تحقيقات وتقارير

الحركة الشعبية (الحلو – عقار) .. إمكانية الوحدة


كشف الأمين العام للحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار إسماعيل خميس جلاب عن مبادرة بالحركة للم شمل سياسي وعسكري، وأشار في تصريح صحفي إلى أن المبادرة تستهدف رأب الصدع بين مكونات الحركة الشعبية شمال ولم شمل جميع القيادات على رأسهم عبدالعزيز الحلو ، مالك عقار ، ياسر عرمان.

إنجاز حلم
تحليلات تذهب إلى أن تحقيق الوحدة بين جناحي الحركة الشعبية شمال بقيادة عقار والحلو يمكن أن تصبح أمراً واقعاً، لكن سيكون التحدي امامهما هو ضرورة تجاوز المرارات الشخصية ، لأنه إذا تمت الوحدة بالمرارات ستكون الوحدة فوقية وستتفجر الخلافات مرة ثانية ، وربما تكون عنيفة.
رؤية أخرى ترى أن إمكانية تحقق الوحدة جائزة في ظل ما يبدو واضحاً في زهد كل من عقار والحلو في تولي المناصب حال توحدت الحركة، وطبقا لمنسوبي الحركة في الفريقين، فإن كلا الرجلين لا يهمهما من يتولى رئاستها، وتوقعوا أن يقوم كل منهما بتقديم رفيقه لتولي رئاستها في سياق تواضع معلوم بين قيادات الحركة..

عوامل نجاح
ربما تصبح فرصة نجاح وتسريع الاتفاق بين عقار والحلو ممكنة بحسب مقربين من الحلو، مشترطين أن يرعى التفاوض الأب الروحي لهما المتمثل في دولة جنوب السودان..ويعزز أنصار هذا الاتجاه موقفهم بأن عبد العزيز الحلو اتخذ من جوبا منبراً لتوقيع الاتفاق السياسي بينه ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان وقبله رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك.

محاولة واتصالات
الأمين العام لتحالف جبهة السودان الجديد (جسد) ورئيس الحركة الشعبية شمال بالداخل عمر الطيب أبوروف يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن همهم وحدة الحركة ولو على حساب بعض الرفاق، مشيراً إلى اتصالات مع أطراف عديدة ومهمة بغرض إنجاز حلم وحدة الحركة الشعبية، وأضاف: كنا على خلاف شبه حاد نتيجة لبعض القرارات وسياسات بعض الرفاق الذين نعتبرهم أساساً خميرة عكننة للحركة الشعبية، وتابع: نتيجة للظروف المعقدة التي مرت بها الحركة فإننا ندخر كل ملاحظاتنا للوقت المناسب وحتى ذلك الحين فإن لكل حادثة حديث .
عمر قطع بأن رؤية مشروع السودان الجديد لا تقبل التجزئة إذ إنها تقوم على قاعدة الاعتراف بالآخر وأن كل ما حدث هو سوء إدارة وأخطاء فردية لقيادات جُبلت على حب الذات والأنا.

تضرر عرمان
مراقبون أشاروا إلى أن الخلافات تفجرت داخل الحركة الشعبية شمال في 2017م بعد استقالة نائب رئيسها عبدالعزيز الحلو، بعد اتهامه لرئيس الحركة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان بتقديم تنازلات في ملف التفاوض مع النظام السابق، ورفضا لخطوة عرمان وعقار أصدر قطاع جبال النوبة قراراً بإقالة عقار وعرمان .

آخرون اتهموا عرمان بالسيطرة على بعض الملفات واتخاذه قرارات فردية دون الرجوع إلى رئيسها .
المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ أشار في حديثه لـ(السوداني) إلى أنه إذا حدثت وحدة بين عبدالعزيز الحلو ومالك عقار، سيضعف دور ياسر عرمان لأن الخلافات التنظيمية كانت مرتبطة به، بالتالي سيكون وضعه السياسي والتنظيمي ضعيفاً ولن يكون مسيطراً على قطاع الشمال كما كان سابقاً ، وقال: الخلافات تفجرت بشكل رئيسي لصراع بينه وبعض الدوائر المؤثرة عند الحلو، مشيرا الى ان خلافه مع عقار لم يكن عميقا، مستدركا: اذا حدثت الوحدة فان فرص استكمال الوحدة ومعطياتها الموضوعية اكبر من عدم استكمالها ، لكن في حال استكمالها سيحتفظ مالك عقار بوضعية رمزية ويمكن ان يكون اسماعيل خميس جلاب جزءا من المشهد ، وقال ان العامل الرئيسي في هذا الامر تاثير دولة جنوب السودان اذا رعت الامر ستكتمل بنسبة 100% ، لكن سيكون التحدي ان يتجاوز المتوحدون المرارات الشخصية ، حتى لا تحدث الخلافات مرة اخرى .

زهد عقار
مراقبون اشاروا الى انه بالنظر الى طبيعة الخلافات في اي مكون سياسي او ثوري سياسي عسكري مسالة طبيعية وتكون واردة الحدوث في فترة النضال السياسي، لافتين الى انه رغم الزخم السياسي بين المجموعة التي يقودها عقار والدور السياسي الذي يلعبه عرمان والتمثيل الرمزي لجلاب لكن هذه المجموعة على المستوى السياسي تضررت جداً من الانقسام باعتبار ان الانقسام افقدها القوة العسكرية .
ماهر أبو الجوخ أوضح أنه على المستوى السياسي والتنظيمي فإن مجموعة الثلاثي (عقار ،الحلو ،عرمان) المنضوية تحت الجبهة الثورية حدث تراجع في دورها السياسي ، وهي نفسها حدث لها انقسام .

مشيرا الى عاملين سيكونان في مصلحة تحقيق الوحدة بين الطرفين ، وقال ان انقسام جلاب ترك اثرا في الحركة باعتبار انه يمثل مكون جبال النوبة ، مؤكدا ان مالك عقار باعتباره رمزية من الواضح انه زاهد في اي دور سياسي مستقبلي بالتالي ليس له طموح ورغبة في استمرار الصراعات ، وهذه الاسباب تمثل عوامل ضغط للوحدة خاصة وان جناح الحلو عسكريا وسياسيا وشعبيا وضعه افضل بكثير من هذه المجموعة ، وقال الناظر لتاريخ الحركة الشعبية في 1983وبعد استقلال جنوب السودان أنها مرت بتصدعات لكن كانت متوحدة ، وانها تجاوزت انقسام مشار ولام اكول، وحتى الحركة بقيادة عقار وعرمان تجاوزت خلاف جلاب.

الخرطوم : وجدان طلحة
صحيفة السوداني