارع السوداني يراقب التطورات التي حدثت ما بعد سقوط نظام الإنقاذ، وظل متمسكًا بأهداف ثورته المجيدة التي جاءت تحت شعار (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)، وظهرت خلال الثورة عدة تحالفات، وكان تحالف تجمع المهنيين السودانيين هو سيد المشهد. التقت الصيحة بالقيادي البارز بالتجمع د. محمد ناجي الاصم في هذه المساحة:

*من أين جاءت فكرة الاعتصام بالقيادة؟

فكرة الاعتصام هي فكرة قديمة أساسًا، من وقت تنظيمنا للمظاهرات فكرنا في فكرة الاعتصام مجرد وصولنا إلى ذروة معينة بالاتفاق مع لجنة الميدان.

*هل وضعتم تصور الاعتصام؟

نعم، كلفنا لجنة الميدان لوضع تصور لفكرة الاعتصام وتنفيذها .

*كيف كُوّنت لجنة الميدان؟

لجنة الميدان تم تشكيلها قبل موكب ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨ تم تشكيل مندوب من كل جسم من أجسام التجمع وقتها كان عدد أجسام التجمع سبعة، وهي لجنة المعلمين ولجنة الأطباء ولجنة البياطرة، وشبكة الصحفيين وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى مناديب من ثلاثة أحزاب هي المؤتمر السوداني، الحزب الشيوعي، والتجمع الاتحادي، هم من قاموا بتشكيل لجنة الميدان وتنظيم الموكب الأول .

*ماهي احترازات أول موكب؟

وضعت لجنة الميدان خطوط السير وخروج المواطنين من الأحياء بخطوط وجداول معينة، تم توفير الكمامات والأتيام الإسعافية، بعد ذلك تطورت وكونت اللجان الكبيرة وهي تكوين لجان مقاومة بكل ولايات السودان .

*من أين بدأ النقاش بعد نجاح المواكب؟

بدأ من استقرار المواكب والتزام المواطنين بالخروج الى المواكب من الأحياء المختلفة، وكان تصورنا أن المظاهرات ستستمر فترة طويلة، فكان لابد من وضع مكان الاعتصام.

*هل ناقشتم موضوع الاعتصام بالقيادة أم كانت هنالك أماكن أخرى؟

لا، من الأشياء التي أتذكرها كانت حديقة الشهداء بالخرطوم أمام القصر الجمهوري، القيادة العامة ليست من الاقتراحات في البداية إلى أن تم اعتقالي.

*متى تم اعتقالك وهل كنت متوقعاً؟

تم اعتقالي في الرابع من يناير ٢٠١٩ بواسطة فرقة من جهاز الأمن، مكونة من سيارات وعساكر وضباط، وتم اقتحام الشقة وكسر الباب.

*من أين جاءت فكرة لجان المقاومة وما هو أول حي كون لجان مقاومة؟

فكرة لجان المقاومة قديمة في تاريخ النضال لم يأت بها تجمع المهنيين، كانت تنادي بها أحزاب سياسية كثيرة وحقيقة كان هنالك جزء من اللجان موجود مما بدأت الثورة وكانت بشكل منظم في الأحياء، وأيضًا هنالك لجان لديها حراك ظاهر مثل لجان مقاومة بري، لكن عندما جاء تجمع المهنيين السودانيين ولجنة الميدان خلق صلات ما بين اللجان، وساهم بصورة أساسية بعدد كبير من لجان المقاومة، وبعد ذلك تم وضع منشورات للتجمع يصف فيها كيف يتم التحرك، لكن الدور الأكبر في تجمع اللجان كان للجنة الميدان .

