رأي ومقالات

نادية: الجنوب الإسباني “الأندلس” يمثل إحدى ركائز السياحة باسبانيا


دقيقة. دعوني أوضّح لكم !

عندما أكتب عن الأندلس اليوم ألاحظ وأنا أقرء التعليقات والأسئلة أنّ الكثيرن يظنون أنّ الأندلس وكأنها مسلمة، مساجد، ومعاملات، وحياة إسلامية مثلما هو الأمر بالدول الإسلاميّة!؟، الحقيقة الأمر مختلف، أجواء الأندلس تشبه أجواء باقي إسبانيا، مخامر، وحانات، وكلّ مظاهر الحياة العادية في أيّ مجتمع أوربي، والقليل من الهياكل التي تشبه المساجد، حتى مسجد قرطبة العظيم تحوّل إلى Mezquita-Catedral de Córdoba ثمّ إلى كاتدرائية،الحقيقة أن الأمر أكبر باعتبار الجنوب الإسباني الأندلس يمثل إحدى ركائز السياحة باسبانيا، لذلك يتم توفير أمور أكبر لإرضاء السياح الوافدين من كلّ جهات العالم، وما تركه أجدادنا من حضارة وقصور ومباني وحدائق في الأندلس هو اليوم مزارات سياحية ومتاحف، حتى بيوت العامة التي بناها أجدادنا الأندلسيين هي مزارات سياحية أيضا، باستثناء ما تمّ إعادة شراؤه من الدولة وبأسعار خيالية، مثل عائلاتنا وعائلات كثيرة في قرطبة وغرناطة وغيرها.

غير أنّ الامر الثابت أن الاسلام يزداد كلّ يوم بإسبانيا والأندلس خاصة من أحفاد الاندلسيين الوافدين من كلّ دول العالم خاصة دول أمريكا الجنوبية فنزويلا البيرو الأرجنتين البرازيل البيرو وهم أكثر الدول التي هاجر إليها الأندلسيين بعد السقوط، هاجروا إليها أكبر من هجرتهم لدول شمال إفريقيا، كل يوم نشهد رجوع الكثيرين للإسلام.

بمجرّد رؤية بعض ما تركه أجدادنا الأندلسيين، بمجرد مشيك على تلك الطرقات المصقولة، بمجرد رؤية تلك الهندسة وتلك العلوم وذلك الرقي في المباني والحدائق والشوارع، سيسافر ذهنك لعهد الحضارة، وكأنك تسافر عبر الزمن، لتدرك العظمة الكبرى على حقيقتها، ستحسّ شيء ما يتسرب داخل جسدك، روح ما تسكنك، عندما تدخل الأندلس ستخرج منها شخص آخر، منبهر، صامت، متعجّب، وبقدر ما يسكنك حزن السقوط، بقدر ما يفرحك الإعتزاز بالماضي، لكنه حاضر وواقع، دفنونا ولم يعلموا أنّتا بذور.

Ramadán Mubarak ,feliz Ramadán

ولا غالب إلاّ الل️ه
“No hay vencedor sino Alláh”

🌹 Nadia Rafael ELKORTOBI