مقالات متنوعة

محجوب فضل بدرى يكتب: مات بموته خلق كثير!!

– ماذا نقول فى أمر الله ،لا نقول إلَّا ما يُرضى ربنا وخالقنا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون وإنا لفراقك يا الطيب لمحزونون،ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلى العظيم،فقد عرفناك رجلاً والرجالُ قليلُ،وقد خبرناك عزماً ومضاءً كالسيف منصلتاً،كالبحر متسِعاً،كالنجم مرتفعاً،كالدر برَّاق،أينما تتوجه تلفت إليك الأنظار،ومتى ما تتحدث تشرئب إليك الأعناق، وقد عرفتك عن كثب،وإمتدت بنا أيام التلاقى،دون أن تتغير فى مبادئك ولا فى مواقفك إلَّا للحق الأبلج رجَّاعٌ إلى الحق تنزل عند الحكمة أينما وجدتها فهى ضالتك، فأنت أحق بها وأهلها،رضعت لبانة الصدق والإخلاص فى العمل،منذ نعومة أظافرك،وجرت فى دمائك جينات والدك حاج مصطفى الذى لا يعرف التواكل ولا يرجئ قراراته إنتظاراً للآخر الذى قد لا يأتى،مع كونه لا ينفرد بالتنفيذ،يكوِّن اللجنة اى لجنة لبناء مسجد كوبر،او مدرسة بنات كوبر،ويدق صدرة ثمَّ يقول طبعاً رئيس اللجنة العبد لله ويشرع فى العمل فالرئاسة عنده ليست للوجاهة ولا طق الحنك ،لكن الرئيس للإقتداء والقيادة العمليةوتمثلتَ ياالطيب روح حاج مصطفى وسرتَ على نهجه،عندما توليت إدارة وكالة السودان للأنباء رفعتها إلى مصاف الوكالات العالمية فى غضون أشهر معدودة،وعندما توليت إدارة التلفزيون نقلته من المحلية الموغلة،إلى الفضاء اللامتناهِ ،وعمدت إلى مقعد السودان الإعلامى فى إتحادات العالم العربى والعالم الأفريقى،فأحييت مواته،وتفقدت العاملين معك،فرفعت شأنهم وجبرت كسرهم،وأصلحت ضررهم،وشدت للتلفزيون المبانِ،وأقمت به دورات المياه التى كانت قبلك دورة واحدة فقط للجميع،وبنيت المسجد وزوجت الأيامى منهم،وأطلقت يد مدير البرامج (حسن فضل المولى) فأجاد وأبدع،ولم تتدخل الا لانتاج الأغانى التى تعظم الأم،واضفتها لمكتبة التلفزيون ولم تتمكن من إنتاج أغنية عثمان حسين (ياناس لا لا) وفى عهدك أقام التلفزيون موسماً مسرحياً كاملاً على خشبة المسرح القومى (المهرج،سندوتشات حب بيرغر،من كى لى كى مطر،خطوبة سهير وغيرها) وانتزعت ميزانية التلفزيون من براثن المالية،ودخلت فى صراع لا ينتهى مع كل من يقف فى وجه تعظيم دور الإعلام المرئى.ودافعت بالسنان والبيان عن وطنك السودان فى المحافل الإقليمية والدولية.وزهدت فى كل المناصب وحتى فى إمتيازات المنصب الذى تشغله إلا فى الحدود الدنيا لتلك المناصب،ولن ننسى يوم دخلت التلفزيون للمرة الأولى بعد تعيينك،بعربة مدير سونا،وصرفت السائق فور وصولك وانخرطت فى إجتماع مطول مع قيادات التلفزيون إمتد حتى المساء،وكان المدير بالإنابة (بابكر حنين) خارج البلاد فى مهمة رسمية،ولم تقبل أن تستغل عربة مدير التلفزيون إحتراماً لزميلك الغائب،ورجعت لمنزلك ب(الصقعى) شرق حلة كوكو ب(بوكس الترحيل) والذى واظب سائقه(عمر قدور) على ترحيلك كل يوم صباح مساء بعد الفراغ من مهامه الروتينية،كل ذلك حتى لا تتهافت على امتلاك سيارة المدير وهى حق من حقوق الوظيفة !! ولم تُنزل حنين من سيارة المدير حتى بعد عودته من المأمورية.
-وفى الهيئة القومية للإتصالات كانت لك صولات وجولات، وفى منصب وزير الدولة للإتصالات كنت مخنوقاً من قيد الوظيفة وإستحلفتَ رئيس الجمهورية البشير ليعفيك، وظللت على إصرارك حتى أعفيت من الوزارة. وفى الصحافة الورقية كانت الإنتباهة التى سجلت أعلى نسبة توزيع منذ صدور أول صحيفة سودانية على الإطلاق، وفى منبر السلام العادل، جهرت بما كانت تقوله مجالس المدينة سراً، منذ مقال يوسف مصطفى التنى فى خمسينات القرن الماضى، اجترحت لك سبيلاً فى عالم السياسة فكان منبر السلام العادل. وانت المتمثل بقول سيدنا عمر بن الخطاب (للمؤمن عقلُ يمنعه من أن يُخدع، وورعٌ يمنعه من أن يخدع) وتقول عقب ذلك الدروشة ما بتنفع!!
– أبو الشهيد، أبو الرجال، أبو العيال ،حَمَّال الأسِيَة، رمز الجود والكرم، رب السيف والقلم، طاهر اليد واللسان، قوى الحجة والبيان، الصائم القائم، الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم، السياسى الإعلامى المجاهد الأستاذ المهندس الطيب مصطفى عبدالرحمن الذى انتقل عن هذه الفانية إلى رحاب رب غفور فى شهر من شهور الله المباركات بعد مكابدة مع مرض الكوفيد ١٩ فشقَّ على نعيه وتمثلت قول الشاعر
لعمرك ما الرزية فقد مال ولا فرس يموت ولا بعير
لكن الرزية فقد رجل يموت بموته خلق كثير
رحم الله الطيب الرجل الطيب،الذى قد يظن الناس به القسوة لفرط شدته فى الحق،وهو رقيق يمتلك قلب طفل ودمعته قريبة. رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة نزله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. كلكم حرامية ننتظر شنو يعني من المستشار الصحفي للمخلوع في حق خال المخلوع