*نفهم من ذلك أن تجمع المهنيين كان له الدور الفعال رغم عدم ظهوره قبل الاعتصام؟

نعم، لأن الظهور لا يخدم التجمع، ولأن تجمع المهنيين كان واثقاً جدا من أنه مستهدف وسهل جداً اعتقال القيادات ومعروف أن الاعتقال يؤدي إلى ضعف الحراك، وضعف التنظيم إذا تم اعتقال عدد كبير من القيادة يمكن أن ينتهي الجسم بالكامل، وقد تم اتخاذ قرارات من قبل بأن يتم ظهور أشخاص محددين باسم التجمع وبقية العضوية تكون غير ظاهرة، وتم عمل مستويات تنظيمية داخل التجمع سكرتارية، وسكرتارية بديلة، وعمليات تنظيم لمقاومة الاعتقالات للحفاظ على استمرار تجمع المهنيين في الحراك كي لا يتوقف.

*بعد الوصول إلى القيادة ما هي أبرز التحديات التي واجهت تجمع المهنيين في استمرار الاعتصام؟

حقيقة التحديات أمامنا كانت كبيرة جداً، أهمها الحفاظ على الاعتصام نفسه، كانت هنالك أطراف كثيرة جدًا تحاول أن تخلق الفوضى داخل ساحة الاعتصام، ونشر المعلومات الخاطئة والسالبة عن الاعتصام وتشويه الحراك الجماهيري، كان همنا ضبط الخطاب داخل الساحة، وفي فترة من الفترات كان الاعتصام نفسه تحدياً، وهناك أطراف ومنها المجلس العسكري كان يعول على أنه بعد دخول رمضان الاعتصام “حيتفرتق”، وهذا كان أكبر تحدٍّ بالنسبة لنا .

*كيف تداركتم تحدي وجود الثوار في شهر رمضان؟

بمساهمة السودانيين في الخارج، لأنها كانت بصورة غير متوقعة، وكانت داعمة جداً للحراك داخل ساحة الاعتصام وبتوفير حاجيات المعتصمين، وثانياً دور لجنة الميدان ولجان المقاومة في ضبط الدخول والخروج .

*هل قدمت دعوات لدول الخارج من قبل تجمع المهنيين في وقت الاعتصام؟

لا يوجد أي نوع من أنوع هذه الدعوات.

*ماذا عن يوم ٦ أبريل؟

٦ أبريل هو يوماً تاريخياً وكان به الكثير من المخاوف، لأن كل الشوارع كانت محاطة بالعسكر سواء كان من الجيش، الشرطة أو جهاز الأمن القمعي وغيره، خاصة وأن عدداً كبيراً من قيادات الحراك كانت بالمعتقل.

*هل تجمع المهنيين كان واثقاً من إسقاط النظام البائد في أبريل تحديداً؟

تجمع المهنيين كان واثقاً من قدرة الشعب السوداني على مواصلة الحراك الجماهيري، وأنه سيصمد في وجه النظام وأجهزته الأمنية، لكن بالتأكيد كان في بعض اللحظات وخاصة نحن في المعتقل خوف من تراجع الحراك الجماهيري، وكانت هنالك لحظات صعود وهبوط دائماً، لكن في النهاية الشعب السوداني أثبت قدرته الكافية للوقوف مع الثورة وإسقاط النظام، وحتى بعد السقوط ووقت التفاوض أيضا استمر التظاهر فترة طويلة وكبيرة إلى أن حققنا الانتصار .

*رغم بروز تحالف تجمع المهنيين في ساحة الاعتصام جاء تحالف الحرية والتغيير وأصبح حاضنة سياسية؟

تجمع المهنيين هو من صاغ مسودة الحرية والتغيير منذ شهر ديسمبر ٢٠١٩ وقام بتوزيعها ومشاركتها لكل الكتل السياسية بما فيها الحركات المسلحة من أجل مراجعة وثيقة الإعلان والاتفاق على مبادئ أساسية للثورة، وكان في رأينا أن الحراك الجماعي فقط من غير ورقة أو مسودة لن يحقق للبرنامج أهدافاً أساسية ولا يساهم بصورة فعالة في توحيد الجماهير من أجل القيادة بصورة جماعية لإلزام كل القوى السياسية في إطار واحد، وفي نفس الوقت كنا ننظر إلي تجارب قريبة سابقة منا ننظر إلى ضحاياها.

