أحمد يوسف التاي يكتب: الآن فقط أتفق مع مستر «نو»
(1)
لأول مرة أجد نفسي متفقاً تماماً مع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، وهو يرهن قبول التفاوض والدخول في السلام الشامل مع الحكومة بحل جميع المليشيات المسلحة ويطالب بدمجها في الجيش وفقاً لبرنامج الترتيبات الأمنية ، ويؤكد أنه لن يعترف إلا بالجيش والشرطة في البلاد، وأن وجود الحركات المسلحة والمليشيات بهذه الوضعية يشكل خللاً كبيراً…
أرى أن الرجل محق تماماً ونطق بالحكمة والحق… قد يقول قائل لماذا يشترط حل المليشيات والفصائل المسلحة وتفكيكها للدخول في السلام والتفاوض ، وكان عليه أن يتفاوض ويدخل في السلم دون قيد أوشرط ، لكن يصبح المنطق الذي قبلت به الحكومة شرط عبد العزيز الحلو بفصل الدين عن الدولة حُجةً ومعياراً لقبول شروط عبد الواحد أيضاً ، خاصة وأن شروطه فيها وجاهة ومنطق وفائدة قومية ودرء للخطر الذي يتمثل في وجود (8) جيوش توازي القوات المسلحة السودانية تجوب أزقة العاصمة وشوارعها تزرع الخوف وتخطف الطمانينة وتخصم من مكانة الجيش…
(2)
وجود (8) جيوش بالعاصمة بما فيها الدعم السريع يشكل صورة من صور الفوضى وعدم الإنضباط وتقليل من هيبة ومكانة القوات المسلحة السودانية التي كانت ولاتزال تمثل القومية السودانية في أبهى صورها وانضباطها وتقاليدها الراسخة ، كما أن وجود هذه الجيوش بالعاصمة اصبح الآن مصدر قلق للجميع خاصة وأنه ليس هناك داع لوجودها بالخرطوم فالجيش مسؤول عن تأمين الحدود وقد قرأ الناس كتابه في الفشقة وسيقرأه كذلك في حلايب ولو بعد حين ، كما أن الشرطة مسؤولة عن أمن المواطن في العاصمة والولايات ، فماهي مهمة هذه الفصائل والمليشيات في الخرطوم اللهم إلا إذا كانت هناك نوايا غير معلنة، خاصة وأن وسيط السلام ضيو مطوك يرى أن تواجد هذه القوات في الخرطوم خرق لاتفاقية جوبا لأن الإتفاقية لم تنص على تواجد هذه القوات بالعاصمة…
(3)
هناك حملات إعلامية مرتبة ومنظمة تستهدف الجيش السوداني والنيل منه وإضعافه لصالح التشرذم وتعزيز بقاء المليشيات المسلحة وإيجاد دور لها وتقنين وجودها في حال تحقيق هدف الحملة الذي ينطوي على تفكيك الجيش السوداني…هذه الحملات نشطت بعد حادثة فض الإعتصام ووجدت كثيراً من المبررات لشحذ آلتها …. صحيح أن حادثة فض الإعتصام تظل نقطة سوداء في ذلك الثوب الأبيض الناصع الذي ترتديه قواتنا المسلحة ، لكن أيهما أفضل : إزالة هذه النقطة السوداء ؟ أم تمزيق كل الثوب الذي ظلَّ ولايزال ستراً للوطن وظلاً يستظل به في وهج الحرور والهجير ، ورمزاً للعز والفخار والقومية والكرامة الوطنية…
(4)
وأقول صادقاً لو أن الشعب السوداني فرّط في جيشه القومي حارس الأرض والعرض ورمز قوميته وانساق وراء استهدافه وحبائل إضعافه وتفكيكه فلن يجد أمناً ولا وطناً ولاعيشاً كريماً ولا أرضاً، فالقوات المسلحة السودانية صاحبة الإرث العظيم والتربية والإنضباط القويم هي الضامن الوحيد لبقاء السودان موحداً ومحمياً من الأطماع الخارجية وهي كلمة السر في بقاء السودان موحداً ومنيعاً… وإن كانت ثمة نصيحة لقواتنا المسلحة فأقول سيظل الجيش محترماً ومهاباً ومنيعاً كلما ابتعد عن ممارسة السياسة وكبح أطماع بعض منسوبيه وطموحاتهم السياسية واستعصى على ألاعيب السياسيين واستغلالهم للجيش وتوظيفه لخدمة أجنداتهم، وفوق كل ذلك يجب على القوات المسلحة كشف الستار عن الذين ارتكبوا مجزرة فض الإعتصام ليتسق ذلك مع مواقف الجيش وانحيازه الكامل لشعبه في ثوراته على الطغاة…….اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
عبدالواحدمتيقن ومتأكدمليون في المية مافي راجل بقدر يدمج الدعم السريع في الجيش..بالإمكان تنفيذ مطالب الحلو واستحالة قولة باي باي للدعم السريع بدمجها في الجيش..وكلام ع.الواحد ده لو تم تنفيذه حيكون بداية في الطريق الصحيح لتخطي الإنزلاق للأسوأ ..