سنتين ..وبس.. السودان يبدو وكأنه تحت الغضب الإلهي ..لطفك يارب
تصدق انه مرت سنتان فقط منذ سقوط البشير وابتعاد الاسلاميين عن المشهد ؟ فقط سنتان !!! لقد حفرا خطوطهما على ملامح السودانيين وكأنهما عشرون سنةً ،، تم فيهما دمارٌ كلِّ شئ ينفع الناس في السودان ، سنتان عاد فيهما التعليم القهقرى ، وسيعود كما كان التعليم حصراً على الاغنياء وبعض المدن ! اغلقت المستشفيات ابوابها ، وإنكمش قطاع الاطباء ، فقد كان رأس الرمح في # تسقط بس ..وذقنا نحن منسوبوه خلال سنتين طعم هذا السقوط ، كان مُراً وعلقماً وكأن هناك من يستهدف الاطباء خوفاً من صوتهم المسموع وصفهم الموّحد ، انهارت المستشفيات وتراجع الاعتراف بمجلس التخصصات الطبية الذي كان احد افضل المجالس الطبية في العالم وعمره حوالي عشرين عاماً فقط !! واعترافاً بمهنيته وقوته فتحت لنا شهاداته ابواب العالم ، كليات طب كثيرة الان في طريقها للتجفيف الم يقل وزير التربية والتعليم ان احد اهم أخطاء النظام البائد انه فتح مهن مثل الطب والهندسة لكل من هب ودب !! الان سيعاقب كل من هب ودب هولاء حتى لا يدخلوا لهذه التخصصات حتى ولو احرزوا ٩٦٪ !!وستجفف المستشفيات واطباء كثيرون لن ينتظروا طويلا حتي تغدو شهاداتهم حبراً على ورق ..ويصبحوا منافسين للبُصرا والمعالجين البلديين !!
أهما مجرد سنتان؟!!!!
فقدت البلاد فيهما أمنها ، فما دامت أِمبرو وقريضة تتصارع مكوناتها وتتقاتل اختياراً وطمعاً فتضج بالسلاح وبالنار والموت فكيف تنام الخرطوم آمنة !! اذا مات الناس هناك فلا يمكن ان يظلوا أحياء هنا !! فقد الناس أمنهم في عاصمة كان أهلها يتفاخرون أنهم ينومون في ” الحوش ” .
في سنتين تمت خلخلة جغرافية البلاد وعادت الجهويات وتم تهديد مستقبلها كدولة موحدة !!
في سنتين عادت خرطوم الخمسينات والستينات ، فانتشرت الخمور والرزيلة والفسوق والمثلية والتحرش والجريمة !!
في سنتين تراجعت مشاركة النساء ومكانتهن ، !! بعد ان كان تحديهن المشاركة السياسية والوجود في مركز اتخاذ القرار وصياغة المشروعات القومية والاقليمية وقيادة المؤسسات ، رجعن مجرد كومبارس يتم تذكرهن ليزيّن الصورة العامة ، وعادت موضوعاتهن منكفئة على الذات وقضايا اللبس وسياقة الدراجات وحرية الرقص والهتاف!! وعاد وجودهن مرة اخرى عبر صنف من قاع النساء اندثر نفوذه قبل سنوات ..مغنيات ومحظيات .
سنتان دُمرت الطرق المرصوفة وشبكات المياه والكهرباء !! واظلمت المساجد والشوارع !!
سنتان ..فقط سنتان أُفقرتِ البيوت وغادر المقتدرون للعواصم القريبة خوفاً من المجهول…اما المغتربون فحالهم يغني عن القول …من جهة حكومتهم التي دعموها وساندوها ثم اكتشفوا انها لا تملك لا فكرة ولا قدرة على احداث تنمية وعمران فهي عجزت حتى عن المحافظة على ما وجدته من انجازات ومشروعات بل دمرت كل شئ ، ولم تفكر الا في جيوبهم كي تستنزفهم ..تراجعت عن السياسات الاقتصادية والاعفاءات التي كسبها المعتربون خلال سنوات بجرة قلم ،، والمغتربون ….نحن …. ناس # تسقط بس، اتت الكرونا وتدهور الاوضاع الاقتصادية في المهجر لتتركهم في حالة يرثى لها !!
