محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: ذكرى (وحدث ما حدث)

(1)

] في مثل هذا اليوم قبل عامين، في يوم الإثنين الساعة الخامسة صباحاً وفي ظرف أصعب من ذلك والناس صيام وفي آخر أيام شهر رمضان المبارك والأمهات يترقبن (الغائب) ليعود من جديد للبلد، فقدت أمهات أبناءهن في ميدان الاعتصام بعد أن اقتحمت قوة مسلحة ما زالوا يقولون عنها إنها قوة (مجهولة) رغم أن راع الضأن في الخلا يعرفها – ربما أن الجهة الوحيدة التي لا تدركها ولا تعرف هذه القوة المسلحة هي لجنة نبيل أديب. هذه القوة المسلحة اقتحمت ميدان الاعتصام في محيط القيادة العامة وأطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع وأضرمت النيران في مجموعة مسالمة – لا تحمل في جوفها غير نية صيام اليوم الأخير في شهر رمضان.

] سلاحهم الذي كانوا يدخلون به صيامهم هذا (بلحات) تناولوها قبل الإمساك، وهم لا يدركون أنها كانت آخر ما لهم في هذه الدنيا.

] هذا الاقتحام المسلح راح ضحيته (800) شخص ما بين شهيد ومفقود– من بين الأحياء والأموات الذين ذهبت جثث بعضهم إلى قاع النيل، لأنهم ما كانوا يمتلكون الجرأة لرؤية ما فعلوه في أولئك الضحايا الذين اختاروا لهم (قاع النيل) ومازال بعضهم في المشارح يفتقد للهوية ولا يجد حتى لأمر الدفن من النيابة.

] كانوا جثثاً (مجهولة) الهوية – في مشارح وثلاجات مقطوعة منها الكهرباء – نعم كان بعضهم جثثاً (مجهولة) الهوية مثل الذين قتلوهم إذ نقرب من أن تقيد القضية ضد (مجهول)…وإن كان ذلك المجهول علماً فوق رأسه نار!!

] لجنة نبيل أديب ما زالت تشاهد في مقاطع (فيديو) لتلك المجزرة في دورة تقرب من بطولة كأس العالم الذي تشاهد مبارياته كل (4) سنوات.

] ربما ينتظرون (مكالمة) هاتفية من القاتل يعترف فيها بأنه هو القاتل. عندها سوف يقولون إنهم في حاجة إلى 4 سنوات أخرى لفحص هذه المكالمات والتأكد منها.

] هذا الذي يفعلوه من أجل حماية (المجرم) لو فعلوا عشره لحماية (الضحية) لما وقعت هذه المجزرة.

(2)

] إن كانت مجزرة بشرية راح ضحيتها قرابة الـ 800 شخص في محيط القيادة العامة في آخر أيام شهر رمضان المبارك ، تلخصها الحكومة وتنهيها بـ (وحدث ما حدث) فماذا تنتظرون من بعد من هذه الحكومة؟

] مجرزة تحدث عنها العالم كله انتهت بـ (وحدث ما حدث)، عن أي شيء بعد ذلك نتحدث؟ وكيف لنا أن نلوم الحكومة بعد هذا القول والتعليل؟

] طبيعي أن يرتفع الدولار بهذه الصورة الجنونية وتشتعل الأسعار بتلك الطريقة – كل ذلك يمكن أن يدرج تحت (وحدث ما حدث).

] منطقي جداً أن يتم تهريب (الذهب) من دولة عاجزة من توفير وقود الكهرباء ، وليس في الأمر عجب (وحدث ما حدث).

] للفلول ولقيادات النظام البائد أن يفعلوا ما يشاءون وأن يخربوا ويفسدوا ويجتمعوا ويخططوا للعودة من جديد. هناك من يشكل لهم الغطاء ويوفر لهم الحماية (وحدث ما حدث).

] إذا حدث انقلاب عسكري سوف يقولون (وحدث ما حدث).

] لا أحد يمكن أن يحاسب مسؤولا أو موظفا في القصور ولا تملك الحكومة محاسبة إدارة الكهرباء أو التحقيق في هذا القطاع لمعرفة سبب قطوعات التيار الكهربائي. يوجد رد جاهز لهذه القطوعات يلخص في (وحدث ما حدث).

] لقد وجدت الحكومة (العذر) لمجزرة بهذه الفظاعة التي ما زال التحقيق جارياً فيها رغم أن المجزرة مضى عليها عامان. ولا جدوى من (التحقيق) إذا هم فسروها مسبقاً بـ (وحدث ما حدث).

] حتى تسمية الجريمة أو وصف المجزرة ليس عندهم له غير (وحدث ما حدث) – ماذا تنتظرون منهم بعد ذلك.

] لا شيء بعد (وحدث ما حدث) إنه قول يجب ما قبله من جرم!!

(3)

] بغم /

] أسوأ من المجزرة (وحدث ما حدث).

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد