معول الهدم .. وضياع الكاتالوج
من الأوهام الكبيرة أن يقول أحدهم أن نهاية نظام الإنقاذ بعد ثلاثين سنة كانت هي نهاية لثلاثة عقود من القمع وبيوت الاشباح وطوابير المعاناة والفساد والنهب المستمر للمال العام .. ويسرد مثل هذه القصة كمرافعة تبريرية للدفاع عن واقع اليوم البئيس في البلد ..
هذا هو الوهم والخم والاستخفاف بالعقول بكل ما تعنيه هذه المفردات .. لأن الإنقاذ لو صنعت مثل هذا الواقع الذي يعيشه المواطن السوداني اليوم لأشهر قليلة فقط لسقطت وماتت وشبعت موتاً قبل ربع قرن ..
الحقيقة أن الإنقاذ استمرت ثلاثين سنة طويلة بسياسات وتكتيكات ومراحل مختلفة ومتنوعة ، حدثت فيها الكثير من التحولات والتراجعات التي أجرتها لنفسها بنفسها .. راغبةً كانت أو راهبة .. طائعةً أو خاضعة للضغوط المختلفة ..
كما أن من الوهم أيضاً وعدم الدقة أن يتحدث مثل هذا السارد لحكاية النظام السابق من منصة الحديث عن نضال متواصل للأحزاب والقوى السياسية أو حتى ما يسمى بقوى الكفاح المسلح على مدى ثلاثة عقود بهدف إسقاط نظام الإنقاذ ..
لأن هذا غير صحيح بل بمقدورنا أن نزعم أن معظم الأحزاب التي كانت تقود المعارضة ضد نظام الإنقاذ استفادت في مرحلة من المراحل من اختلاف المناخ السياسي والتحولات التي حدثت خلال الثلاثين سنة بدءًا من مرحلة خروج كبار السياسيين وقادة الأحزاب من مخابئهم بعد تغير المناخ السياسي نسبياً ، بعد سنوات قليلة من حكم البشير ووصولاً الى مرحلة شهدت الكثير من التعايش السياسي والتسويات بلغت حداً تبدل فيه مقعد المعارض الأول للبشير في مرحلة من المراحل من أقصى اليسار واحزابه التي صارت لها مقار تمارس فيها نشاطها الى أقصى اليمين حين كان المعارض الأول للبشير هو الترابي ثم كان الترابي حليفاً وشريكاً للاحزاب الحالية التي نسيت في تلك الفترة أنه مهندس الانقلاب ثم تذكرت ذلك له ولحزبه بعد سقوط النظام فقط لتقصيهم وتقصي جميع الثوار اليمينيين والاسلاميين من المشهد ..!
نعم الانقاذ فسدت ونهبت وقمعت لكن قصتها الصحيحة وغير المزورة لم تكن كلها بيوت أشباح وقمع وكبت وتعذيب وطوابير معاناة .. فقد شهدت سنوات من الانفتاح والانتعاش السياسي وسنوات أخرى بعد خروج النفط وقبل الانفصال انتعشت فيها البلد اقتصادياً وتحققت فيها الكثير من الإنجازات .
شهدت مرحلة من الحروب والقتل ورائحة الدم .. ومرحلة أخرى من السلام والتسوية والاتفاق مع الكثير من حملة السلاح بما فيهم قادة اليوم .
هذه هي القصة الحقيقية .. التي كان يجب أن يستوعبها ويدرس أوراقها وفصولها قادة الفترة الانتقالية قبل أن ( يجروا قلمهم ) في الصفحات الجديدة حتى يبدأوا بداية صحيحة .
القصة التي تفيد بأن نظام الإنقاذ نعم تجب محاسبته على ما اقترف من فساد لكن وفي نفس الوقت ليس هناك فائدة أو جدوى في محاولة نسف أو إنكار كل ما تم من إنجازات بل التعامل مع المنجزات بتصالح تام للبناء عليها بحيث يبدأ من بيده السلطة اليوم خطواته الجديدة من حيث انتهى سابقه مع التصحيح اللازم للمنهج ومعالجة الاخطاء بالتأكيد .
لكن معول الهدم وعقليته لا يمكن أن تكون هي نفسها معاول البناء .. لذلك لم تكن إدانة الاسلاميين في عملية تفكيك تمكين دولتهم تستدعي أن يتم هدم كل شيء بنوه لتأكيدها ..
فمثلًا أن يتم إلغاء اتفاقية منظمة الدعوة الاسلامية التي كانت تمثل مدخلاً استراتيجياً للسودان في أفريقيا كان وسيظل يحتاجه الوطن اليوم وغداً ..بل كان من الممكن وبكل بساطة مخاطبة مؤسسي المنظمة واعضاء مجلس أمنائها من المانحين في الدول الخليجية باسترداد ما تحصل عليه قادة المنظمة السابقين من مال وارض بغير وجه حق ومطالبتهم باستبدال قيادات وادارات هذه المنظمة بقيادات وادارات جديدة والاحتفاظ بوجودها في السودان لتوجه عملها لخدمة المجتمع وتعزز دورها في افريقيا .
هذا هو نوع العمل التصحيحي الذي لا يهتم بالفرقعة السياسية أكثر من اهتمامه بالمكسب الحقيقي الذي يتحقق للسودان .
معول الهدم والنسف التام بحجة التفكيك هو معول مخيف حقيقة وهو أحد أسرار الفشل الجيني والعضوي في التجربة الانتقالية البائسة في البلد .
خاصة وأن من أراد تفكيك تمكين الانقاذ ( صامولة صامولة ) كان يعرف جيداً أن كل صامولة يتم فكها يجب قبل الفك التأكد جيداً من المفصل الذي ترتبط به من مفاصل الدولة ..
لكنه لم يفعل ذلك فأنجز عملية الهدم بلا كتالوج ولا خارطة لإعادة تربيط هيكل الدولة المفكك .. ومن سوء حظه أن من يقودون الجهاز التنفيذي والدولة ثبت الان ومن خلال التجربة أنهم لايعرفون شيئاً عن فقه بناءة وإدارة الدولة وثقافة تركيب المفكك ..
الان ليست المشكلة في الواقع الحالي الاقتصادي والمعيشي والأمني والسياسي بل المشكلة الأكبر أنه ليس هناك أمل مرتجى في تغيير هذا الواقع وزوال الألم والمعاناة
لا توجد أية خطة يعرفها أحد أو ينتظرها ، لا يوجد فعل مبشر نترقب نتيجته أو قيادة ملهمة موثوقة نثق في قدرتها على فعل شيء .. لك الله ياوطني
جمال على حسن
صحيفة اليوم التالي
بتبكي على منظمة الدعوة الإسلامية.. دموع التماسيح دي كانت وين لمن دمروا مشروع الجزيرة والسكة حديد وكل ما هو ملك للشعب وحولوه لمصلحتهم.. كتابات حباب النافع..تف تفووووا.وسخ..!
لا ادري أين كنت زمن الفساد والافساد
اين مال البترول ١٠ كباري وسد مروي بالقروض وكمان ربويه
كانت الإنقاذ تقتطع قطعه قطعه من السودان ليستمر البشير في الحكم
كانت الإنقاذ تبيع مقدرات المشاريع وحتي الناجحه منها في الدلالة وبسعر بخس
كانت الإنقاذ تدمر المشروعات ليستفيد منها منسوبيها ويبقي البشير حاكمًا فوق حطام البلد
اتق الله اما تكتب
إذاً …
فليعد للكوز مجده
او تسل منا الدماء
…………………
…….. كل الدماء