محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: جدل الانتقال من (الحل في البل) إلى (الحل في المصالحة)


(1)
من كرامات ثورة ديسمبر المجيدة أن شعاراتها تتحقق ولو بعد حين – رغم إننا لم نصل بعد إلى المحاكمات العادلة والقصاص الحق إلا أن الضيق الذي يعيش فيه (الكيزان) ويشعرون به الآن يؤكد أن مقولة (أي كوز ندوسو دوس) قد تحققت – والمقصود بالشعار حتى لا يكون تجاوزاً للقانون ودعوة للدواس هو الدوس (المعنوي) فليس بين السودانيين أحد يمكن ان يأخذ حقه بيده بصورة (دموية) خارج الإطار القانوني إلا إذا كنا نعيش في غابة.
سماحة السودانيين وسلميتهم قادرة على التصالح مع كل الأوضاع – فهم قد التزموا بالسلمية حتى وهم يتعرضون للاستفزاز الشديد والسحل والدهس والحرق.
أحمد هارون طالب بتسليمه للمحكمة الجنائية، وهذه وضعية تثبت مدى الرعب الذي يعيش فيه قادة النظام البائد ورموزه الذين فضلوا تسلميهم للمحكمة الجنائية من أن يحاكموا بالداخل وقد كان رأس النظام يقول عن المحكمة الجنائية أنها (تحت جزمتي)… وهو يلوح بعصاه.
سبحان الله المطالبة تأتي منهم – بعد أن كانت تأتي من الشعب والضحايا – لا أحسب أن هناك (عدالة) أنجز من ذلك.
الثورة تحقق (العدالة) الآن أو توشك من ذلك… بعد أن نعمنا بشيء من الحرية والسلام.
(2)
المقصود بهذه الأزمات أن تصبح (المصالحة) مع الإسلاميين شراً لا بد منه – يريدون أن يجبرونا على مصالحة بسبب هذا الضيق الذي يعيش فيه الشعب السوداني.
قصدوا أن يكون التدهور الاقتصادي بهذا الترتيب والتخطيط ليظن الناس أن الخلاص في (المصالحة).
الإسلاميون عندهم ممثلون في الحكومة الانتقالية عملوا معهم وانتموا لتنظيمهم هم أشد الناس حباً في المصالحة ودفعاً لها.
في هذه الأزمات يطرحون (المصالحة) لتكون هي الحل الأمثل – رغم أن الثورة لخصت الحل في (البل).
يعملون من أجل أن ينتقلوا بنا من أقصى غايات القصاص إلى أقصى درجات العفو والتسامح.
لا يمكن التصالح مع أياد ما زالت ملطخة بدماء الأبرياء. لا يعقل أن يتم التصالح مع الذين ما زالوا يمصون في دم الشعب السوداني.
إذا تمت المصالحة بهذا الشكل فهي لا تأتي عن مقدرة وإنما تأتي غصباً وجبراً وعن طريق لي الذراع.
المصالحات التي تأتي على هذه الطريقة لن تقودنا إلا للمزيد من الضياع والخراب والغبن والفتن.
مصالحة يتم اللجوء لها (استسلاماً) لا جدوى منها ولا قيمة.
(3)
تاريخ الحركة الاسلامية مليء بالغدر والطعن في الظهر – مارسوا هذا السلوك فيما بينهم ولم يسلم من ذلك حتى استاذهم ومعلمهم الأكبر.
المصالحة في حكومة مايو – قادت حكومة مايو إلى الأفول – تم الغدر بمحمد جعفر نميري من الاسلاميين الذين ضللوه وقادوه إلى الزوال.
في حكومة الصادق المهدي (الديمقراطية الثالثة) – غدر الاسلاميون بمسماهم الجبهة الإسلامية بحكومة كانوا جزءاً منها – حيث تخلصوا منها بانقلاب رسموا مسرحيته بأن يذهب الترابي إلى كوبر والبشير إلى القصر.
في حكومة الإنقاذ تبادل الاسلاميون (الغدر) فيما بينهم – من المفاصلة 1999م التي انقلبوا فيها على الدكتور حسن الترابي وحتى الانقلاب على صلاح قوش ثم انقلاب صلاح قوش عليهم.
هذا تنظيم مبني على (الغدر) و (الخيانة) كيف تسعون للمصالحة معه؟
لقد ظل الصراع دائر بين علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع وكان البشير يلعب بهذه الكتل تارةً من خلال (الغيرة) السياسية التي كانت بين أعضاء الحزب الحاكم وتارةً أخرى من خلال (عصبية) القبيلة – حيث تناحرت قبائل دارفور من أجل أن يحفظ (البشير) مركزه وقوته في الخرطوم، في الوقت الذي بدا فيه الصراع واضحاً بين الجعليين والشوايقة في حكومة الإنقاذ.
كانوا يفعلون أي شيء في سبيل أن يصلوا إلى أهدافهم – لا يعنيهم من ذلك لا الوطن ولا الدين الذي يرفعون شعاراته.
هل يمكن إجراء (مصالحة) مع الاسلاميين وهم يحملون كل تلك المرارات والحسرات من ثورة ديسمبر المجيدة؟
(4)
بغم /
هذه الثورة حملت منذ أن كانت (غراماً) في عين آبائنا وأمهاتنا كما يقول سيف الدين الدسوقي شعار (تسقط بس) (والحل في البل) و (أي كوز ندوسو دوس) وهي لا حول ولا قوة لها غير بعض حجار في ترس أو إطار محروق في شارع.
هل يمكن أن تهزموا الثورة الآن بعد أن انتصرت وعبرت بالمصالحة مع الذين قامت الثورة ضدهم؟
لا تمنحوهم هذا الشرف.

