حوارات ولقاءات

الشيخ موسى هلال رئيس “مجلس الصحوة” : التغيير يجب أن ينشد المصالحات للشعب السوداني

سيكون لنا دور في إخراج البلد من أزماتها


مجلس الصحوة جزء من المكونات ولا بد من فتح منبر جديد

المصالحات دور طبيعي لرجل الإدارة الأهلية

العدالة هي العدالة سواء داخل السودان أو خارجه

السودان بلد غني لا يحتاج إلى دعومات أو قروض خارجية

أنا من دعاة العفو والمصالحة في فض الاعتصام

فض الاعتصام يجب ألا يكون بعبعاً يُعطّل الدولة والاستقرار السياسي

مقدمة:

يعتبر الشيخ موسى هلال عبد الله رئيس مجلس الصحوة الثوري السوداني، من أبرز قيادات الإدارة الأهلية بالسودان، شارك في برلمان الإنقاذ ممثلاً لمحلية الواحة وأسس مجلس الصحوة عام 2014م، واعتقل مرتين في عهد الإنقاذ قبل التمرد وبعده، وفقد أكثر من 60 من أسرته المقربين، وعمل في رتق النسيج الاجتماعي والمصالحات الاجتماعية، وهو ابن زعيم إدارة أهلية بارز بولاية شمال دارفور، ويتمتع بعلاقات واسعة مع زعماء العشائر في الداخل والخارج وقيادات الطريقة التجانية في دول الجوار، وأصبح الآن يدعو للتصالح ونبذ الفرقة والشتات ووحدة عشيرته الرزيقات التي طوت الخلافات بين بعض مكوناتها.

فمعاً إلى مضابط حوارنا معه:

* بداية كيف تنظرون إلى التطورات والتغيير الذي حدث في البلاد بعد ثورة ديسمبر؟

-التغيير هو كله تطور حديث وجديد، والتغيير بصفة عامة مطلوب وهو أحدث متغيرات في الدولة، ولكن ما هي نوعية المتغيرات هل هي إيجابية أم غير إيجابية؟ هذا هو السؤال المفروض أن يطرح وهو الذي أسأله لنفسي وأي مواطن سوداني مفروض يسأله لنفسه وفي تقديري أننا غيّرنا النظام البائد باعتبار أنه سيئ، ولكن أتينا بنظام سلبياته وإيجابياته لما تحسب أيضاً بها سوء وازداد السوء سوءاً للمواطن السوداني من حيث المعاش ومحاور كثيرة. وفي تقديري التغيير مفروض أن ينشد المصالحات العامة لمكونات الشعب السوداني سواء كان مكونات سياسية أو كيانات أهلية واجتماعية أو حركات مسلحة.

* أنتم كنتم جزءاً من الحرية والتغيير، وهي تعتبر الآن الحاضنة السياسية للحكومة هل لا زلتم جزءاً منها؟

– نحن جزء من الحرية والتغيير من حيث الفكر المخالف للوضع البائد، وكنا جزءاً منها لأننا عارضنا النظام البائد في ثلاثة أو أربعة أشياء كنا ندعو فيها, منها الإصلاح السياسي والاقتصادي والمصالحات الاجتماعية بما فيها ملف الحركات المسلحة بالذات الحركات الخارجة عن الدولة أمثال حركات دارفور والحركة الشعبية شمال قطاع عقار وقطاع عبد العزيز الحلو، وكان طرحنا أن تكون هنالك مفاوضات حقيقية تعالج القضايا معالجة شاملة، وهذا أدى أن نكون جزءاً من الحراك السياسي الذي ينشد التغيير، وكنا في نداء السودان وإعلان الحرية، ولكن لم نحظ بأي تعامل مع النظامين بطريقة شفافة، وأنا كرئيس لمجلس الصحوة كنت سجيناً للعهدين إلى أن خرجت من المعتقل قبل رمضان بشهر، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون لنا دور في سياسة البلد الماشة في مستقبل البلد، ولكن “لتر أون” يكون عندنا دور في إخراج البلد من الضيق المعيشي والظلم أو مصالحات شاملة.

* أنتم كمجلس الصحوة كيف تنظرون إلى اتفاق السلام الذي تم في جوبا بين الحركات المسلحة والحكومة وهل سيؤدي إلى الاستقرار في دارفور؟

– والله السلام من حيث هو وأياً كانت درجته صغيرة أو قليلة هو شيء مقبول، والسلام هو اسم من أسماء الله جل جلاله، وما في معنى من غير المصالحات والصلح الشامل بالنسبة للوطن، نُخرِج البلاد من المأزق والضيق والكبت الموجود في الوطن، وقد لا يكون مشروع السلام الذي تم في جوبا معالجاً لكل إشكالات السلام، ولكن قد يعالج جزئية من المشاكل، وفي النهاية الناس تتمنى أن يكمل ما تبقى من دوائر خارجة عن هذا السلام، مثال حركة عبد الواحد محمد نور وحركة عبد العزيز الحلو ومجلس الصحوة، ويجب أن يشمل كل الموجودين في الخارج ولهم دوائر ومعسكرات حتى نحن في مجلس الصحوة لم يشملنا السلام..

