مقالات متنوعة

لن يختار أحدهما العنف

يتخوف الشارع السوداني من حالة التوتر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من أن تقع صدامات مسلحة بينهما في العاصمة الخرطوم هذا الخلاف الذي اصبح معلناً إن كان بأسلوب التصريحات او المناورات العسكرية ، وبالرغم من أن المتحدثين للجيش والدعم السريع نفيا هذا الخلاف سابقاً واعتبراه جزءاً من أدوات تعمل على بث الشائعات وتسعى للوقيعة بين الطرفين ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني وجود خلافات حاكاه بالنفي المتحدث من قوات الدعم السريع الى ان ظهر الخلاف على السطح وأصبح واقعاً ملموساً وخبراً عمَّ القرى والحضر بعدها لم يجد العميدان جمال وابوهاجة تفسيراً لـ( الدسدسة) بالرغم من ان كل المؤشرات كانت تؤكد ذلك الخلاف ولكن بالرغم من التوقعات السلبية وماتبثه الأسافير من احتمالات كارثية، الا انني لم أتوقع أبداً ان الخلافات بين رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو ، ستؤدي الى صدام بين قادة الجيش السوداني وقادة الدعم السريع وان هذا الخيار بعيد جداً بالنسبة لكليهما ، بالرغم من كونه احتمالاً قائماً.
وذلك لعدة أسباب أولها المصالح التي تربطهما والمكانة التي اكتسبوها بالاضافة الى الامتيازات التي حصلوا عليها نتيجة للثورة وعملية التغيير.
ثانياً: الدعم السريع قنن وشرعن وجود قواته عبر الوثيقة الدستورية، التي تعتمد قواته ضمن تركيبة القوات النظامية تعمل تحت مظلة القائد الأعلى للجيش ورئيس مجلس السيادة ، لهذا فإن أي مواجهات مباشرة ستجعل الدعم السريع يفقد هذه الشرعية على الأقل من جانب الشارع والمجتمع الإقليمي والدولي الذي وافق على وجوده في المعادلة.
ثالثاً: ان أي مواجهات لقوات الدعم السريع مع الجيش السوداني سيكون لها أثرها السلبي على حركته الاقتصادية المتطورة وربما تعرض الرجل الى حسرات كبيرة كما انه يحتاج للاستقرار والحركة الدولية لذلك ان اجواء القتال والتوتر سيكون الخاسر الاكبر فيها حميدتي وليس المؤسسة العسكرية.
رابعاً: وهذا يختص بالجيش السوداني الذي ان اختار قرار المواجهة وهو الذي يعلم انه يعاني من رفض الشارع واستمراره في السلطة وتلاحقه كثير من الأصوات الحزبية والثورية بهتافات ضرورة التخلي عن السياسة والخروج من أروقة الحكم لذلك فإن مبادرته بدق طبول الحرب او الدعوة لأي نوع من العنف سيجعل قادته عرضة للخروج من المعادلة السياسية بضغط الشارع وقوة المجتمع الدولي الذي قبل بشراكته مع المدنيين حتى يتحقق انتقال سلس للسلطة.
لهذا وغيره فإن الطرفين سيجنحان للسلم من أجل مصلحتهما ويختاران التعايش مع بعضهما البعض بسلام، حتى وإن حدث ذلك كُرهاً وبلا رغبة ، لأن الإتجاه للعنف سيأتي بنتيجة واحدة وهي خروجهم بلا رجعة من الحوش السياسي، إن كان عبر النافذة الجانبية او عبر البوابة الرئيسية ، وهذا مالا يريده البرهان ولا حميدتي فكلاهما السياسة والسلطة أهم له من كل مايملك ويمتلك، فالبرهان ماطاوع رغباته في التخلي عن حميدتي إلا من أجل السلطة والانفراد بنفوذ أكبر، وحميدتي لم يضطر الى التباكي علناً على الهواء إلا لأنه الرجل الثاني في السلطة وليس الأول !!
طيف أخير:
ذلك المستقبل الذي يقلقك، ربما لستَ فيه

صباح محمد الحسن
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. انت يااستاذة شغالين تحرشوا السنة كلها ومعاها استفزازت وعدم قناعة منكم بان الوضع هش .وعندما بدأت بوادر النهاية صرتي تتطمني في نفسك .غشتكم رائحة الموت والخراب فصرتم تكتبون ان لا احد فيهم سيواجه الاخر لا يااختي سيتواجهون وعندها لن ينفع الندم انت صحفية فارجعي واقرئي الواقع مرة اخري