*من الذي كوّن إعلان الحرية والتغيير؟

كانت هنالك وجهتان، جهة معارضة، وأخرى تنادي بإسقاط النظام فقط من غير أي احتمالات، وكان هنالك جزء من المعارضة يتحدث عن إمكانية الحوار والاتفاق حول خارطة الطريق، وهذا هو سبب الانقسام الأساسي ما بين قوى المعارضة التي كانت في دواخلها متنازعة وبينها خصومة، وتجمع المهنيين ساهم في الجلوس مع الطرفين في مكان واحد للاتفاق على العمل مع بعض من أجل إسقاط النظام للوصول إلى الديمقراطية في السودان وإعلان الحرية والتغيير نفسه اعتمد على إعلان الحرية والكرامة، وهي وثيقة صدرت في بداية ٢٠١٨من مبادرة حراك كانت لنا بها علاقة .

*هل كانت هنالك رؤية للحكومة الانتقالية من قبل التجمع؟

طبعاً هنالك رؤية مستندة على إعلان الحرية والتغيير نفسه لأنه هو من كان يحدد مهام الفترة الانتقالية بصورة واضحة وكان يقترح لها زمناً محدداً ووضع أولوياته بصورة محددة، وأيضًا مراجعة كل الخطابات التي تم وضعها في المعارضة سابقاً ساعد في ذلك إعلان الحرية والتغيير وكيفية عمله.

بعد السقوط اتجهت الحرية والتغيير إلى التفاوض مع العسكر هل كان لها برنامج محدد للتفاوض؟

نعم، من أول يوم بالتفاوض دخلت الحرية والتغيير بورقة موحدة بها مطلوبات الحرية والتغيير للفترة للانتقالية ومهام كل مستوياتها .

*هل تجمع المهنيين راضٍ عن تفاوض الحرية والتغيير مع العسكر في ذلك الوقت؟

نعم، وافقنا على التفاوض وسمّى مفاوضيه بصورة سريعة لكن بشروط الثورة بناء على ما تم الاتفاق بإعلان المبادئ.

*ماذا عن انشقاق التجمع وهل هنالك مستفيد من الانشقاق؟

نحن تحدثنا كثيراً عن الانشقاق جزء منه تنظيمي وبعضه سياسي، وزملاؤنا في التجمع فات عليهم الاتفاق فحاولوا تمرير قرارات غير متوافق عليها وأنها لا تلبي موقف التوافق داخل أعضاء التجمع والأنظمة التنظيمية نفسها، فانفجرت في الاجتماع بصورة كبيرة لكن لها جذورها وهي محاولة تيار حزبي محدد حاول أن يسيطر على التجمع ويستخدم التجمع في خدمة أفكاره السياسية، ونحن لم نوافق على ذلك، والآن الخلاف أصبحت له أبعاد سياسية واضحة، بين المجموعتين وفي نظرة تجمع المهنيين للفترة الإنتقالية وتعامل التجمع معها، نحن نعتقد أنها فرصة كبيرة للسلطة الانتقالية والهياكل المشكلة بناء على الاتفاق السياسي، أن يحققوا تحولاً ديمقراطياً حقيقياً في السودان، ويحققوا أهداف الثورة، وأصبح من الواضح أن المجموعة الثانية ترى عكس ذلك، وهي تعتقد أن السلطة الانتقالية بوضعها الحالي ليست لديها المقدرة لتحقيق أهداف الثورة وإنجاز التحول الديمقراطي، وهذا أصبح خلافاً سياسياً محورياً بين المجموعتين، وإذا لم نصل فيه لاتفاق يكون من الصعب الحديث عن تجمع المهنيين كجسم واحد. ونحن ما نزال في الحرية والتغيير كتجمع مهنيين وداعمين للسلطة الانتقالية ومشاركين في مؤسسات الحرية والتغيير بينما المجموعة الأخرى رفضت الحرية والتغيير، وهي أصبحت أقرب لصف المعارضة، ونحن ليس لدينا مانع من أن تكون هناك وحدة لتجمع المهنيين ودعونا لكثير من المكاشفات ولم تتم الاستجابة لها من الطرف الآخر.

