مزمل ابو القاسم

(الهطلة)!

* تناقلت وسائل الإعلام نبأ إيقاف الدعم المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الاتحاد السوداني للكرة، بسبب عدم التزام الأخير بالقواعد المحاسبية المتبعة في إنفاق تلك الأموال.
* نسأل ابتداءً، من أين يأتي الفيفا بالأموال الضخمة التي ينفقها على الاتحادات الوطنية لكرة القدم، وما مصادر التمويل التي تمكن الاتحاد الدولي من دعم الاتحادات عبر مشروع التطوير الخاص به؟
* للفيفا عدد كبير من الشركاء، بشركات عابرة للقارات مثل أديداس وفيزا والخطوط القطرية وهايونداي وكوكاكولا وواندا، وله رعاة عديدون، مثل ماكدونالدز وبدوايزر وفيفو يدفعون له مليارات الجنيهات.
* خلال الفترة بين عامي 1995 وحتى 1999 تضخمت ميزانية فيفا الى أكثر من 10 أضعاف، وارتفعت عوائده من 257 مليون دولار إلى ما يفوق الخمسة مليارات دولار وبلغت احتياطياته النقدية أكثر من مليار ونصف المليار دولار، وحقق إيرادات بقيمة مليارين وثلاثمائة مليون دولار، من عوائد من التسويق وتذاكر المباريات، و2,7 مليار دولار من عوائد بيع حقوق البث التلفزيوني للبطولات التي ينظمها الفيفا.
* درج الاتحاد الدولي لكرة القدم على توزيع أرباحه على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، والأندية التي تستغني عن لاعبيها لخوض غمار البطولة ضمن منتخباتهم، كما يعيد استثمار جانب كبير من تلك الأموال في تطوير كرة القدم، بمنح سنوية يقدمها إلى الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه.
* لكي نلقي نظرة أكثر على مشروع التطوير FIFA Forward Programme الذي ثارت ضجة حول إيقاف أمواله عن الاتحاد السوداني، نفيد أن الفيفا رصد له ميزانية قدرها ملياران وسبعمائة وتسعة وثمانون مليوناً وتسعمائة وخمسة وعشرون ألف دولار تغطي الفترة من 2016 وحتى 2022، واعتمد منها الفيفا أكثر من مليار وثمانمائة مليون دولار فعلياً منذ العام 2016.
* يبلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الاتحاد الدولي عبر مشروع التطوير 1459 مشروعاً موزعة على كل قارات العالم واتحاداتها الوطنية.
* بالنسبة إلى قارة إفريقيا تبلغ الميزانية المعتمدة لمشروع التطوير أكثر من سبعمائة مليون دولار، ووصل مجموع المبالغ المتاحة للاتحاد السوداني (في الفترة من 2016 وحتى 2022) أحد عشر مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي، بينما بلغت قيمة التمويل المعتمد خمسة ملايين وثمانمائة وأربعة وأربعين ألفاً وسبعمائة وخمسين دولاراً .
* ولأن الاتحاد السوداني (المتواضع في كل شيء) اكتفى بتقديم مشروعين فقط للفيفا، بغرض تمويلهما من الميزانية المخصصة له من مشروع التطوير، فقد نال مليوناً وخمسة وعشرين ألف دولار فقط، ليتبقى له ثلاثة ملايين ومائتان وخمسة وعشرون ألف دولار، تم حجزها بسبب فشل الاتحاد في تقديم ميزانية صحيحة للمبالغ التي تسلمها سابقاً، علاوةً على عدم تقديمه لمشاريع مدروسة تمكنه من نيل بقية المبالغ المخصصة له.
* لم يحصل الاتحاد السوداني إلا على ما نسبته (24%) فقط من التمويل المتاح له من مشروع التطوير.
* تستبين المفارقة عندما تحدث المقارنة بين اتحادنا (الهطلة) واتحاد جنوب السودان حديث النشأة، إذ يتساوى الاتحادان في المبلغ المخصص لكل واحد منهما (11 مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي) في الفترة من 2016 وحتى 2022!
* اعتمد الفيفا تمويلاً بقيمة تسعة ملايين وسبعمائة خمسة وأربعين دولار لاتحاد الجنوب، ووافق على تمويل مشروع واحد له (إعادة تأهيل إستاد جوبا)، بقيمة أربعة ملايين ومائتين وخمسين ألف دولار.
* سحب اتحاد الجنوب كل المبلغ المعتمد له حالياً (بنسبة 100%) ولم يتبق له أي مليم بطرف الفيفا، بينما اقتصرت نسبة سحب الاتحاد السوداني لأمواله على 24% فقط!
* حدث ذلك مع أن كل المطلوب من الاتحاد أن يقدم مقترحاً مدروساً لأي مشروع يتعلق بتطوير كرة القدم (بناء أكاديميات أو تشييد إستادات أو مراكز للتدريب إلخ)، وإرفاق دراسات معتمدة لها، وتحديد قيمتها بالتفصيل.
* فعل الاتحاد المصري لكرة القدم ذلك، وطلب اعتماد مبلغ مالي لتشييد مقر جديد له، مع مشروع آخر، فنال مراده، وسحب كل المبالغ المخصصة له وقيمتها أكثر من أربعة ملايين دولار (بنسبة 100%).
* في موريتانيا نال الاتحاد مبلغ ثلاثة ملايين ومائتين وخمسين ألف دولار، بنسبة 76%، بينما وصلت النسبة في تونس إلى 91%، وفي المغرب إلى 100%.
* أموال بالملايين يستطيع اتحادنا (الهطلة) أن يصل إليها بسهولة، كي يستخدمها في تطوير اللعبة وتحسين بيئتها وتطوير وتأهيل بنياتها الأساسية، لكنه لا يفعل، بسبب الفساد وضعف الكفاءة وانعدام الخبرة.
* أخطر من ذلك أن الأموال التي وصلت فعلياً ضل بعضها الطريق إلى جيوب أفراد، وتم إنفاقها على الفارغة والمقدودة (مثل شراء عربة كورولا كي يستخدمها رئيس الاتحاد)، وفشل الاتحاد في توضيح المصارف، وإبراز المستندات المؤيدة للصرف، فتم تعطيل ما تبقى لديه عند الفيفا، وحدثت (الجقلبة)!

مزمل ابو القاسم
صحيفة اليوم التالي

‫2 تعليقات

  1. هطلة دي معناها شنو ؟
    كلمة من الدارجية السودانية وللا مستوردة ؟

  2. هطله دي تعريف لي نفسه…
    اما اتحادنا فلا غبار عليه
    ونسه مشاطات و ونسه سوق الكمونيه في الملجه
    دكتور شداد ليس بي دكتور وانما دكتاتور و الناس ملخبطة في التسمية…
    وكعادتنا كسودانيون نحن ننجح في الفشل المتعمد