مقالات متنوعة

أشرف خليل يكتب: (سجن سجن.. غرامة غرامة)!!

قلت له هل سيذهب أبوك الي تشييع الزبير محمد الحسن)..
فاستنكر الفكرة ونافياً:
(أبوي راق ليهو زمن.. ولا علي بالو اي نشاط)..
كنت متأكدا أن ثمة خطباً ما في تلك الاجابة، وبما حكته عن وضع رخو ملتبس، فيه كثير من الهدوء المشحون بالترقب والانتظارات..
كنت اعلم ان ظنه بركون والده البروف (يوسف) إلى مكتبته وعزوفه عن الهم العام مظنة غير صحيحة..
وأنها حالة سبات مؤقتة ستزول عند حضور الأدوات والظروف المستحقة على قول أبي ربيعة:
(وذو الشوق القديم وإن تعزى
مشوق حين يلقى العاشقينا)..
وفعلاً…
لم نلبث معا قليلاً إلا ورن جرس الهاتف وعلى الطرف الآخر جاء البيان حازماً من “واحد من ناس البيت”:
(أبوي قال ليك تعال عشان توديهو تشييع الشهيد الزبير محمد الحسن)..
قام من فوره نحو (حي المجاهدين) دون أن يودعنا ودون ان نشبعه بتلك التعليقات والابتسامات الماكرة..
والبروف الذي قرر أن يخرج من عزلته لم تكن خطوته الي بري بعيدة عن ريع (جغمسة) صلاح مناع..
مناع هو من أخرجهم!!..
في مشروعه الباذخ لفض الافطارات قدم مساهمة (ارتوازية) لتحريك قاعدة الإسلاميين وتوجيههم بعيدا عن تلك (المجارير)..
ولو استقبلت لجنة التمكين من أمرها ما استقبلت لـما خطت نحو (الساحة الخضراء) ولاستجمعت قواها فى (لواكة القرض) و(قضّت) يوم 17 رمضان (خنق)!!..
بدلا من هذا التوليد الحراري عالي الضغط الذي خلفته إجراءاتها التعسفية المتخذة دون أدنى تقدير سياسي وأي عناية قانونية وبغير مشاورة!!
ويصادق على منطقنا قوة الحشود التي أحاطت بالنعش يوم 18 رمضان…
و(بف نفسها)…
كان موكبا مهيبا شارك في إثرائه صلاح مناع من حيث لا يدري ولا يأمن..
بكلفة عالية اقتادوا الناس الي مقابر بري وركبوا مركبا صعباً بينما وجد الاسلاميون ظلالهم وسيد قطب، حتى أنهم أنشدوا من جديد بثقة وصوت جهير وصادع:
(أخي هل تراك سئمت الكفاح
والقيت عن كاهليك السلاح)..
تذكروا بعد ما كانوا نسوا..
هاجت الأشواق..
و ابتلت العروق وذهب الظمأ…
بينما ذهب البروف يوسف إلى التشييع ليغالط كل تمنيات ابنه المهندس وتوقعات مناع (المشمهندس)!!..
وتلك (الناصية) و(الكورنر) لا تستطيع ان تحشر فيها كل هؤلاء الناس ثم تريد ألا يصيبك من الأمر شيء !!..
هي أضيق من أن يحتملوها أو تحتملهم..
والناس في بلادي لا يعرفون هذا النوع من (الحُقرة)..
لا تستطيع ان تضرب (مرتك) في الشارع، ولا أن تستقوي علي ضعيف مهزول..
هم كفيلون باعادة الامور الي نصابها و(الفايت الحدود واسوه)..
يغيثون الملهوف ويجيرون المستجير ولا يصبرون على غرور..
(يفدوا الغير علي ذاتهم)..
علمتنا التجارب ان الامر بالمستطاع باب للمُطاع..
والمعقول معقول ..
وصعب إلى حد الاستحالة أن نجرد الناس من استحقاق ممارسة حقوقهم الاساسية ونغمطهم ايمانهم وقناعاتهم!!..
يستعيد أهلنا في السودان مقولتهم الشاخصة:
(مقدودة الرهيفة ان شاء الله ما تتلتق) حين ينهكهم فجور الخصومة ويرهقهم انقطاع الحوار وسيادة الغيرية وغربة الأضداد..
و(سجن سجن .. غرامة غرامة)..
صعدت روح الشهيد الزبير إلى رب رحيم وتحررت من سجونهم والقيود..
ليصنع بصعوده الحاد زاوية رؤية جديدة و(طاقة) أمل مشوقة لان يشرق في الكون فجر جديد لمنظومة وطنية تُقدر المسافة والزمن ما بين (أم الطيور) و (أم القوين)..

صحيفة الانتباهة

‫6 تعليقات

  1. والله صلاح مناع ذاتو لو قرا المقال ده يتكيف..
    الآن قحط في أضيق زاوية والمسلمون وليس الإسلاميون فقط كلهم يتوحدون ضدها وضد الوضع الحالي المعوج وهم ليسوا مؤتمر وطني ولا فلول، مسلمون ووطنيون ووحدويون وأحرار وثوار.

  2. لعنة الله عليكم يا من تدعون الإسلام. .الاسلام لا يحتاجكم. .لقد قال الشعب فيكم قولته في ديسمبر ..يقتلون الناس و ياكلون الحرام و مفسدين. .احالوا بلدنا الي خراب ..و لا يزالون مستمرين في غيهم ..لعنة الله عليكم ..لعنة الله عليكم. .لعنة الله عليكم

  3. أين كنت أيها المنافق أيام الكيزان
    سحل وقتل وتشريد واحاله للصالح ألعالم بل للتمكن
    اين كنت زمن بيوت الاشباح وإعدام شهداء رمضان وأطفال العيلفون ومجدوه فض الاعتصام
    و٣٠٠ الف من أهل دارفور
    اين انت في شهر رمضان من النفاق

  4. ياخى انتم حثاله لا اقل ولا اكثر صدق الطيب صالح دين شنو الببتتكلموا عنه الدين موضوع شخصى بحت امشوا شوفوا ليكم شغله
    شعب متناقض كيف يحل باسم الدين قتل النفس لا اقول المسلمه كما حدث فى دارفور تانى لا يمكن ان تقوم لكم قيامه

  5. المشكلة الإسلاميين ما بتجيبهم شركات الدعاية الإعلامية ومراكز التخطيط الغربية والشرقية ولا السفارات الاستعمارية ولا المنظمات السرية وأجهزة المخابرات والمصادر والعملاء الكبار والصغار، المشكلة الإسلاميين بيجوك طالعين من مساماتك ومن شعيراتك الدموية ومن أعصابك ومن تحت سريرك ومن اضنينك ومن درجك ومن نخرينك ومن شقوق الأرض وريحة الدعاش والبرق القبلي ومن صهيل الخيول وشقشقة العصافير وزئير الأسود وضحكات الأطفال وهزيم الرعد الهدير وزغاريد النساء وتكبيرات الشيوخ وتهليلات الذاكرين ونوبة المسيد وقدح البليلة وقناديل العيش ونوار المنقة والدوم والدخن، بيجوك منك وفيك وحولك وتحتك وفوقك، بيجوك بالشارع وبالسوق وبالجامع وبالجامعة والمدرسة والخلوة والنادي والمستشفى والبورصة، بيجوك من قريب ومن بعيد ومن جاي ومن جاي ومن بهناك ومن برة وجوة ومن مافي ومن في.. دي محلاتهم لو عاوز تدوسهم يللا دوسهم.