حمدوك : ليس لدينا الرغبة في الدخول في حرب مع إثيوبيا
إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب غير قواعد اللعبة
أجرت قناة “فرنسا 24″حواراً مع رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك تطرق خلاله لعدد من القضايا الداخلية والخارجية، بما في ذلك علاقات السودان الخارجية، العلاقة مع إثيوبيا والصراع حول سد النهضة، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتناول اللقاء ملفات داخلية من بينها العلاقة بين المكون المدني والعسكري، وقضية الجنائية الدولية، والعنف في دارفور، ومؤتمر باريس.
*اود أن أبدأ أولاً بالخلاف بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة، إثيوبيا تقول إنها ماضية في الملء الثاني للسد خلال أشهر قليلة بشكل أحادي، ولقد قمت مؤخراً بدعوة رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس الوزراء المصري لاجتماع قمة مغلق ثلاثي خلال عشرة أيام لكسر الجمود.
هل تأمل في أن يحدث ذلك في وقت قريب؟
*حمدوك: خلال السنوات الماضية والتي أعقبت الوساطة الأمريكية ووساطة الاتحاد الإفريقي ووصول المناقشات إلى طريق مسدود، عملنا مع قادة الدول في مصر وإثيوبيا على كسر حالة الجمود، ووفقاً لاتفاق إعلان المبادئ إذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات يمكن طلب التوفيق من خلال الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول الثلاث، وهذا ما قمنا به تحديداً ونأمل في أن تتمكن هذه القمة التي دعونا لها من كسر حالة الجمود وأن تمهد الطريق للوصول لاتفاق خلال الفترة المتبقية، خاصة وأن إثيوبيا أعلنت أنها ستبدأ في الملء الثاني للسد بشكل أحادي ودون الوصول لاتفاق في يوليو المقبل، لم يتبق لدينا زمن ولذلك نعتقد أن القضية ملحة ومهمة وحاسمة.
*هل تلقيت أي استجابة من قبل مصر وإثيوبيا حول المقترح الذي قدمته؟
*حمدوك: ليس بعد، لقد قدمته أمس (الأربعاء) وما زلنا ننتظر استجابتهم خلال العشرة أيام المقبلة.
*مصر ألمحت إلى تحرك عسكري، هل تخشى حرباً حول هذا السد؟
*حمدوك: نحن نعمل على معالجة القضية من خلال القوانين الدولية ونحن على ثقة أنه يمكن الوصول إلى حل من خلال المناقشات إذا توفرت الرغبة الأكيدة، فالرغبة تمثل 90% من ذلك.
*هل ترغب في دعوة مجلس الأمن الدولي إذا دعت الحاجة؟
*حمدوك: من المؤكد إننا سنمضي في هذا الأمر دون حدود من خلال القوانين الدولية التي تمكننا من الوصول إلى اتفاق، وهي ليست القضية الوحيدة في هذا الشأن والقوانين الدولية التي تحكم مثل هذه الخلافات واضحة.
*هنالك توترات مع إثيوبيا حول سد النهضة وكذلك بشأن الحدود، هل تخشى مواجهة عسكرية مع اثيوبيا؟
*حمدوك: السودان كان دوماً قوة للسلام في المنطقة وليس لدينا الرغبة في الدخول في حرب مع إثيوبيا ولدينا ما يكفي من المصادر لحل هذا الخلاف من خلال المحادثات، وإذا تناولنا جانب الحدود فالسودان لديه حدود مشتركة مع سبع دول، وهذه هي الحدود الوحيدة غير المختلف حولها، ولقد تم ترسيمها على الأرض في العام 1902م وليس هنالك خلاف حولها والحكومة الإثيوبية تعلم ذلك.
*فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل قامت عدة دول بما في ذلك البحرين والإمارات والمغرب والسودان بتطبيع علاقتها مع إسرائيل، من جانبها وصفت فلسطين الخطوة بأنها (طعنة في الظهر) هل تتفهم هذه الاستجابة؟
*حمدوك: إن قرار الولايات المتحدة إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب يغير قواعد اللعبة، ويسمح للسودان بالعودة إلى المجتمع الدولي، فقد أصبحنا دولة طبيعية ترتبط بباقي المجتمع الدولي، حالياً مررنا بعمليات متعددة للانتقال، انتقلنا من الحرب إلى السلام، من الديكتاتورية إلى الديموقراطية، من التدهور الاقتصادي إلى الازدهار، ولكن الأهم بالنسبة لنا في عملية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب هو إعادة الارتباط بالمجتمع الدولي وإنهاء العزلة، وفي ما يتعلق بتطبيع العلاقة مع إسرائيل فالتطبيع ليس حدثاً ولكنه عملية مضينا فيها وكان برغبة وقرار المؤسسات السودانية.
