م. نصر رضوان يكتب: نامت نواطير حلفا عن ثعالبها
——————————–
عندما كان معارضو الامس ( حكام اليوم ) يزعقون من وسائل اعلام الخارج بان الاسلاميين فاسدون وفاشلون فى ادارة الدولة وانهم هم اهل النزاهة والكفاءة،اقترحت على المشير البشير وقتها ان يقوم هو بقيادة الجيش ويترك للمعارضة الحكومة التنفيذية وسيكتشف الشعب ان غير الاسلاميبن مجرد بالونات فارغة مستعمرة فكريا للبيض الذين يوظفونهم لمحاربة الحضارة الاسلامية للاحتفاظ باكبر قدر من مواطنى بلادنا جهلة وبالتالى عواطلية مخمورين يسهل للخواجات سرقة ثرواتهم ، ويبدو ان المقترح لم ينفذ وقتها لاسباب استراتيجية وهو ينفذ الان ولكن بدل المشير البشير يراس الجيش فالبرهان ،وانا فى حقيقة الامر اقدر لبرهان ( واخوته من القادة ) مقدراته على الصبر على اذى من يتهجم عليه واعتقد ان من يهاجمه اليوم سيعرف غدا سبب صمته .
فأر العالمانية يختبئ وراء خرتيت امريكا الاهوج ولذلك لابد ان تتركه يلعب تحت اقدام الخرتيت حتى لا يضرك الخرتيت الى ان ينشغل عنك الخرتيت بتحالف ( الصين وايران ) فى خليح البنغال والخليج العربى وحينها سيهرب فأر العالمانية .
سمعت احد عقلاء غرب السودان يحدثهم : نحن اهل الغرب سبب مشاكل السودان ولا مبرر لنا ان نقول ان الشماليين همشونا منذ ان حكمونا بعد الاستقلال ، فالسودان منذ زمن عبد التعايشى يحكمه رجال من الغرب حتى ازهرى والترابي وعبد الرحمن المهدي ثم حسن تاج الدين واحمد هارون وحسبو وكبر ..الخ وقال لهم عن مجازر دارفور امس : هل رايتم شمالى شارك فى قتل احدا من اهل الغرب؟ وهل قاد رجل من بربر او عطبرة حركة مسلحة ، بل ان جيش الشماليين كان يحميكم من هجمات ابناءكم الذين ينهبون بنوك مدنكم بالسلاح زمن البشير ، واذا ادعيتم ان هناك من يحرضكم من الشماليبن ، فهل انتم لا تملكون عقول فتنقاودا للتحريض وتقتلوا بعضكم ؟ ثم ياتى عقلاء من الشمال ليعقدوا لكم مؤتمرات صلح مؤقته سرعان ما تفسدوها وتستانفوا قتل بعضكم لبعض .انتهى .
هذا كلام حق جزئئا ولكنه اغفل ادراك السبب لان السبب الحقيقي ملخصه هو ترك الاسلام والتوهان فى لجج العالمانية وهو ما قاله الفاروق عن حال اهل جزيرة العرب : ( كنا قبائل متفرقة يقتل بعضنا بعضا فلما اكرمنا الله بالاسلام صرنا امة واحدة فاطعمنا الله من جوع وآمنا من خوف وضم الينا البلاد التى حولنا ) . فالسودانيون اخوة بالاسلام ولن ينصلح حالهم الا به.