*هل أنتم مع وحدة التجمع؟

نعم، وتحدثتا كثيراً عن الوحدة، لكن هذا يتطلب أن يتم الاتفاق على وجهة سياسية يخدمها التجمع ويدعمها وتعمل هيكلة تنظيمية جادة لهيكلة التجمع ونثبت فكرة أنه جسم تحالف المهنيين هو تحالف في نفس الوقت مستقل يجمع المهنيين ولازم تتم الإجابة على صورة متوافق عليها، نحن نرى أن تجمع المهنيين هو جسم رقابي مهني بموازين.

*ماذا تقصد بموازين؟

بمعنى أنها مهنية غير رسمية لم تُدر من قبل الدولة جاءت لظروف العنف الذي كان يمارسه النظام السابق اليوم هذا العنف وصل إلى النهاية، ونحن الآان نسير على بناء نقابي ديمقراطي في السودان وفي نفس الوقت نريد أن نحافظ على التحالف النقابي بأي اسم يساعد في الاستقرار والتنمية ويقرب وجهات النظر بين كل القوى السياسية وهذا هو الدور المهم ويجب أن يستمر.

*هل هناك تنافر بين العسكريين والمدنيين أثر على أداء الحكومة؟

صحيح، العلاقة بين العسكر والمدنيين دائماً في تجاذبات، ولا نصل لمرحلة اتفاق تام، وبالتأكيد هذه التجاذبات قد تؤثر على أداء الحكومة، والشراكة بين العسكر والمدنيين ليست شراكة مفتوحة، وإنما مبنية على شروط حددها الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية، ولابد أن يكون التجاذب مبنياً على هذه الشروط ويجب أن تُحترم هذه الشروط، ونأمل من خلالها تحقيق الديمقراطية والحكومة ليست لها علاقة مباشرة مع العسكريين، وهي جهاز تنفيذي ورئيسها د. عبد الله حمدوك، والعسكريون ليست لديهم سلطة عليها، وكان هناك تدخل في ملفات من قبل المؤسسة العسكرية ونحن في الآلية عملنا على ملف جهاز تنظيم الاتصالات والبريد، خلال الفترة الماضية كان تابعاً للمجلس السيادي ومنذ أبريل 2019 قام المجلس العسكري بالسيطرة على جهاز تنظيم البريد، وظل الوضع كما هو حتى التشكيل الأخير للحكومة ونحن عملنا على أن هذا الجهاز مدني ولا يجب أن يكون للعسكريين به علاقة، ونحن نعمل على أن يكون هناك تحول مدني في كل المؤسسات لأنه هدف الانتقال، وأن الحكومة المنتخبة القادمة حكومة ديمقراطية كاملة الدسم وتكون فيها مؤسسة عسكرية منضبطة وتحترم النظام الديمقراطي.

* لماذا أنتم ضد العسكريين وبعض منكم يقول إنهم من حموا لثورة؟

نحن لسنا ضد العسكريين بل نحترم المؤسسة العسكرية السودانية، ونفتكر أن القوات المسلحة دورها الأساسي هو الدفاع عن حدود البلاد والسيادة الوطنية والأراضي والمواطنين وأي جهة تحاول إدخال المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي هي خصم على المؤسسة العسكرية نفسها وخصم على استقرار السودان، والتجربة السودانية منذ الاستقلال حتى الآن هي تجربة استغلال المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي من قبل مؤسسات حزبية مختلفة، كحزب الأمة في العام 1958 وتسليم السلطة لعبود والأحزاب اليسارية وانقلاب نميري، وانقلاب الجبهة الإسلامية، وكل هذه الانقلابات هناك مؤسسة حاولت بصورة أو بأخرى إدخال المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي للوصول للسلطة، وهذه التجربة الطويلة من المفترض أن تستفيد المؤسسة العسكرية منها ونحن كسودانيين نستفيد منها لأنه خطأ لا يمكن أن يُكرر، وفقدنا أراضي سودانية كثيرة كحلايب والفشقة وغيرها، وفشلنا في تحقيق أي استقرار في السودان، وظللنا في دوامة الحروب الأهلية والمؤسسة العسكرية لها أدوارها التي يجب أن تقوم بها، كما يجب أن تكون بعيدة عن الصراع السياسي، وعلى الأحزاب السياسية العمل على المراجعة والنقد الذاتي لتجربتها، خاصة الأحزاب السياسية التي كانت تقوم بعمل تنظيمي داخل المؤسسات العسكرية، لأن بعض الأحزاب كانت تصنع خلايا داخل الجيش، وعلى هذه الأحزاب ألا تمارس سياسة، لأنها قامت بأخطاء لا تغتفر، وهناك بعض الدول القوات المسلحة فيها لا تشارك حتى في الانتخابات لكي لا تدخل في صراع سياسي، ويجب أن يعاد النظر لتاريخنا بصورة فاحصة للاستفادة من أخطائنا.

*شعارات الثورة لم تتحقق ماذا أنتم فاعلون وكيف تتحدثون مع الشارع الذي كنتم تُخرجونه والآن عاد لا يعترف بكم؟

شعارات الثورة جزء منها في طريقه لأن يتحقق، بالتأكيد هناك تقدم كبير في مسألة السلام والحرية والعدالة، وهناك إنجازات واضحة كما أن هناك محاكمات انعقدت وحصانات رُفعت عن أشخاص متهمين في مؤسسات أمنية مختلفة بقتل الثوار المتظاهرين، وهناك خطوات حقيقية في اتجاه تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى ديمقراطية وسلام في السودان، وهذا هو عصب الثورة وأهدافها لكي نصل لحرية دائمة وعدالة حقيقية وسلام، لا يمكن أن نصل إليها دون ديمقراطية لأنها معركة الانتقال.

*ماذا عن العدالة وهو واحد من شعارات الثورة؟

نعم، ملف العدالة فيه تقدم في عدد كبير جداً من القضايا هنالك محاكمات جارية.

*هنالك تلكؤ في تشكيل المجلس التشريعي هل هناك نوايا لتمرير قوانين بعينها بعيداً عنه أم لمصلحة تحالف ما؟

ليس لدي علم بوجود نوايا، ولكننا في تجمع المهنيين رفعنا مرشحينا للمجلس التشريعي، ولكن هناك بعض الكتل لديها مشاكل في الوصول إلى قائمة مرشحيها النهائية، ولكننا مجتهدون بصورة سريعة بأن يكون المجلس التشريعي موجوداً وفاعلاً لكي يقوم بأدواره في الرقابة على السلطة ومتابعة ملفات الانتقال.

*د. حمدوك يتجاوز المجلس التشريعي في اتخاذ قرارات في قضايا مصيرية مثل التطبيع وسياسة التحرير الاقتصادي ورفع الدعم وهذه احتياجات مواطن ما هو رأي التجمع؟

هناك مشكلة كبيرة حدثت في موضوع التطبيع بين الحرية والتغيير والحكومة، وأيضاً هناك مشاكل حدثت في سياسة التحرير الاقتصادي، ولا يوجد اتفاق كامل داخل الحرية والتغيير على هذه الخطوات، وهناك آراء مختلف حولها وواحد من أسباب الخلاف غياب المجلس التشريعي، وتم اقتراح مجلس الشركاء لمناقشة هذه الخلافات وهدفه الأساسي مناقشة القضايا الخلافية والتوافق حولها لأنه يضم كل الكتل المكونة للسلطة، الجبهة الثورية والحكومة والحرية والتغيير والعسكريين، منذ تشكيله وحتى الآن هناك تحسن وكان الخلاف داخل السلطة يظهر في الإعلام، وهذا شيء غير جيد، والآن أصبحت هناك منصة للنقاش والوصول إلى اتفاق وهذا شيء إيجابي.

