تحقيقات وتقارير

مواطنون يعزفون عن الشراء .. زيادة جنونية في الأسعار تستبق العيد


مع اقتراب عيد الفطر المبارك شهدت الأسواق ارتفاعاً جنونياً خاصة سوق الملبوسات المتعلقة بالأطفال ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية وعزوف أغلبية المواطنين عن الشراء.

من تحمله أقدامه نحو السوق العريق سوق أم درمان ستستعصي عليه عملية الشهيق والزفير لاكتظاظ المواطنين داخل السوق من كل الفئات على الرغم من الشكوى بارتفاع الأسعار وإعلان المقاطعة.

زيادة عشرة أضعاف

أمام أحد الباعة الذين يفترشوا الأرض وقف رجل في العقد السادس من العمر يفاصل في البائع لشراء ملابس لصغيرته التي أخبرني فيما بعد أنها لم تتعدَّ عقدها الثالث، ظللت أراقب الحوار بينهما وكل منهما متمسك بكلمته وكسب الجولة البائع الذي رفض التنازل عن السعر، وقبل أن يغادر محمد السيد غاضباً استوقفته متسائلة عن السعر الذي جعله يستشيط غضباً فأخبرني أن الفستان الذي اختاره لصغيرته بلغ عشرة آلاف جنيه وأن راتبه نصف المبلغ المطلوب وهو يبحث عن فرحة لكريمته بين أترابها لكن لا حول ولا قوة له بهذا المبلغ الذي قال إنه تضاعف عشرات المرات من العام السابق ومضى وهو يتمتم بعبارات مليئة بالغضب.

رمضان استنزف كل مدخراتهم

من جانبها أشارت الموظفة بمستشفى الشعب أشواق علي إلى أنها جاءت لتستكشف الأوضاع بالسوق وتتعرف على الأسعار إلا أنها وحسب تعبيرها صدمت بالأسعار التي طالت ملابس الأطفال على وجه الخصوص باعتبار أنهم الفئة المستهدفة من الأسر بزرع الفرحة وشراء الجديد للعيد حال كل عام إلا أنها أكدت أن رمضان استنزف كل مدخراتهم وأن أسعار المواد الغذائية كانت أكبر من احتمالهم لذا لا خيار أمامها سوى الخروج خاوية الوفاض من السوق لحين إشعار آخر.

التجار يبررون

برر عدد من التجار أسباب الزيادات التي وصفت بالجنونية لملابس الأطفال لارتفاع الدولار لأن كل البضاعة الموجودة بالأسواق مستوردة لذا إن أي محاولة لتخفيض الأسعار ستأتي عليهم بالخسارة.

الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني