قير تور
متغيرات على زواج الدينكا(9)
تحاول كل مجموعة تجنب المشاكل المستقبلية بقدر الإمكان ولذا فالشخص الذي يتقدم طالباً يد بنتكم يعني أنه قد أعجب بكم ولذا فليس من اللائق رد مثل هذا بدون أسباب مقنعة. وحتى الأسباب المقنعة هذه إذا قدرتها بعض الجهات بأنها سوف تخلق مشكلة فلابد من المراوغة قليلاً حتى يتأكد الناس من جدية العريس وأهله. ومن ضمن المعوقات التي يضعها أهل العروس أحياناً المبالغة في قيمة المهر وإكثار المطالب حتى يمكن للعريس الهروب أو السكوت عن السؤال المستمر عن زمن تسليمه عروسه.
* من الأشياء المهمة التي على القارئ معرفتها هي أن الطلاق عند الدينكا شبه مستحيل إذا لم تكن غير موجود إطلاقاً بالصورة المعروفة بل إن عادات الدينكا أقوى من عادات الكنيسة الكاثوليكية نفسها لأن الأخيرة تعطي الرجل الحق في الطلاق حال إرتكاب المرأة للزنا، أما عند الدينكا فحتى زنا المرأة ليس سبباً كافياً لطلاقها وتركها ما لم تتكرر منها أكثر من مرة. لكن يمكن طلاق المرأة التي لا تنجب أو التي تسرق.
* كذلك من الأشياء المهمة معرفة الاسباب المتعلقة بماذا لا يرفض أهل العروس من تقدم لإبنتهم مباشرة هو عدم الرغبة في إرجاع المهر ما لم تتزوج البنت من رجل آخر، بمعنى آخر فإن مهر الفتاة التي فشل زواجها في المرة الأولى لا يستطيع الرجل الأول خاصة إذا كان سبب خراب الزواج ناتجا من أسرة الرجل أو منه شخصيا، إسترداد القيمة إلا من خليفته. ولذا تحاول كل أسرة بنت لا تريد الشخص دفعه إلى قرار تغيير رايه وصرفه النظر عن البنت وفي هذه الحالة قد لا يحصل على المهر إلا بعد أن تكون البنت تزوجت، والسبب في ذلك أن اسرة الفتاة ببساطة تجاوبه بأن الأبقار التي جئتم بها قد تم تقسيمها لأهل الفتاة المستحقين وكنا مطمئنين من أنك قد إخترت مصاهرتنا وبالتالي صرت جزءاً منا ولذا فمن الصعب البحث عن هذه البقار خاصة وأنها تم إستخدامها في حل الكثير من المشاكل.
* طبعاً قد تقول لماذا لا تلجأ إلى المحكمة فيقال لك بأنك عندما اتيت للزواج كنت بكامل عقلك ولم تكن مجبراً على الزواج من بنتهم، وتنصفك المحكمة في حالة واحدة هي إذا ثبت بأن أهل الفتاة ساعدوا بنتهم في الزواج من رجل آخر وأمسكوا بمهر آخر غير هذا الذي تسبب في النزاع. أما إذا هربت البنت من رجل تزوجها وهي في عصمته وقت الهروب فاهل الفتاة يقفون مع الرجل ضد الرجل الجديد حتى يتضح هل الأخير على مقدرة من صد كل ما عند الأول أم أنه مجرد شخص لعوب فيحاكم وينال العقوبة التي غالباً ما يكون تغريمه عددا لا يقل عن السبعة ابقار وحرمانه من الذي أنجبه إذا وجد.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1199- 2009-3-15