*هل لديكم أية بصمات في شكل الحكومة الراهنة التي جاءت في التشكيل الأخير علماً بأنكم ترفضون المشاركة في الانتقالية من قبل؟

نعم، شاركنا في ترشيح عدد من الوزراء، كما شاركنا بصورة فعالة في كل مراحل تشكيل الحكومة، وسنواصل مشاركاتنا في الحرية والتغيير من أجل نجاح الفترة الإنتقالية لأننا جزء منها، نعم هنالك تراكمات لكن قادرون عليها ونحن على درجة كبيرة من الوعي، والآن لدينا مشروع نعمل عليه منذ ثلاثة أشهر اسمه (آلية دعم ومتابعة الأداء الحكومي)، بدأنا فيه قبل التشكيل كما بدأنا في قطاعين أساسيين، قطاع الاتصالات وقطاع الطيران المدني، وهذان القطاعان ظلا غائبين عن الجمهور ولم يحدث فيهما أي تغيير خلال الفترة الماضية، وفكرة المشروع تقوم بجمع التنظيمات المهنية والتسييرية والنقابية في القطاعات المختلفة مع الخبراء في كل مهنة، ويناقشون المشاكل التي تواجه كل قطاع والمعوقات، ومن ثم يقومون بوضع التوصيات والحلول التي من المفترض أن تنتهجها السلطة من أجل النهوض بأي قطاع .

*الآن هنالك اصوات تنادي بإسقاط الحكومة ورفض واضح لحمدوك هل سيلتف تجمع المهنيين معهم إم إلى الحكومة؟

8هذا سيناريو أم تخيل..لا.. هذا توقع لأن كل الأصوات التي تنادي بإسقاط الحكومة تتبع للنظام القديم وأعلنت عنه من البداية، والتأكيد أننا سنستمر في مقاومتها لابد أن نحافظ علي الحكومة وسلطتها ونفوذها وتمكينها، وهذه القوي نحن سنقوم بكشفها للجماهير، لكن صحيح توجد تحديات في صدر المشهد.

*هل تتوقع التفاف الشارع مرة أخرى؟

تجمع المهنيين موقفه واضح ومعلن نحن داعمون لهذه اللحظة للفترة الانتقالية وأن الخطوات التي تمت خطوات إيجابية كبيرة جدًا. أما عن إسقاط حمدوك فالحديث غير صحيح لأن الحكومة الانتقالية حققت أشياء كثيرة من ضمنها عودة السودان للمجتمع الدولي بعد سنوات طويلة من العزلة، وتم رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتوقيع السلام مع فصائل الجبهة الثورية، وهذه خطوة كبيرة من الفترة الانتقالية وعلى رأسها دكتور عبد الله حمدوك. أما عن إسقاط الحكومة بالتأكيد نحن جزء من هذه الحكومة ولا يمكن أن ننادي بإسقاطها .

*السلام؟

ملف السلام به اختراق كبير جدًا، ودخول مكونات الجبهة الثورية سيسهم في دعم الانتقالية وتكملة الملف في توقيع المبادئ الذي تم بين البرهان والحلو مرحلة كبيرة جدًا ونتمنى أن تتواصل الجهود إلى أن توقع حركة الحلو وحركة عبد الواحد محمد نور.

*ماذا عن ملف هيكلة وإصلاح الخدمة المدنية؟

للأسف الشديد إلى الآن الحكومة لم تلتفت لملف الإصلاح وهو ملف يحتاج الى مواجهة وسرعة في التعامل بإصدار قرارات، الحكومة غير منتبهة إلى أن الخدمة المدنية مترهلة وبها فساد وعدم كفاءة وهذه نتيجة عمل رجل واحد يسيطر عليها، فلابد من المواجهة لتحسين الأداء التنفيذي.

 

حوار: أمنية مكاوي
صحيفة الصيحة