* هل أنتم كمجلس صحوة ستشاركون في المفاوضات القادمة بجوبا؟

– ما تمت دعوتنا إلى الآن، ولكن متى ما تلتفت الحكومة لمشروع السلام والمفاوضات نحن مبدئياً لا نرفض السلام والمفاوضات، ولكن قد لا يكون منبر جوبا هو المنبر بالنسبة لمجلس الصحوة وقد يكون منبراً مختلفاً..

* إذن هل نتوقع فتح منبر جديد بالنسبة لمجلس الصحوة؟

– مجلس الصحوة جزء من المكونات التي من المفترض أن يتم التفاوض معها، ولا يوجد تفاوض بدون منبر، ولا بد من فتح منبر جديد..

* مؤخراً التقيت بالسيد رئيس المجلس السيادي البرهان هل تمت مناقشة وضعية مجلس الصحوة الثوري؟

– والله أخونا رئيس مجلس السيادة هو زارني في المنزل وأنا زرته في المكتب، واللقاء لم يكن ذا طابع لمناقشة القضايا بل هو لقاء ودي واجتماعي وحتى في المكتب كان مراجعة للمسائل الماضية والمعرفة القديمة بيننا، وأيضاً لا تخلو من أن كل الناس همهم مسألة الوطن وللتحية والمجاملة ولخصت المقابلة في لقاء كاميرا من كاميرات الإعلام وما فتحنا نقاشاً في القضايا..

* كزعيم أهلي سوداني سبق أن قمت بمصالحات كبيرة في المحليات الغربية لولاية شمال دارفور خاصة محلية السريف وأدت إلى الاستقرار، الآن ما هو دوركم في نزع فتيل الأزمة في غرب دارفور وجنوب دارفور وشرق السودان وبعض مناطق السودان التي تعاني صراعات وجراحات؟

-هذا هو دورنا الطبيعي كرموز للمجتمع خاصة كقيادات للإدارات الأهلية، وهو دور رجل الإدارة الأهلية أن يقوم بمصالحات قاعدية واجتماعية في أي مكان ويعمل على تفكيك الاحتكاكات ويجد حلولاً بين الناس، وهذا دور طبيعي وما قمنا به كثير والمطلوب منا أكثر، ولا بد من أن نواصل المشوار إن شاء الله..

* كيف تنظرون إلى الأصوات التي تقول إن العدالة داخل الوطن لا تتم إلا عبر المحكمة الجنائية الدولية؟

– والله العدالة هي العدالة إن كانت داخل السودان أو خارجه، لكن المهم في العدالة هو تنفيذها والإجراءات الصحيحة والقضايا الحقيقية والعدالة هي العدالة في الداخل أو الخارج، ولكن من حيث الجانب المعنوي بالنسبة للسودان والجانب الأدبي بالنسبة لدولة السودان والجانب السيادي أرى أن المحاكمات داخل السودان هي الأرجح، لأنها تعطي الدولة عظمتها وسيادتها وهيبتها كدولة قائمة ومستقلة، أنا أفتكر أن المحاكمات الداخلية هي أوقع وأكثر حظاً في تقديري الشخصي، لأن الناس ما بتوافق أن تسلم مواطنين سودانيين لعدالة خارجية، أسأل الله أن تتم العدالة داخل السودان وكل شخص يجد حقه في داخل السودان.

* الآن الوضع الاقتصادي متدهور، وأقيم مؤتمر لدعم الاقتصاد والفترة الانتقالية في باريس كيف تنظر إلى هذا المؤتمر؟

-الدولة لا تنقطع عن العلاقات والصلات في كل المجالات سواء العلاقات الدولية، يجب أن لا تنقطع الدولة عن العالم في كل المجالات سياسية، أمنية، اقتصادية وقومية، لكن في تقديري اعتماد السودان على محاصصات الاقتصاد الخارجي الدعم الخارجي، أفتكر السودان بلد من أغنى الدول من ناحية ما يحظى به من اقتصاد داخلي في مجال البيئة والثروة الحيوانية والمعادن والصمغ العربي والمشاريع الزراعية، ومجالات واسعة، وهو بلد ربنا حباه بالخير، لكن إدارة السودان للموارد بها نقص كبير، وتقصير ويحتاج لإدارة اقتصادية حقيقية أمينة صادقة، وبالتالي لا يحتاج لأي دعومات أو قروض خارجية إلا في مجال مشاريعه الاستثمارية، ومصالحه المشتركة والمتبادلة، لكن السودان بخير يحتاج لإدارة مالية صادقة لكي تخرج السودان لبر الأمان.