*هنالك زيارة مقررة لوفد سوداني أمني إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، هل تعتزم زيارة إسرائيل في المستقبل القريب؟
*حمدوك: إن سياستنا الخارجية الحالية المتبعة تعتمد على تعزيز المصالح السودانية، وكما قلت سابقاً السودان كان معزولاً عن العالم لفترة طويلة ونحن حالياً نحاول إعادته إلى المجتمع الدولي.
*إذاً زيارة إسرائيل محتملة؟!
*حمدوك: كما قلت سابقاً سياستنا الخارجية تعمل على تعزيز مصالح السودان.
*حسناً، أنت لا تستبعد ذلك!
*عمر البشير الرئيس المخلوع وآخرين مطلوبين من قبل محكمة الجنايات الدولية وهم لا زالوا بالحجز في السودان، هل تفكر بتسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية؟
*حمدوك: نحن أجرينا محادثات مع محكمة الجنايات الدولية خلال العام والنصف السابقين، كذلك المدعية العامة لمحكمة الجنايات قامت بزيارة السودان، وناقشنا عدة خيارات للتعامل مع محكمة الجنايات بما في ذلك التسليم.
*هل تفضل تسليم البشير للجنائية؟
*حمدوك: سنقرر ذلك كدولة ومؤسسات وليس كخيار لرئيس الوزراء ولكن مؤسساتنا بشكل عام، المؤسسات السياسية ستقرر ذلك، ولكن بصفة عامة من المهم بالنسبة للضحايا تحقيق العدالة.
*هنالك عودة للعنف في دارفور مؤخراً هل تعتقد أن انسحاب القوات الأممية بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ستعيد المنطقة لمربع العنف؟
*حمدوك: لقد أزهقت الكثير من الأرواح ولكن الأوضاع حالياً تحت السيطرة، وضعنا حالياً إجراءات ستضمن حماية المدنيين ونشرنا 20000 من القوات تتكون من جميع العناصر بما في ذلك المجموعات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا حديثا وكذلك القوات الحكومية وأنا واثق من مقدرتنا على حفظ الأمن وحماية المدنيين في دارفور.
*عقب عامين من الإطاحة بالبشير وتكوين الحكومة الانتقالية مازال المجلس العسكري حاكماً، هل تعتقد أن المكون العسكري سيحترم الفترة الانتقالية؟
*حمدوك: دعني فقط أصحح ذلك، ليس لدينا حالياً مجلس عسكري، لدينا مجلسين، مجلس للوزراء ومجلس السيادة ويتكون من مكونين مدني وعسكري وهذا ما نطلق عليه (النموذج السوداني) شراكة بين العسكر والمدنيين، وأعتقد بأننا نعمل وندرك بأن هناك تحديات ومصاعب ومشاكل، وهذه طبيعة أي شراكة، لا تتوقع أن تمضي الأمور على وتيرة واحدة، ولكن أعتقد أن هنالك عزماً قوياً من قبل جميع الأطراف لحماية وحدة السودان وشعبه، وأعتقد أنه رغم التحديات إلا أننا قادرون بالمضي بالرحلة إلى وجهتها.
* مؤتمر المانحين للسودان، المقرر عقده في السابع عشر من مايو في باريس، ماذا تتوقع من المؤتمر؟ وما حجم الدعم المتوقع أن يسفر عنه؟
* حمدوك: المؤتمر فرصة بالنسبة لنا للقاء شركائنا، ومعالجة قضية ديون السودان المستحقة والبالغة 60 مليار دولار ، لا أرغب في تحديد أرقام ولكننا نأمل في الحصول على إعفاء كبير للديون، من خلال نادي باريس والمانحين، توقعاتنا بالنسبة للمؤتمر كبيرة، ونرغب كذلك في مناقشة الاستثمارات بالسودان وليس التعهدات فحسب.
ترجمة: سحر أحمد
فرانس 24