سليمان الماحي يكتب: تسونامي سد النهضة
تمضي الأيام على نحو متسارع وبالنحو الذي يجعل أثيوبيا قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ تهديدها المتمثل في تعبئة المرحلة الثانية لسد النهضة وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤجج من الخلاف الناشب بين دولتي السودان ومصر في مواجهة انفراد دولة أثيوبيا بتعبئة السد قبيل الوصول لاتفاق مقنع يضمن حقوق دول المصب .
سد النهضة الاثيوبي بات الشغل الشاغل لعموم أهل السودان فما اجتمع شخصان في الافراح أو الاتراح أو حتى في المواصلات إلا كان السد ثالثهما و الملاحظ انه مع اقتراب الموعد المضروب لتنفيذ المرحلة الثانية يحتدم النقاش ساخنا وبصوت مسموع وليس ثمة غرابة في ذلك لطالما أن نهر النيل هو شريان الحياة لعموم أهل السودان وله أهمية تطال كل بيت على صعيد النشاط الزراعي وتربية الحيوان وصيد الأسماك ومعامل الطوب الأحمر وتلك الاهمية تبلغ ذروتها عندما نعلم وجود أكثر من عشرين مليون شخص يقيمون على ضفتي النيل .
وعلى الرغم من الارتباط الوثيق لمسيرة الحياة في السودان بالنيل غير أن ذلك لا يشكل مانعا لتضارب الآراء حول أهمية سد النهضة من عدم ذلك ففي حين فئة من الناس تبشرنا متفائلة بانه يتدفق صوبنا بجملة من المنافع يرى غير هؤلاء انه يهددنا بطوفان من الاضرار .
وأيا كان سد النهضة الذي أقيم على مقربة من الحدود الشرقية لبلادنا مصدرا للمنافع أو الاضرار المحتملة فانه بات يشكل مصدر ازعاج وهلع وقلق للمواطن السوداني عاجلا أو اجلا وينبئنا على ذلك ما يدور في الحراك الذي شهدته الساحة السودانية في الفترة الأخيرة حيث انعقدت العديد من الورش واللقاءات والحوارات التي استقطبت نخبة من المتحدثين أصحاب الأختصاص في الشأن المائي اذ تراوحت آراؤهم بين من يبشر بالمنافع التي يتدفق بها السد أوغيرهم من يرى ان السد يشكل جملة من المتاعب للوطن وفي مقدمة ذلك أخذ الكثير من حصة السودان المائية بالنحو الذي يجعل من النيل مجرى ضحلا يمكن عبوره مشيا على الأقدام وان حدث ذلك فانها تكون الأضرار فادحة وتعيق مسيرة البلاد والعباد .
من الواضح تماما ان سد النهضة لم يعد شأنا أثيوبيا فحسب وإنما بات هما سودانيا مقلقا وتأكده وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيض بطوفان منهمر من الاراء غير المتوافقة على رأي واحد حول سد النهضة الذي شاء الأثيوبيون أن يتخذوا له موقعا لا يبعد كثيرا عن حدود بلادنا وتلك بحد ذاتها دلالة واضحة على سوء المقصد الذي مفاده بأن يكون السودان شعبا وأرضا وتراثا تحت رحمة السد وفي مواجهة الكارثة المحتملة اذا ما لحقت بالسد أضرار أيا كانت هي إنشائية أوغير إنشائية .
قضية سد النهضة الأثيوبي يلزمنا وضعها على سلم أولويات قضايا الشعب السوداني بدلا من الانشغال بامور أخرى بعضها يحتمل الانتظار ويلزمنا طرح قضية السد على الرأي العام السوداني بصورة بلا انقطاع عبر تنظيم ندوات وورش عمل في الجامعات والمدارس والأندية وحتى في مجالس ( ستات الشاي ) بغية تمكين الرأي العام من معرفة أخطار السد المهددة للوطن وأخذ الحيطة والحذر .
وقبل ذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حراكا بمشاركة عدد من الخبراء تناول قضية سد النهضة وان توزعت فيها الآراء بين معارض ومؤيد للمشروع فمثلا المستشار النذير سعد على ليس وحده من يرى ان سد النهضة له منافع يكتسبها من كونه يوفر بيئة مائية يمكن الاستفادة منها في زراعة مليوني فدان بمشروع الرهد علاوة على احتواء مشكلة الفيضانات التي عانى منها السودان كثيرا بينما يساهم المناخ المعتدل في منطقة سد النهضة في الحد من ظاهرة التبخر وتلك ميزة تساهم في توفير أكثر من 10 مليار متر مكعب من الماء ويضاف الى ذلك الطاقة الكهربائية الجاهزة .
أما الخبير الدولي سلمان محمد سلمان قال :” يجني السودان العديد من المكاسب المجانية ومن تلك مضاعفة الدورات الزراعية بحيث تبلغ ثلاث دورات بدلا من دورة واحدة .
د. عثمان التوم يرى بأن السودان على مدى 60 عاما من تاريخه يقف عاجزا عن تخزين حصته من مياه النيل التي تبلغ 6 مليار متر مكعب لأنه لا يملك المواعين التي تمكنه من تخزينها فتذهب لفائدة مصر .
الخبر الأسوأ هو ما حدثنا عنه محمد جلال عندما ذكر بأن التقارير الصادرة عن شركة أمريكية تفيد بعدم صلاحية المنطقة التي أقيم فيها سد النهضة خاصة في منطقة بني شنقول وبموجب ذلك رفض السودان من قبل الرغبة الأثيوبية لبناء سد وهو ما كان سببا في احجام الجهات الممولة عن الدخول في تنفيذه .
ولكن موافقة السودان على بناء سد النهضة أخيرا جاءت عند التوقيع على تعلية خزان الروصيرص من قبل نظام الانقاذ من غير الأخذ بعين الاعتبار للأسوأ إذا ما تعرض السد الذي يدل تشييده الخرساني على أنه صمم لتخزين كمية مياه تتراوح بين 80 و85 مليار متر مكعب واذا ما لحقت به أضرار إنشائه فإن السودان سيشهد تسونامي مدمرا لكل شيء وبارتفاع مياه يبلغ 26 مترا و تبلغ الكارثة ذروتها إذا ما نجم عن ذلك تغيير جولوجي يؤثر على البحر الأحمر ويؤدي لطوفان شامل لا عاصم منه .
سليمان الماحي
صحيفة الانتباهة
لماذا لم تتحدث عن السد العالى الذى لازلنا ندفع ثمن تنازلنا عن ارضنا وحضارتنا من اجل مصر التى هى العدو اللدود للسودان على مر التاريخ ..لماذا لاينبرى قلمك بالحديث عن ثروة قومية سرقت من حضاراتنا ومن ثقافاتنا ومن اراضينا لاجل مصر ..صحفى غير كفؤ وفطير ولاتملك الشجاعة او الفكر لتحل مشكلة حمار مابالك بامة كاملة