* ماذا عن مؤتمر باريس؟

– فيما يتعلق بمؤتمر باريس فليس لدي تفاصيل، ولكن طالما السودان في موقف حرج من ناحية اقتصادية وضيق، فلا بأس أن يقام مثل هذا المؤتمر إذا كان يشكل طفرة في الاقتصاد أو تأتي للخزينة دعومات كالقروض الخارجية، لكن أميل لاستثمار المصالح المشتركة بين السودان والدول المستثمرة، والسودان لا يحتاج لـ”الشحدة والدعومات والكلام الفارغ الماشي دا”.

* مؤخرًا ظهرت أصوات تتحدث عن الشهداء وشهداء ثورة ديسمبر2019م، علماً أن دارفور قدمت أكثر من 300 ألف شهيد، والنيل الأزرق وجبال النوبة، كيف تنظر إلى حصر الشهداء في ولاية الخرطوم فقط واتهام أشخاص بعينهم بفض اعتصام القيادة العامة؟

-الشهادة في السودان قديمة متجددة، ولو مسكت منذ عهد الاستعمار والثورات، التي قامت ومن عهد مايو وأنت جاي حدثت ضربة الجزيرة أبا وشهداء في غرب السودان وشرقه وشماله ووسط وجنوب السودان، وفي عهد الإنقاذ الضباط والأمن والشباب وفترة الجهاد في الجنوب الشعب السوداني فقد أرواحاً كثيرة من أبنائه وهو فقد للسودان كله بمن فيهم شهداء2013م وشهداء 2019 فض الاعتصام وما شابه ذلك، ولكن أفتكر أن القضايا مثل هذه في جميع الأوطان التي تمت بها ثورات واحتراب سياسي واستشهاد عملت مصالحة عامة وأنا من دعاة المصالحة والعفو الشامل، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، وأبناء السودان عندنا جميعا غالين لدينا، سواء من توفوا في غرب أو وسط أو شرق السودان والجزيرة، فهم من أب وأم سودانيين، على مستوى الأسرة والمكون القبلي الاجتماعي، وكل إنسان يتأثر بالشهيد الذي فقده، لذلك أرى أن الثورة مركزة على شهداء فض الاعتصام فقط، ليس لديهم مرجعية لما حدث بالسودان، وأن لا تكون المسألة ديمومة أو عكننة أو بعبعاً يعطل مسار الدولة والاستقرار السياسي الماشي، فلابد من معالجة عبر العفو الشامل والصلح من جبر ضرر وديات وغيره، وامتصاص الغضب، وأن لا يأتي كل حول أو عام ونفقد بالبلد عبر المظاهرات أحداً، وهذه تخلق جفوة وابتعاد المجتمع بقدر ما ما تقرب الشقة بين الناس، وأنا من دعاة المصالحة الشاملة لكل هذه.

* مقاطعة كيف تفسر الاتهام لأشخاص؟

-الاتهام الذي ذكرته أرى أنه اتهام سابق لأوانه في تقديري ما دامت هناك لجان تحقيق وعدالة ماشة يجب أن تصمت حتى تظهر نتائج التحقيق، وحسب ما تابعت في مؤتمر صحفي للفريق الكباشي والفترة الأخيرة والسابقة والمقولات الماشة من لجنة التحقيق والشيء الذي يكتب في الإعلام ليس من الإمكانية الوصول للناس الذين نفذوا فض الاعتصام، وهناك دعاوى تميل لمن أعطوا التعليمات واتخذوا القرار لفض الاعتصام بالطريقة التي تمت بالعنف، وبالتالي حسب تقديري وتقييمي لما قاله كباشي بالمؤتمر الصحفي فإن القرار يشمل كل مكون الحكومة المدني والعسكري، حسب حديث كباشي بفض اعتصام كولمبيا، ومن ثم امتد وذهب للقيادة، وافتكر أن القرار نابع من مجموعة المكون الرئاسي بصفة عامة وليس محدداً في شخص أو شخصين، وبالتالي افتكر المسألة سابقة لأوانها، وأخذت طابعاً آخر وفيها رائحة تشويش سياسي، وبهذه الطريقة إن لم يخلق زيادة فتنة ووسع دائرة الخلاف بين المواطنين والشعب لما يقرب الحل ودرء الفتنة بطريقة عقلانية، في تقديري أن العقلانية والطريقة الحكيمة، والخطاب المرن والدبلوماسية تقول إن تعالج القضية عن طريق العرف السوداني المعروف مثلما هناك شهداء سقطوا، والناس غضوا الطرف عبر منابر الحوار، وسلام ومنابر جبر ضرر وعفو، أن يأخذ مثل المنحنى اعتصام القيادة العامة الموت الفيهو ليس ملونًا، وذلك غير ملوناً، الموت موت، فالشعب السوداني كلو واحد، وأبناء الشعب السوداني.

*هل تعتقد أن هناك جهات تريد الفتن والوقوف بين المكونات العسكرية في البلاد؟

-هذا صحيح مية في المية ودليل واضح لخلق مزيد من الخلافات بين المكونات سواء كانت مدنية أو عسكرية أو سياسية، وهذا المفترض أن يستدركه الناس ويضعوا له المعالجات.

 

حوار– الغالي شقيفات
صحيفة الصيحة