أشرف خليل يكتب: في القيادة: (لا يصح إلا الصحيح)!!

من المبكيات المنغصة اننا ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة قبلنا بكل ما كنا نهتم منه ونعتب..
(لُكنا القرضة) في شان خاطر الأمور تمشي والأحوال تتبدل..
(عشان نبني سودانا الجديد)..
قبلنا باستمرار الضائقة الاقتصادية بل وعلى نحو أسوأ..
ومعالجات السلام المعطوبة المشكوك في سلامتها وسلامها..
سكتنا على ارتهان قرارنا السياسي للخارج..
وارتباط قادتنا الواضح بالاجندة غير الوطنية ..
قلنا إن حميدتي كويس..
والبرهان ما بطال..
صبرنا على حمدوك وقلنا (حيسخن بعد شوية)..
(دفقنا مويتنا) علي (رهاب) جبريل (الحينزل الدولار)..
وان الحبر مغلوب على أمره وسينتصر…
و(سد النهضة وانسدا)..
ومناع ماسكاهو (ام فريحانة..
اجتهدنا مع القراي لغاية ما (خارجناهو)..
تغاضينا عن (الفاخر)..
ولم نجابه (سيداو) إلا بـ (فضيل)..
ولم نشاهد على مسارحنا لا (هاملت) ولا (عطيل)..
استمرت الصفوف وعاود الخوف..
لكن كل ذلك وغيره لم يشفع في أحداث اي تحسن ولا حتى سلكان الوجهة الصحيحة بعيدا عن الهم وغرب الوجع..
ولو كنا نعلم أن نارنا ستلد الرماد، ما كنا ولعناها.. ولا (شلعوها الخوالدة)..
منذ قيام الثورة لا شي حصل يمكن وضعه في الخانة الإيجابية..
في كل يوم تستحكم وتضيق الفرص للنفاذ إلى حلول داخل تلك المربعات التي حصل بعضهم عليها دون استحقاق، فنالوا امتياز (التلتلة) و(المزازة) دون طائل ولا عائد..
صعدوا إلى هناك وبدأوا في (صواتة) حلة (العزابة) دون خبرة أو كتاب!!..
ولم يعد احدا راضياً..
ولا (متعشي) ولا (متحري)
لذا فإن حراك 29 رمضان كان أفضل شيء حصل لنا..
فيه بدأنا فعلا في توسيعها بعد إن غلبنا سدها..
و(من وين يوجعك)..
ولان لا احد قام إلى مشكلاتنا لحلها فلتقم إذن المشكلات بواجبها ولنعقد المشكلة و(البغلة في الابريق) و(العقدة في المنشار)..
جهة ما عليها المبادرة وفعلا شي لتحريك الراكض في الأجندة الوطنية وتبديل المشاهد بدلا عن تلك السطحية والكسل واللارؤية..
بعد الظن ان محفل أسر الشهداء علي نفح صناعته وتدبيره قد فعل..
لم تعد الدنيا بعده كما كانت قبلاً..
صحيح أنه لم يتغير شيئا تماما ولكنها موجة جديدة حصل فيها الحزب الشيوعي على نقاط جديدة والثوار وقانون الكونغرس..
كما انحسرت خطوط البعثيين وبدت الحسرة علي حميدتي والانسحابية علي البرهان وتراجعت حظوظ اسامة داؤد بينما دخل (الكيزان) اكثر الي المناطق الدافئة!!
تمت إعادة الرسم بالهتاف واخضعت اللعبة الي معاملها المدعى بها وشغل الشارع الشاغلين وبدا أن البلاد ستعاود تفويض أمرها للحشود نحو الشارع الممدود صوب القصر!!.

صحيفة الانتباهة