مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: الشرطة ومافيا المخدرات

ظللنا منذ أمد ننبه الى ان هنالك اذرع لمافيا مخدرات عالمية تعمل فى تنشيط تجارة وزراعة المخدرات، وتقوم بعمليات التمويل اللازم ورسم الخطط والسياسات لتوسعة السوق بادخال اكبر قدر من شرائح المجتمع فى فئات المتعاطين، لضمان انسياب التجارة وتحقيق ارباح واموال طائلة تقود لاثراء اشخاص محددين فى المجتمع، ومن ثم تكثيف نشاط غسل الاموال وضخ اموال قذرة فى الانظمة المصرفية ذات مصادر غير مشروعة.
وتابعنا حادثة استشهاد عدد من عناصر الشرطة، وليس الامر بجديد، فقد ظلت الشرطة لسنوات عدة تقدم الشهداء والجرحى كلما نظمت حملة تستهدف ابادة مزارع المخدرات بالردوم، ومن لا يعرف الردوم ولا يعرف مزارع المخدرات فيها يظن انها قرية صغيرة او محمية طبيعية تتم زراعتها بصورة عشوائية من قبل مزارعين بسطاء جل همهم توفير لقمة العيش، ولكنهم لا يعلمون بل ويجهلون تماماً أن محمية الردوم عبارة عن اوكار لاخطر العصابات المنظمة عالمياً، واكاد اجزم بأن ممولي تلك المزارع الذين يقومون بتوفير التقاوى هم رأسماليون لهم باع وربما يكونوا ممولين للدول، فقد جرت العادة ان كبار تجار المخدرات يسعون دائماً لاحتواء قادة الدول ومسؤوليها، ووصل الأمر فى كولمبيا ان الرئيس الذى سيتولى الحكم عبر انتخابات يجب ان يكون عليه اجماع من قبل كبار زعماء مافيا المخدرات حتى يقوموا بتمويل حملته الانتخابية وتمويل برامجه التنموية وهكذا.
والآن ما نود قوله انه حدث ما حدث ووقع ما ظللنا ننبه له طيلة الفترات الماضية من خطورة تلك العصابات التى باتت تمتلك السلاح والعتاد الحربي الذى يفوق عتاد الاجهزة النظامية، ولديها من المعينات المادية واللوجستية ما يمكنها من خوض معارك ضارية تهدد الامن والسلم المجتمعى لانسان دارفور.
وباختصار الشرطة تحارب لوحدها للحفاظ على المجتمع، واليد الواحدة لا تصفق يا هؤلاء، لذلك لا بد من اعانتها بزيادة اعداد القوات والمتحركات وتوفير معينات برية وبحرية لمحاربة المخدرات، فالشرطة يجب ان تمتلك اسطول مروحيات يتكون من اكثر من (10) مروحيات حربية مخصصة لمطاردة الجناة وقصف المزارع وتبادل اطلاق النار والقيام بمهام الاستكشاف والتأمين، بجانب حاجتها لمواعين نقل نهرى وبحرى مجهزة بالاسلحة والعتاد الحربي لمحاربة تهريب المخدرات عبر الانهار وعبر البحر الاحمر، وايضاً بحاجة لمركبات (تاتشر) و (تندرا) وغيرها من المركبات الحربية التى تمكن من خوض معارك ضارية مع هذه العصابات، بجانب حاجتها للتأهيل والتدريب لقواتها، وكل هذا لا يتأتى إلا بمفوضية وطنية فاعلة قائمة بدورها على اتم وجه، فأين تلك المفوضية يا هؤلاء؟
ونترحم اليوم على شهداء الشرطة وفى الحلق غصة والعين تدمع والقلب يدمى لفراق هؤلاء الفرسان الشباب فى سبيل حماية الوطن والمواطن، والحل ليس فى تسيير حملة اخرى للانتقام والرد، ولكن الحل فى توفير المعينات اولاً، ومن ثم وضع خطة ابادة شاملة تعقبها مشروعات زراعية بديلة لزراعة (البنقو).

هاجر سليمان
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. أها .. سيدة الأعمال الأفريقية الجات للسودان عشان تصور أفلام جنسية إباحية خبرا شنو !؟
    بدت التصوير ؟