محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الجنينة.. (خفيرها نائم)!


عاصمة ولاية غرب دافور اسمها (الجنينة).
والي ولاية غرب دارفور اسمه (الدومة).
لجنة أطباء السودان المركزية اعلنت امس الجمعة عن ارتفاع ضحايا العنف بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الى 137 قتيلاً و221 جريحاً.
ترى كيف كانت سوف تكون الاوضاع لو كان والي ولاية غرب دارفور اسمه (العنبة)، وليس (الدومة)!
(2)
قيادات الحركات المسلحة التي اطلقوا عليها حركات الكفاح المسلح، أتت للخرطوم بعد توقيع اتفاقية سلام جوبا، في سباق وتنافس على القصر.
حضروا للخرطوم بقواتهم المسلحة وحركات كفاحهم المزعومة من اجل ان يحرسوا مناصبهم ويحصّنوا كراسيهم وتركوا اهلهم وذويهم في الهامش يتقاتلون.
تركوهم تحت رحمة الرصاص.
أهذا هو (السلام)؟
جعلوا لحربهم قضية وكفاحاً وحركات وقوات يتقاتلون بها، بينما جعلوا (السلام) بدون قوة تحميه.
السلام عندهم مكتب وسيارة وبيت ومنصب في القصر.
قوات الحركات المسلحة تقاتل الآن من اجل ان تجد لها مقاماً في الخرطوم في مباني الاولمبية او في الساحة الخضراء التي اطلقوا عليها اسم ساحة الحرية.
يتقاتلون في الجنينة ويتعرض اهلهم للموت ويطلق عليهم الرصاص بصورة همجية، وحركاتهم المسلحة في الخرطوم قواتها تحرس بيوتهم ومكاتبهم وطريق سيرهم، ويهب جنود تلك الحركات من اجل تشغيل مولد الكهرباء عندما يقطع التيار الكهربائي من منازلهم المحروسة.
كانوا يتفاوضون اياماً وشهوراً من اجل ان يخرجوا باكبر مكاسب لهم عند توقيع (السلام) – لم يكن يهمهم مناطقهم ولا الهامش الذي اتوا منه.
الحكومة نفسها بكل قياداتها الحالية الآن جاءت من الهامش – حمدوك وحميدتي والبرهان من اجل ان ينعموا بخيرات المركز في الوقت الذي يحدث فيه الموت الزؤام في المناطق التي جاءوا منها.
(3)
أحداث (الجنينة) الدامية يسأل عنها والي ولاية غرب دارفور محمد عبدالله الدومة. الجنينة (خفيرها) نائم.
ولاية غرب دافور يروح واليها في نوم عميق.
بل ان الحكومة كلها في (سبات)، وهي تقدم كل هذا العدد من القتلى والجرحى في مدينة الجنينة.
ما حدث في الجنينة حدث من قبل في كسلا. وحدث في الفاشر.
وحدث في عطبرة. وحدث في بورتسودان. ويمكن ان يحدث في الخرطوم. هذه الاحداث اذا تكررت في الخرطوم وقعها سوف يكون اكبر في ظل وجود اكثر من (5) جيوش للأسف الشديد كلها تدين للاشخاص، واغلبها ذات هوى (قبلي).
يمكن ان تنتقل تلك الاحداث الى الخرطوم، في ظل الكثافة السكانية الكبيرة في الخرطوم والاسلحة الموجودة في العاصمة، مع الاوضاع الاقتصادية الصعبة والتفلتات الامنية الخطيرة. يمكن ان يتحول النيل (الابيض) الى النيل (الاحمر)، وكذلك يمكن ان يتحول النيل (الازرق) الى النيل (الاحمر).
إذا فشلت الحكومة بكل قواتها وجيوشها في السيطرة على احداث الجنينة (المحدودة)، كيف سوف تكون الاوضاع في الخرطوم اذا اختلط الحابل بالنابل؟
(4)
ما يحدث في الجنينة من احداث دامية يستوجب من حكومة الولاية ان تقدم استقالتها اليوم قبل الغد.
ماذا تنتظر حكومة الولاية بعد ذلك؟
بل ماذا تنتظر الحكومة المركزية في الخرطوم؟
لن نقول على الحكومة المركزية ان تقدم استقالتها أيضاً – ولكن نقول على الاقل يفترض ان تتم اقالة حكومة ولاية غرب دارفور. هل لا تملك الحكومة الانتقالية القدرة على (اقالة) حكومة ولاية غرب دارفور؟ حكومة حمدوك لا تملك (سلاحها)، لذلك هي لا تملك (قرارها).
(5)
بغم /
من المؤسف ان يكون انفعال الحكومة السودانية بقضايا مصر وأمنها (المائي) اكبر من انفعالها بقضايا بلادها وأمن السودان القومي.

صحيفة الانتباهة


تعليق واحد

  1. يا عبدالماجد
    الدومة مغلوب على أمره ولا يملك جيشا ولا مليشيات،، ولا يختلف عن حمدوك في شئ
    المسئول الأول عن الأمن هو المكون العسكري وجنجويده، فهم من جلب بلاوي جوبا
    وهم من ادخل الميليشيات الي العاصمة،، ألم تسمع بالفوضي الخلاقة التي تلد المحن
    هم ينتظرون تفاقم الاحن والمحن ليتنزلوا علي الشعب كمخلصين ،، وحينها بس البس كركاسة