صحيفة الانتباهة


‫3 تعليقات

  1. تأكد لنا أن محمد عبدالماجد حينما يجلس على كرسيه ليكتب مقال يتلفت يميناً وشمالاً ولا يرى ما يكتب عنه غير الكيزان ولا شيء غير الكيزان لأنه يرى وبعين واحده الكيزان بينما يغمض الأخرى عمداً عن أحبابه من أحزاب وحكومة قحط وسوءاتهم وأوزارهم والذين يسومون السودان وشعبه العذاب ومن يقرأ مقالات هذا العبدالماجد يعتقد بأنه لا يسمع ولا يرى المآسى التى يعيشها الشعب السودانى من جوع وفقر ومرض وجهل وغلاء وعدم أمن وأمان تحت حكم جماعته الفاشله ولكنه يضرب طناش من الحاضر ويهرب للماضى حتى يجد فيه ما يكتب حتى أن الكثيرين أصبحوا يقولون بأن محمد عبدالماجد أصبح يهلوس فى منامه وصحيانه بِبُعْبُع إسمه الكيزان ولذلك نراه يحصر نفسه فى إتجاه واحد ولا يقوم بالتنويع فى كتاباته مثل بقية الكتاب !!

  2. لقد كذبت عندما قلت بأن هناك صراع بين الجعليين والشايقية فى عهد الإنقاذ من أجل الحكم ولتعلم جيدا ان أنة على مر الدهور والأزمنة ومنذ خلق البشرية وحتى هذة اللحظة لم يكن هناك نزاع بين الجعليين والشايقية ولو على مستوى العشائر والأسر فقد ظل أفراد وأسر وعشائر الجعليين والشايقية إخوة متحابين يحترمون بعضهم البعض ويتشاركون فى الأفراح والاتراح وتوطدت الاواصر بينهم وتزاوجوا ببعضهم ويساعد بعضهم البعض ولا توجد بينهم اى نزاعات او خصومات وهذا ما يعيشة أفراد تلك القبائل فى ولايتى نهر النيل والشمالية لأن ما يمس الجعليين من خير وشر يمس الشايقية فهم ابناء عمومهم من صلب رجل واحد يجمع بينهم الآن إتحاد أبناء الشمال

  3. لقد كذبت عندما قلت بأن هناك صراع بين الجعليين والشايقية فى عهد الإنقاذ من أجل الحكم ولتعلم جيدا ان أنة على مر الدهور والأزمنة ومنذ خلق البشرية وحتى هذة اللحظة لم يكن هناك نزاع بين الجعليين والشايقية ولو على مستوى العشائر والأسر فقد ظل أفراد وأسر وعشائر الجعليين والشايقية إخوة متحابين يحترمون بعضهم البعض ويتشاركون فى الأفراح والاتراح وتوطدت الاواصر بينهم وتزاوجوا ببعضهم ويساعد بعضهم البعض ولا توجد بينهم اى نزاعات او خصومات وهذا ما يعيشة أفراد تلك القبائل فى ولايتى نهر النيل والشمالية لأن ما يمس الجعليين من خير وشر يمس الشايقية والعكس كذلك فهم ابناء عمومهم من صلب رجل واحد يجمع بينهم الآن إتحاد أبناء الشمال