تحقيقات وتقارير

الوسط الفني .. هدف الشائعات ومصنعها


الوسط الفني يعد تربة خصبة للشائعات وانتشارها أكثر من غيره، فدائماً ما تنطلق الشائعات حول الأشخاص الذين يعملون به وسرعان ما تنتشر انتشار النار في الهشيم، سواء كانت تلك الشائعات بها جزء من الصدق أو مختلقة من الأساس.. (كوكتيل) استنطقت شخصيات مرتبطة بالمجال الفني لمعرفة سر توهط الشائعات في الوسط.

ضد الفن والإبداع
الدرامي غدير ميرغني يذهب في حديثه لـ(كوكتيل) إلى أن وجود الاشاعات في الوسط الفني يرجع إلى كون الفنانين أشخاصاً تحت المجهر يتم رصد حركاتهم وأفعالهم، وأضاف: وجود العنصرين النسائي والرجالي في مكان عمل مشترك في المجتمع السوداني أوالعربي وخاصة إذا كانوا فنانين، يجعل الأعين صوبهم وبالتالي ترصد حركتهم ثم يتم تفسير ذلك حسب أهواء الناس..
ونوه غدير إلى أن الفنانين شخصيات متمردة على الوضع العام فيكون سلوكهم مختلفاً عن المجتمع وذلك يجعلهم فريسة للشائعات، وأضاف: للإعلام دور في انتشار الشائعات بتضخيم الأمور عند حدوث مشكلة بين شخصيتين من الوسط مثلاً، وتابع: يقوم الإعلام بإجراء اللقاءات مع الشخصيتين وذلك بغرض التسويق فتأخذ المشكلة حيزاً أكبر مثلما حدث في مشكلة (عصام محمد نور) (وعشة الجبل) فإن المشكلة كانت لتحل بصورة أبسط لولا تدخل الإعلام.
وشدد غدير على أن السوشيال ميديا لها قدر كبير من الترويج للإشاعات، متهماً جهات -لم يسمها- تظهر الفنانين بصورة غير جيدة، وأضاف: أبرز هؤلاء هم من يظنون أن لهم وصايا على البشر ومن يتكلمون باسم الدين فهم ضد الفن والإبداع..

طفيليون في الوسط

ويرى غدير أن الفنان يجب أن يعرف طبيعة المجتمع الذي يتعامل معه ويراعي له، ويذهب إلى أنه عندما ترتدي إحدى الفنانات ملابس (شاذة) فإن ذلك لا ينعكس عليها فقط بل ينعكس على جميع الفنانات، وأضاف: كذلك وجود أشخاص داخل الوسط ليس لهم علاقة به فلا تكون قلوبهم عليه ويساهمون في نشر الإشاعات مثلا (القونات) يحسبون على الموسيقين وهم ليس لهم علاقة أصلاً بهم وغيرهم من الذين دخلوا الوسط.
وقطع الدرامي غدير ميرغني، أن الغيرة الفنية أيضاً تلعب دوراً في الإشاعات خاصة بين الفنانات، مشدداً على أنه حتى يتمكن الوسط من التخلص من تلك الظواهر عليه أن ينظم نفسه وذلك من خلال نقابات فنية تتحكم في الشائعات وما ينشره الصحفيون عن الفنانين فمن الضروري وجود نقابة تنظم المهنة والأشخاص الذين ينتمون إليها.

سريعة الانتشار
من جانبه أوضح الناقد الفني الزبير سعيد في حديثه لـ(كوكتيل) أن الشائعات في الوسط الفني ليست كثيرة وحسب بل سريعة الانتشار كذلك، معتبراً أن ذلك دليل على هشاشة في الروابط الاجتماعية بين الناس داخل الوسط والعلاقات بينهم غير متقاربة وليست متصلة ولو كان هناك تواصل بينهم كان بإمكانهم وضع حد لأي إشاعة وهذا ناتج عن وجود تباعد بين معظم مكونات الوسط الفني، واصفاً الوسط الفني بأنه وسط ذو حساسية عالية لأنه يضم الأشخاص المؤثرين والمحبوبين بين الناس، وأضاف: الناس دائماً تنجذب للشائعات المتعلقة بالفنانين ولكن لا يكون لهم علم بمدى الأثر النفسي الذي يصيب الفنان ومحيطه من تلك الشائعات، وتابع: تحديداً شائعات الرحيل.
واعتبر الزبير أن وجود فراغ في الوسط وعدم وجود الإنتاج الجيد، أسهم في نشر الشائعات، وأضاف: الأعمال الضعيفة والعاطفية والعفوية الموجودة في الشعب السوداني تجعله ينقاد خلف الشائعة.

طبيعة تكوين
من جانبه يذهب مدير البرامج في التلفزيون السر السيد في حديثه لـ(كوكتيل) إلى أن الشائعة هي كل ما يقلل من حضور النجم وسط الناس، مرجعاً السبب الرئيسي لانتشار الشائعة، إن بها قدراً من الإثارة ودائماً ما تمس المسكوت عنه في المجتمع ولأن الوسط الفني في السودان وبطبيعة تكوينه أقرب للمسكوت عنه أيضاً فهو متهم أصلاً والسبب الثاني لانتشارها وتطورها داخل الوسط هو كونه وسط مليء بالنجوم، وأضاف: تصورات الناس لحياة النجم تجعل الشائعة تنتشر والسبب الأخير الصراعات الشخصية داخل الوسط وبالتالي محاولة اغتيال الشخصية فيه كبيرة جداً فتخرج الشائعات من بين الفنانين بهدف الإزاحة من المشهد وذلك بدافع الغيرة القائمة على التنافس لأن الوسط به تنافس عالٍ جداً وخاصة أنه أصبح يدر أموالاً ويعطي نجومية وقيمة اجتماعية، وتابع: أحياناً يحصل الحسد بين النجوم فالشخص الذي لا تستطيع أن تشكك في قدراته أو تزيحه تخرج فيه إشاعة وليس بالضرورة أن تكون أخلاقية أحياناً تكون عبارة عن وصفه بصفات سياسية غير محببة عند الناس وغير ذلك من أشكال الشائعات..

الخرطوم: ماريا ابكر
صحيفة السوداني