حاول عبد الناصر توحيد العرب عن طريق القومية العربية لكنه فشل ، ولما بدأت الصحوة الاسلامية فى توحيد المسلمين اصطنع لها الصهاينة العالمانيون ضعاف العقول من مصطفى اتاتورك الى عفلق فوجدوا لهم اتباعا كالذى نشأ وهو يملك حواشة فى قرى حلفا الجديدة ولم يرهق نفسه ويزرعها مثل ما فعل الاوربيون عندما هاجرو فقراء لامريكا فزرعوا بايديهم واستخرجوا النفط بالحبال ثم صنعوا الالة فاصبحو دولة عظمى ولكن صاحب الحواشة الكسول اتى ليصادر مزارع المنتجين لان عفلق عن طريق ماركس علمه انه لا ملكية فردية مسموح بها فى دولة شيوع كل شئ حتى المرأة بالتعرى والسفور ، وان كل مستثمر وطنى مفكر منتج لم يرث ذهبا من ابيه هو ( حرامى فاسد يجب مصادرة مشروعاته وافسادها بدعوى المساواة بين المواطنين ) وهكذا فعل ناصر ثم نميري عندما بدأ يساريا ثم القذافى والان يفعل من عينهم سفير امريكا بعد ان علفهم فى ساحات الاعتصام فاخذوا يهتفون ( تانى يا شباب حتعيشوا ملوك اثرياء وستصبحوا اعضاءا بارزين فى المجتمع الدولى ان لم تصيروا اسياده ) ثم اتى وركب السيارات التى صادرها مثل ما عمل برجنيف وزمرته الذين كانوا يسكنون افخم احياء موسكو ويركبون السيارات الامريكية الكاديلاك ويقولون للشعب الروسي : ( لا تلبس الجنز لانه من صنع الامبرياليين الامريكان ) ؟ ووقتها وجدوا بروليتاريا يصفقون لهم ،كما يصفق لهتيفة عفلق الان بعض المخدوعين .
ظهرت جماعة تسمى ( لجان المقاومة الاسلامية ) وقالوا انهم هم اصحاب الثورة التى سرقها منهم العالمانيون ، وان هؤلاء العالمانيون فشلوا فى ادارة الدولة حتى الان وعليهم ان يتنحوا ،و لذلك فلقد نادينا بان يتولى اهل الحل والعقد الامر ويحسموا الامر بشورى ويتداركوا شفاق الشباب ،اما الجهلة باحكام السياسة الشرعية الاسلامية وحملة الجوازات الصهيونية فلقد جربهم الشعب فافسدوا حياته وعليهم ان يتواروا ويعود من هم كل اجنبي من حيث اتى بعد ان خدعوا الشعب وصوروا لهم ان الاسلام هو اسلام الكيزان ، وطالما ان الكيزان ( شوهوا) الاسلام فلا عودة للاسلام ولا بد من تطبيق عالمانية امريكا ،وكذبوا وسدروا فى غيهم ولكن لقد فهم شباب الاسلام المؤامرة وعلموا ان الاسلام وشورى الاسلام هى ما ستبقى وان الاخطاء البشرية ان وجدت من البعضلابد ان تصحح لا ان يقصى الاسلام من الحكم بشائعات وفتن تتقن صنعها مخابرات الصهاينة. لقد عاد عن ترهات العالمانية تلك رجالا اصبحوا قادة اسلاميين امثال عمنا احمد سليمان المحامى ونحن الاسلاميون لسنا اتباع افراد مثل ماركس وناصر وعفلق ،انما نحن مع من ينطق بالحق ويعود الى الحق ولو ان احدا من العالمانيين قال ان الاسلاميين فعلوا كذا وكذا فخالفوا الشرع فى كذا وها انا اصحح ما فعلوه بدليلى الشرعى الصحيح ،لقلنا له انت قائد لنا ،فهل يفعلها احدهم ؟ اعتقد ان البرهان والبشير عملوا ما عليهم وصبروا على الاذى حتى تسلم البلاد وشعبها من فخ الصهاينة الملغوم ، فما بال اهل العلم واهل الحل والعقد يتاخرون عن مناصحة اولياء الامور وعامة الشعب ؟ فلقد جعلكم الله خير امة لانكم يفترض ان تامرؤا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وويل لمن كتم علما ينتفع به او بات وهو غاش لرعيته ولو كسلا من عند نفسه .
صحيفة الانتباهة
دواعش السودان يكتبون !