سنتنان جف الزرع والضرع…وماتت البهائم والبشر !!
سنتان دُمر فيهما القضاء وسُحل القانون وشُنقتِ الأخلاق والمبادئ وتمكن فيهما أراذل القوم …ووقف المتشدقون عُراةً امام التاريخ، بلا حياء !
سنتان هزم الجيش واجهزة امن البلد وشرطته ..وانتصر اعداؤهم ، من حارب الجيش وترصّد بضباطه وجنوده ومسانديه وهُزم منهم شرّ هزيمة .. وسانده طغاة العالم واستعصى عليه الفوز !! فاختار الانفصال ..عاد اليوم عدو الامس الذي لم ينس ثأره.. ليحقق نصره الموعود !! ليفكك الجيش ويبعثر السودان !! قديماً قال قرنق : لا حياة للجنوب طالما ظلت الخرطوم عاصمةً للحكم والادارة والثقافة !! لنكون علينا تدمير الخرطوم !! ” لوكا أبيونق” مساعد قرنق وعضو مفاوضات نيفاشا ووزير مجلس الوزراء بعد نيفاشا ، و ابن ناظر دينكا ابيلنق ..وشقيق زوجة ياسر عرمان ، الذي ضجّت كتاباته حتى بعد الانفصال حقداً على السودان وحرصاً على تنفيذ وصية ملهمه قرنق! اتى لوكا مزهوا بالنصر عبر تكليفه بملف تفكيك واعادة هيكلة الجيش السوداني .. عدوه القديم بأمر امريكا والامم المتحدة ، ياله من انتقام !!! لقد انتظر ليحقق ثأره ولم يحتج لكثير وقت !!! جنوب السودان ..عبر توت قلواك …انتقم لما أعتبره ظلاماته التاريخية وحقق ثأره باتفاقيات السلام التي كان هدفهم فيها تحقيق رؤية قرنق ..”ليكون جنوب السودان ..ينبغي ان يدمّر شماله ويفكك لعدة دول” ورؤيته أن الجنوب لن يأمن إلّا إذا أشعل الولايات المتاخمة للجنوب لتبقى Buffer Zone منطقة عازلة…
سنتان وعاد السودان الذي كان في قائمة اقوى عشر اقتصاديات أفريقية ، وكان ضمن افضل ٧٥ اقتصاد عالمي ( بطلوا الدروشة واقروا ..بكبسة ذر افتح موقع البنك الدولي واقرأ الكلام دا..من سنة ٢٠٠٠/٢٠١٧)، بعد سنتين فقط السودان هو ذيل القائمة افريقياً بعده فقط أفريقيا الوسطى !! خرج من كل تقييم …مجرد سنتين ..جُرِّفت الدولة من كفاءاتها وخبراتها الذين اخذتهم الدول شرقاً وغرباً وفي الخليج وافريقيا جاهزين مؤهلين !!!
وسلطوا على كل من يجهر بانتقاد أو يقول الحقيقة سلطوا عليه سفاءهم ليسبوه.
مجرد سنتين لم يبق بيت لم يفقد فيهما عزيز ولم يبق بيت ليس فيه مأساة …الا حملة الجوازات الاجنبية ..وموظفي المخابرات الاقليمية والدولية …
مجرد سنتين ..مجرد سنتين…. لكنها عجاف .. لطفك يا الله .
السودان يبدو وكأنه تحت الغضب الإلهي ..لطفك يارب
**
د. صلاح الدين أحمد
يا أخونا لا تبكى على اللبن المسكوب. وبعدين إنتو ما قلتو الحل فى البل. هاك البل ده..
أغلب الناس ما دايرين “قال الله وقال الرسول”. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الخروج على الحاكم.
ليه؟ لأن البيجى بعدو بيكون أسوأ من السابق..
أبشرك يا دكتور إنه الغريق قدام!!! من يوم قامت الإنتفاضة لم نتفاءل بأن يأتي خير من الكيزان رغم كرهنا لحكم الكيزان وعدم تأييدنا له، لكن عدم الثقة في سياسيي السودان عموماً جعلنا لا نتفاءل بحكومة رشيدة، وزاد تشاؤمنا بعد أن إكتشفنا أن الذي سيطر على البلاد هم قوى اليسار (شيوعيين، بعثيين، ناصريين، جمهوريين، المؤتمر السوداني)، اللهم لطفك بالسودان وأهل السودان الطيبين ذوي القلوب النقية.
الدال القدام اسمك دي اكيد ادوك ليها بعد مشيت الجهاد وجيت… البيقرأ كلامك بيقول بتتكلم عن هونولولو مش السودان بتاعنا العايشين فيهو ده…. المعاناة الاقتصادية كل الناس عارفين انها بسبب غياب دولة الكيزان الموازية التي كانت تتاجر في كل شئ… بينما الدولة الحقيقة فقد تركتوها قاعا صفصفا ينعق فيها البؤم…. اعظم نعمة انعمها الله علي بلادنا زوال نطامكم المأفون الذي كان يرسل الملايين لغزة واطفالنا يموتون غرقا او بلدغات العقارب…. لعنة الله عليكم الي يوم الدين
يا هذا انت تنسى الظروف التي يمر بها العالم كله بسبب جائحة الكرونا والتي هزت اقتصاديات اعتى دول العالم فكيف لا يتأثر بها السودان المنهوب ومدمر من طعمة الكيزان ، تخيل فقط كيف كان سيكون حال البلد لو كان الكيزان لا يزالوا موجودين في هاتين الستين !!! هل نسيت الصفوف التي تركوها خلفهم صف البنزين ، صف الجازولين ، صف الخبز ، صف الغاز وصف آخر جديد صف الفلوس هل نسيتوا كل هذه الصفوف وتتذكروا فقط الفترة من 2000 الى 2017 ، ليتكم تصدقون مرة في أقوالكم فالمؤمن لا يكذب وانتم تكذبون وتكذبون حتى يكاد الشخص ان لا يجد حقيقة واحدة فيما تقولون ، عندما تنقل من بيت الى بيت لابد من إعادة الترتيب ولا يعنى ذلك ان البتت القديم كان أفضل من الجديد ، ( الرذيلة والإنحلال هي مخلفات الكيزان ، اذا نسيت اذكرك بحوادث زنا شيوخكم في نهار رمضان وفي مكاتب الدولة وإدخال المخدرات بالحاويات ، في عهد من كان ذلك أيها الدكتور ؟”؟؟؟ )
لم تات بجديد والشى الحاصل كان متوقع وانتو لازلتو تحكمو فلا تندهش لان كل الثورات تنتكس قبل ان تستوى امورها هكذا يحدثنا التاريخ ، ووالله انه المخاض الحقيقى واكاد اجزم ان هذا العام هو نهاية الازمات .
فعلاً في زمن الكيزان كان شعب السودان من أكثر شعوب الأرض سعادةً .
كان في بحبوبة ورخاء ورغد من العيش وسعة في الكسب (الرزق) .. حتى انك لا تجد فقيراً ولا مسكيناً تعطيه من مال الزكاة .
ساد الأمن واستتب تماماً .. لا حروب ولا قتل ولا اختفاء قسري ولا تعذيب ولا معتقلات .
سمت أخلاق الناس بفضل إعادة صياغة الانسان السوداني ضمن المشروع الحضاري الشامل الذي أتى به (الكيزان) .. ولأن الناس على دين ملوكهم وكيفما تكونوا يُولى عليكم .. سادت الأمانة والنزاهة وعفة اليد والصدق .
أليس كذلك !؟
…..
* آخر الكلام :
لن يستقيم الحال في السودان أبداً ما لم يتم استئصال شأفة من يسمون أنفسهم إسلاميين